يدعم الاستيطان في فلسطين المحتلة.. من هو “مارك ايزنبرغ” الذي يرافق ماكرون إلى المغرب؟
بين أزيد من 120 شخصية سياسية وأكاديمية وفنية، يحل رئيس الاتحاد الإسرائيلي العالمي مارك ايزنبرغ ضمن الوفد الذي يرافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين 28 أكتوبر 2024، إلى المغرب ضمن زيارة دولة تستمر لمدة 3 أيام، وسط احتجاجات مناهضي التطبيع تنديداً بالتضييق الفرنسي على مناصري غزة.
ويترأس الفرنسي مارك ايزنبرغ الاتحاد الإسرائيلي العالمي منذ 2011، بعدما انضم إلى لجنته المركزية في 2006، وشغل منصب نائب الرئيس فيه سنة 2009.
ويعتبر الاتحاد الإسرائيلي العالمي منظمة يهودية دولية مقرها باريس تأسست على عقيدة دعم الصهيونية واستيطان اليهودي في أرض فلسطين المحتلة.
فضلاً عن ذلك، كان ايزنبرغ أحد الأعضاء الذين اختارهم جان تيبيري عمدة باريس عام 1995 للمشاركة في اللجنة المعنية بمصادرة وإعادة ممتلكات اليهود في العاصمة الفرنسية.
وفي يونيو 2015، أسس وترأس منظمة إسرائيلية تدعى “كاليتا” (Qualita)، وهو اتحاد يضم جمعيات مختلفة تساهم في دعم اندماج المستوطنين الجدد الناطقين بالفرنسية خاصة القادمين من فرنسا وبلجيكا وسويسرا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويتكون من أكثر من 40 جمعية وآلاف المنتسبين.
وتهدف المنظمة التي تعمل بتنسيق مع الحكومة الإسرائيلية على تسهيل اندماج هؤلاء المهاجرين في المجتمع الإسرائيلي وتوفير الموارد التي تساعدهم على بناء حياة جديدة.
وبالإضافة إلى الدعم الاجتماعي والاقتصادي والمهني والتعليمي الذي تقدمه لهم، تسهر منظمة “كاليتا” على الاستشارات القانونية والدعم النفسي للمهاجرين اليهود إلى فلسطين المحتلة لمساعدتهم على التأقلم مع تحديات الحياة الجديدة.
هذا وكان مارك ايزنبرغ، بين عامي 2000 و2004، أحد مؤسسي وأمين صندوق أصدقاء المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (CRIF)، الذي يُوحّد مختلف التوجهات السياسية والاجتماعية والدينية الموجودة في المجتمع اليهودي بفرنسا، ويضم أكثر من ستين جمعية بما في ذلك الصندوق الاجتماعي اليهودي الموحد، والتحالف الإسرائيلي العالمي.
ويرتبط المجلس المذكور (CRIF) دولياً بالمؤتمر اليهودي العالمي، المؤيد للحركة الصهيونية التي عملت على إقامة دولة إسرائيل على حساب العرب في أرض فلسطين، وهو اتحاد يضم أكثر من 70 منظمة يهودية مناصرة للحركة الصهيونية في أكثر من 70 دولة.
وكان ايزنبرغ قد هاجم، في فبراير 2022، تقريراً لمنظمة العفو الدولية “أمنيستي” تتهم فيه إسرائيل بفرض نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين منذ 1948 واصفاً إياه بـ”المخزي والفضيحة”، معلناً إطلاق عريضة توقيع آنذاك للضغط على الحكومة الفرنسية من أجل إدانة تقرير أمنستي.
ويثير مجيء مارك ايزنبرغ رئيس الاتحاد الإسرائيلي العالمي إلى المغرب، بالتزامن مع التوترات التي تعرفها المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة ولبنان منذ أكتوبر 2023 العديد من التساؤلات، خاصة في ظل الغضب الشعبي ضد حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، التي أثرت على علاقات إسرائيل بعدة دول بشكل كامل أو جزئي، كما أسهمت في هجرة عكسية من داخل فلسطين المحتلة هرباً من المعارك الجارية حاليا على مستوى عدة جبهات شمال وجنوب وداخل الأراضي المحتلة.
يذكر أنه يستعد مغاربة للتظاهر اليوم، الإثنين 28 أكتوبر 2024، أمام مقر القنصلية الفرنسية في مدينة طنجة بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون للمغرب، وذلك للاحتجاج على دعم بلاده لحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة.
ودعت السكرتارية المحلية الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع بطنجة، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، سكان المدينة إلى المشاركة المكثفة في الوقفة الاحتجاجية أمام القنصلية الفرنسية (ساحة فرنسا) على الساعة السابعة مساء.
وعبرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع عن رفضها للزيارة الفرنسية، موضحة موقفها بـ“أنه لا يمكن القبول بزيارة رئيس يدعم الصهاينة والكيان الصهيوني، كما أنه يُضيّق على الفرنسيين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني”.