story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

يجتمعون اليوم لمناقشتها.. ما أبرز بنود خطة ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية؟

ص ص

يجتمع اليوم الأحد 23 نونبر 2025، مسؤولون أميركيون وأوكرانيون في جنيف بسويسرا، بمشاركة وفود رفيعة المستوى، لمناقشة خطة السلام الأميركية الخاصة بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي أثارت جدلا واسعا خلال الأيام الماضية.

هذه الخطة، التي قدّمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجرى الكشف عنها مؤخرا، سرعان ما أفرزت مواقف متباينة بين الأطراف المعنية بسبب طبيعة بنودها البالغة 28 بندا، والتي تمس جوهر الملفات الأمنية والعسكرية والإقليمية والإنسانية بين موسكو وكييف.

وقد تم الإعلان عن الخطة لأول مرة في 21 نونبر 2025 عبر موقع “أكسيوس”، الذي نقل تفاصيلها بناء على مصادر مطلعة، قبل أن تؤكد المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن “المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو عملا على صياغتها بتكتم لمدة شهر تقريبا”.

وتشمل الخطة الأميركية 28 بندا، تغطي طيفا واسعا من القضايا الأساسية المرتبطة بالحرب، إذ تجمع الخطة بين قضايا السيادة، والضمانات الأمنية، وإعادة هيكلة القدرات العسكرية الأوكرانية، ومستقبل الأراضي المتنازع عليها، بالإضافة إلى ترتيبات تتعلق بالعلاقات بين روسيا والناتو، وبرامج إعادة الإعمار، والملفات الإنسانية، والرقابة الدولية، ومشاركة الولايات المتحدة في ضمان تنفيذ الاتفاق.

وفيما يلي البنود 28 للخطة كما وردت:

1. تأكيد سيادة أوكرانيا.

2. إبرام اتفاقية عدم اعتداء شاملة بين روسيا وأوكرانيا وأوروبا.

3. ألا تغزو روسيا الدول المجاورة، وألا يتوسع حلف شمال الأطلسي (ناتو) أكثر.

4. إجراء حوار بين روسيا وحلف “ناتو”، بوساطة الولايات المتحدة، لحل جميع القضايا الأمنية وتهيئة الظروف لخفض التصعيد، بما يضمن الأمن العالمي ويزيد فرص التعاون والتنمية الاقتصادية المستقبلية.

5. حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية موثوقة.

6. تحديد حجم القوات المسلحة الأوكرانية بـ600 ألف عنصر.

7. توافق أوكرانيا على تضمين دستورها عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويوافق “ناتو” على تضمين بند في نظامه الأساسي يقضي بعدم قبول انضمام أوكرانيا مستقبلاً.

8. يوافق “ناتو” على عدم نشر قوات في أوكرانيا.

9. يتم نشر طائرات مقاتلة أوروبية في بولندا.

10. ضمان الولايات المتحدة: ستحصل الولايات المتحدة على تعويض عن الضمان؛ إذا غزت أوكرانيا روسيا، فستفقد الضمان. وفي حال غزو روسيا لأوكرانيا، بالإضافة إلى رد عسكري منسق وحاسم، ستُعاد جميع العقوبات العالمية، ويُلغى الاعتراف بالإقليم الجديد وجميع المزايا الأخرى لهذه الصفقة. وفي حال أطلقت أوكرانيا صاروخاً على موسكو أو سانت بطرسبرغ دون سبب، سيُعتبر الضمان الأمني لاغياً.

11. أوكرانيا مؤهلة لعضوية الاتحاد الأوروبي.

12. حزمة عالمية قوية من التدابير لإعادة بناء أوكرانيا.

13. إعادة روسيا إلى الاقتصاد العالمي.

14. استخدم الأموال المجمدة في مجالات استثمارية.

15. إنشاء مجموعة عمل أميركية روسية مشتركة معنية بقضايا الأمن لتعزيز وضمان الامتثال لجميع أحكام هذه الاتفاقية.

16. ستُرسخ روسيا قانوناً سياستها القائمة على عدم الاعتداء تجاه أوروبا وأوكرانيا.

17. ستتفق الولايات المتحدة وروسيا على تمديد سريان معاهدات عدم انتشار الأسلحة النووية وضبطها، بما في ذلك معاهدة ستارت 1.

18. توافق أوكرانيا على أن تكون دولة غير نووية وفقاً لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

19. تشغيل محطة زابوريجيا للطاقة النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وسيتم توزيع الكهرباء المنتجة بالتساوي بين روسيا وأوكرانيا – 50:50.

20. يتعهد كلا البلدين بتنفيذ برامج تعليمية في المدارس والمجتمع تهدف إلى تعزيز التفاهم والتسامح بين الثقافات المختلفة والقضاء على العنصرية والتحيز.

21. ملف الأراضي: يتم الاعتراف بشبه جزيرة القرم ولوغانسك ودونيتسك بوصفها مناطق روسية بحكم الأمر الواقع، بما في ذلك من قِبل الولايات المتحدة. سيتم تجميد خيرسون وزابوريجيا على طول خط التماس، ما يعني الاعتراف الفعلي بها على طول خط التماس. ستتخلى روسيا عن أراضٍ أخرى متفق عليها تسيطر عليها خارج المناطق الخمس. ستنسحب القوات الأوكرانية من الجزء الذي تسيطر عليه حالياً من إقليم دونيتسك، وستُعتبر منطقة الانسحاب هذه منطقة عازلة محايدة منزوعة السلاح، مُعترف بها دولياً باعتبارها أراضي تابعة للاتحاد الروسي. ولن تدخل القوات الروسية هذه المنطقة منزوعة السلاح.

22. بعد الاتفاق على الترتيبات الإقليمية المستقبلية، يتعهد كل من الاتحاد الروسي وأوكرانيا بعدم تغيير هذه الترتيبات بالقوة. ولن تُطبق أي ضمانات أمنية في حال الإخلال بهذا الالتزام.

23. لن تمنع روسيا أوكرانيا من استخدام نهر دنيبر للأنشطة التجارية، وسيتم التوصل إلى اتفاقيات بشأن النقل الحر للحبوب عبر البحر الأسود.

24. سيتم تشكيل لجنة إنسانية لحل القضايا العالقة: سيجري تبادل جميع السجناء والجثث المتبقية على أساس “الجميع مقابل الجميع”. ستتم إعادة جميع المعتقلين المدنيين والرهائن، بمن فيهم الأطفال. سيجري تنفيذ برنامج لم شمل العائلات. ستُتخذ تدابير لتخفيف معاناة ضحايا النزاع.

25. ستُجري أوكرانيا انتخابات خلال 100 يوم.

26. تحصل جميع الأطراف المشاركة في هذا النزاع على عفو شامل عن أفعالها خلال الحرب، وتتفق على عدم تقديم أي مطالبات أو النظر في أي شكاوى مستقبلاً.

27. تكون هذه الاتفاقية ملزمة قانوناً. وسيُراقب تنفيذها ويضمنها مجلس السلام، برئاسة الرئيس دونالد ترامب. وستُفرض عقوبات على أي انتهاكات.

28. بمجرد موافقة جميع الأطراف على هذه المذكرة، سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فور عودة الطرفين إلى النقاط المتفق عليها لبدء تنفيذ الاتفاق.

بمجرد نشر الخطة، بدأت المواقف الدولية تتوالى وتنقسم، فبخصوص الجانب الأوكراني، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن “بلاده تمر بواحدة من أصعب اللحظات في تاريخها”، مشيرا إلى أن “كييف تواجه خيارا بالغ الصعوبة: إما القبول بـ28 نقطة صعبة، أو مواجهة شتاء قاس للغاية”.

وأكد زيلينسكي رفض الخطة بصيغتها الحالية، قائلاً إنه “لن يخون المصلحة الوطنية لأوكرانيا، وإنه قدم جوابه حين أقسم عند توليه المنصب بأن يدافع عن سيادة البلاد وحقوق الأوكرانيين”.

وشدد على أن “كييف ستطرح بدائل خاصة بها خلال النقاشات مع واشنطن وبقية الشركاء”، مع تأكيده على عدم السماح لروسيا باتهام بلاده بعرقلة عملية السلام.

أما روسيا، فقد قال رئيسها فلاديمير بوتين إن “موسكو حصلت على نص الخطة عبر قنوات التعاون المتاحة مع الإدارة الأميركية”، واعتبر أن هذه الوثيقة “يمكن أن تُعتمد كأساس للتسوية السلمية النهائية”.

وفي الوقت نفسه، وجه بوتين انتقادات لأوكرانيا وحلفائها، متهماً إياهم بأنهم “يرفضون النقاش وأنهم ما زالوا يعيشون في أوهام تحقيق هزيمة استراتيجية لروسيا”.

وفي المقابل، أظهر الموقف الأميركي مزيجاً من الضغط والانفتاح، فقد أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الخطة تمثل “طريقا نحو السلام، وأنه سيتعين على الرئيس الأوكراني قبولها”، وصرّح في البداية بأنه “يمهل أوكرانيا حتى يوم الخميس المقبل لقبولها بالخطة”.

وتحدثت تقارير عن ضغوط على كييف، وصلت إلى حد “التلويح بوقف تزويدها بالمعلومات الاستخبارية والأسلحة في حال رفضها الخطة”.

وقد دفعت هذه الضغوطات الرئيس الأوكراني زيلينسكي للقول بأن بلاده أمام خيارين “فقدان الشريك الرئيسي أو فقدان الكرامة”.

لكن ترامب عاد لاحقا ليؤكد أن الخطة “ليست عرضا نهائيا”، إذ قال في تصريحات للصحفيين أمس السبت، “يجب أن تنتهي الحرب بطريقة أو بأخرى”، لكن حين سُئل إن كان هذا هو عرضه النهائي، أجاب “لا”.

وعلى مستوى أوروبا، جاء موقف جماعي عقب اجتماع لقادة عشر دول داعمة لكييف إلى جانب الاتحاد الأوروبي، على هامش قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ.

وقد اعتبر هؤلاء القادة أن “المسودة الأولية للخطة تتضمن عناصر مهمة وأساسية لتحقيق سلام عادل ودائم”، لكنهم شددوا على أنها “تمثل أساسا يتطلب عملا إضافيا”.

كما اتفقوا على عقد لقاء بين مستشاري الأمن القومي من الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا في جنيف لتعميق النقاش حول الخطة.

ويأتي اجتماع اليوم في هذا السياق، إذ أعلنت واشنطن وكييف أنهما ستعقدان محادثات حول تفاصيل الخطة، بمشاركة مسؤولين بارزين مثل وزير الجيش دانيال دريسكول، والمبعوث ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية ماركو روبيو، إضافة إلى الوفد الأوكراني بقيادة أندري يرماك.