story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
ثقافة |

يبرز تأثير المغرب في مجتمعات حوض المتوسط.. فريق دولي يكتشف أقدم مجتمع زراعي في المنطقة

ص ص

في اكتشاف جديد عدته مجلة Antiquity العتيقة إشارة على تأثير بلاد المغرب في تطور مجتمعات حوض المتوسط وشمال إفريقيا ​​خلال الألفية الرابعة قبل الميلاد، أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل اليوم اكتشاف أقدم وأكبر مجتمع زراعي من العصر الحجري في شمال غرب إفريقيا.

وقالت الوزارة اليوم، الأربعاء 25 شتنبر 2024، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إن مجموعة بحث دولية بقيادة المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (INSAP) المتواجد بالرباط، والمعهد الإيطالي لعلوم التراث الثقافي والمجلس الوطني للبحوث وجامعة كامبريدج، اكتشفت في قرية واد بهت بالقرب من مدينة الخميسات، مركباً زراعياً يعود إلى الفترة ما بين 3400 و2900 قبل الميلاد، وهو الأول من نوعه والأكبر والأقدم في إفريقيا خارج وادي النيل.

ويمتد هذا المتجمع الزراعي، واسع النطاق، على مساحة تقارب عشرة هكتارات، مشابه في حجمه لمدينة “طروادة” الإغريقية من العصر البرونزي المبكر، حسب الباحثين، الذين أشاروا إلى أن هذا الموقع يوفر رؤى جديدة حول استيطان المغرب الكبير بين الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد، ويعزز فهم الدور الحيوي الذي لعبته هذه المنطقة في تاريخ البحر الأبيض المتوسط.

وأشارت الوزارة إلى أن هذا الاكتشاف يتعلق بفترة غير موثقة في عصور ما قبل التاريخ بشمال غرب أفريقيا، مشددة على أنه “بالرغم من الاعتراف على نطاق واسع بأهمية هذه المنطقة في العصر الحجري القديم والعصر الحديدي والفترات الإسلامية، إلا أن هناك نقصاً كبيراً في المعرفة للفترة ما بين 4000 و1000 سنة قبل الميلاد”.

وأكدت أنه من أجل المساهمة في ملئ هذه الثغرة، أجرى عالم الاثار يوسف بوكبوط (INSAP-المغرب)، رفقة علماء الآثار Cyprian Broodbank عن جامعة كامبريدج-المملكة المتحدة، وGiulio Lucarini (CNR-ISPC وISMEO – إيطاليا) أبحاثًا أثرية متعددة التخصصات في واد بهت، خلصت إلى اكتشاف الفريق أدلة على وجود نباتات وحيوانات تم تدجينها، بالإضافة إلى مجموعة غنية من الأدوات الأثرية، بما في ذلك الأواني الخزفية المزخرفة متعددة الألوان، والفؤوس المصقولة، وأدوات الطحن، وعدة أنواع من الأدوات الحجرية.

وكشفت الحفريات أيضاً عن وجود عدد كبير من حفر التخزين والمخازن العميقة، والتي كانت تستخدم على الأرجح لتخزين والحفاظ على المواد الزراعية، حسب المصدر ذاته، كما أشارت الأدلة من موقع واد بهت إلى وجود روابط قوية مع مواقع أخرى معاصرة في شبه الجزيرة الإيبيرية، “حيث تم العثور على قطع عاج وبيض نعام تدل على اتصالات بين إفريقيا وأوروبا عبر مضيق جبل طارق”، وهي نتائج “تؤكد الدور الرئيسي للمغرب الكبير في تطوير شبكات التجارة والتبادل الثقافي عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد”.

وخلص مؤلفو هذا البحث الذي يعد ثمرة تعاون بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في المغرب (INSAP)، والمعهد الإيطالي لعلوم التراث الثقافي في إيطاليا (CNR-ISPC)، ومعهد ماك-دونالد للأبحاث الأثرية بجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة والمعهد الإيطالي للشرق الأوسط والأقصى (ISMEO)، (خلصواà إلى أن “اكتشاف موقع واد بهت في المغرب يدل على أن الفجوة المعرفية (بشأن تلك الفترة) لا ترجع إلى نقص في الأدلة الأثرية، بل إلى الاهتمام المحدود الممنوح حتى الآن لهذه المناطق، وعلى وجه الخصوص لهذه المراحل التاريخية”.

وأفادت الوزارة أنه كان اللغز الكبير وراء عصور ما قبل التاريخ في البحر الأبيض المتوسط، لما يزيد عن قرن من الأبحاث الأثرية، “يتعلق بالغياب الواضح للمواقع الاثرية، التي تؤرخ للفترة الزمنية الممتدة من الألفية الرابعة إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، المتواجدة على طول سواحل شمال أفريقيا، على النقيض من الديناميكية الكبيرة والتطورات الاجتماعية والثقافية الهامة التي ميزت الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط”، والتي أدت إلى ظهور ما يسمى بالمواقع الضخمة المحصنة من العصر النحاسي الأيبيري.

ومن جهتها قالت مجلة Antiquity العتيقة، التي نشرت البحث الأثري، أنه من الواضح أن وادي بهت وشمال غرب بلاد المغرب كانا جزءاً لا يتجزأ من منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​الأوسع، وعلى هذا النحو، “فإن هذه الاكتشافات تغير بشكل كبير فهمنا لعصور ما قبل التاريخ اللاحقة للبحر الأبيض المتوسط ​​وأفريقيا”، تضيف المجلة.

وتنقل عن الباحثين قولهم: “من الأهمية بمكان أن ننظر إلى وادي بهت ضمن إطار أوسع متطور ومترابط يضم الشعوب على جانبي بوابة البحر الأبيض المتوسط ​​والمحيط الأطلسي خلال أواخر الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد، وعلى الرغم من احتمالية الحركة في كلا الاتجاهين، فإنه لا بد من النظر إليه كمجتمع متميز قائم على أساس أفريقي ساهم بشكل كبير في تشكيل مجتمعات المنطقة”.