وول ستريت جورنال: كندا والمكسيك تريدان إيلام أميركا أيضاً
أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك، مما يهدد بتوجيه ضربة اقتصادية قاسية لجارتي الولايات المتحدة.
ووفقا لصحيفة “ وول ستريت جورنال“ فإن كلا البلدين يرسلان نحو 80% من صادراتهما إلى للولايات المتحدة، ومن شأن هذه الرسوم أن تدفع اقتصاد البلدين نحو الركود، مع تراجع قيمة الدولار الكندي والبيزو المكسيكي.
ووفق نفس المصدر، رغم أن كندا والمكسيك لا تملكان القدرة على إلحاق ضرر مماثل بالاقتصاد الأميركي، إلا أنهما تراهنان على أن فرض رسوم انتقامية ستكون كافياً لإجبار ترامب على التراجع.
ومن جهته، وصف وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرارد القرار الأميركي بأنه “إطلاق النار على القدم”، بينما حذر خبراء اقتصاديون من أن هذه الحرب التجارية قد تزيد التضخم الأميركي وتؤثر سلباً على سوق العمل.
ومن جانبها، لم تتأخر كندا في الرد، حيث أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو فرض رسوم بنسبة 25% على بضائع أميركية تتجاوز قيمتها 105 مليارات دولار، تشمل السيارات، المنتجات الزراعية، والصلب.
وتستعد المكسيك هي الأخرى لاتخاذ إجراءات مشابهة، إذ أكدت الرئيسة كلوديا شينباوم أن بلادها ستفرض تعريفات جمركية وقيوداً غير جمركية، مع احتمالية تنفيذ سياسة “الانتقام الدوّار” التي تهدف إلى زعزعة استقرار قطاعات التصدير الأميركية.
ويحذر خبراء وفق صحيفة ” وول ستريت جورنال” من أن الحرب التجارية الجديدة قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق الأميركية، خاصة بالنسبة للمنتجات الغذائية والوقود، حيث تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على النفط الكندي واستيراد المواد الغذائية من المكسيك.
ووفقاً لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، فإن هذه التعريفات قد ترفع معدل التضخم الأميركي بنسبة 0.54 نقطة مئوية، مما يزيد الضغوط على الاقتصاد.
وفي السياق نفسه، يواجه قطاع السيارات الأميركي مخاطر كبيرة، حيث تمثل المكسيك وكندا أكثر من نصف واردات الولايات المتحدة من قطع السيارات.
ومع فرض تعريفات بنسبة 25%، قد ترتفع التكاليف بشكل كبير، مما يؤدي إلى اضطراب سلاسل التوريد في ولايات صناعية رئيسية مثل ميشيغان وأوهايو وإنديانا.
كما أنَّ هذه الرسوم الجمركية تهدد عقداً من التكامل الاقتصادي بين أميركا وكندا والمكسيك، وتضع مستقبل السوق الموحدة لأميركا الشمالية على المحك.