وهبي والمنتخب الأولمبي
تعيين محمد وهبي مدربا لمنتخب أقل من 23 سنة الأولمبي، بعد أن وصل مع فئة أقل من 20 سنة إلى التاج العالمي في مونديال الشيلي قبل أسابيع، هو عين العقل والقرار المنطقي السليم الذي لا يمكن لأحد أن يطعن فيه.
نظريا هو تعيين جديد للإشراف على فئة جديدة، لكن عمليا فإبن المدرسة البلجيكية، سيستمر في منصبه كمدرب للمنتخب الوطني للشبان ، بالنظر إلى أن جل لاعبي الأخير سنياً سيدخلون العمر الأولمبي في كرة القدم، ولم يكن مقبولا ألا يرافقهم غير مدربهم الذي صنع معهم إنجاز سانتياغو التاريخي.
هي واحدة من أنجح أساليب إدارة المنتخبات الوطنية في كثير من البلدان المتطورة كرويا، التي تضمن سلاسة تصعيد الفئات، وارتقاء الأجيال مجتمعة من فئة الفتيان إلى المنتخب الأول، الهدف هو التمرس الطويل على هوية كروية محددة، تصل باللاعبين إلى درجة عالية من الإنسجام وروح المجموعة.
في المغرب لدينا استثناء ناذر في عالم كرة القدم، وهو أن قاعدة اللاعبين من مختلف الأجيال المتوفرين للمنتخبات الوطنية، لديهم مرجعيات تكوين كروية مختلفة، تتوزع بين المنتوج المحلي في الأندية الوطنية، وبين المنتوج الأوروبي من أبناء الجالية المكونين في الأكاديميات الأوربية، ولا وصفة فعالة للمزج بين الفئتين في المنتخبات الوطنية، غير سياسة تصعيد كل جيل لمراحل متعددة بنفس المدرب، خصوصا على مستوى الفئات العمرية التي يحتاج فيها اللاعبون إلى استقرار في الطاقم التقني المشرف عليهم.
شيء واحد يخدش سلامة تعيين محمد وهبي مدربا للمنتخب الأولمبي، هو إعلانه من طرف فوزي لقجع في كلمة له على هامش اجتماع رسمي لا علاقة له بالأمور التقنية، وكان الأجدر أن يتم ذلك ببلاغ يشرح أهداف التعيين، ومن طرف الإدارة التقنية الوطنية وليس من طرف رئيس الجامعة وإن كان هو رئيس لجنة المنتخبات الوطنية.