وهبي: نريد التتويج بكأس إفريقيا ومواصلة المسار نحو المونديال

عبّر مدرب المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة، محمد وهبي، عن رضاه الكبير بشأن مستوى التحضيرات التي خاضها الفريق الوطني خلال الفترة الماضية استعدادًا للمشاركة في كأس إفريقيا للشباب المقررة بمصر، مؤكدًا أن الطاقم التقني اشتغل بكثير من الواقعية والهدوء في ظل إكراهات واضحة، أبرزها غياب الصفة الرسمية للبطولة ضمن أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وما ترتب عن ذلك من صعوبات في تحرير بعض اللاعبين من طرف أنديتهم.
وقال وهبي خلال الندوة الصحافية التي عقدها، الجمعة 18 أبريل 2025، للإعلان عن قائمة اللاعبين الذين تم استدعاؤهم للمشاركة في نهائيات (كان) الشباب: “كنا نعلم سلفًا أننا لن نستطيع الاستفادة من جميع اللاعبين الذين تمت المناداة عليهم سابقًا، بسبب التزاماتهم مع أنديتهم التي لا تُجبرها القوانين على تسريح لاعبيها للمشاركة في بطولة لا تدخل في تواريخ “فيفا”، لذلك اشتغلنا منذ مدة على توسيع القاعدة، حيث اشتغلنا على أكثر من 50 لاعبًا، تحسبًا لكل السيناريوهات، سواء تعلق الأمر باعتذارات الأندية أو الإصابات”.
وأوضح وهبي أن عملية الإعداد شملت سلسلة من المعسكرات التدريبية المنتظمة، وتضمنت مباريات ودية مهمة أمام منتخبات إفريقية قوية مثل غانا وسيراليون، وتم خلالها التركيز على لاعبين تتوفر فيهم الجاهزية التامة للمشاركة في البطولة القارية، مع مراعاة الانسجام مع المشروع الفني والتكتيكي الذي يشتغل عليه الطاقم التقني منذ شهور.
وأضاف: “اللائحة النهائية تضم أسماءً كانت حاضرة معنا باستمرار، وتملك تصورًا واضحًا لأسلوب اللعب والمبادئ العامة، وحتى الأسماء التي التحقت لاحقًا تم دمجها بشكل تدريجي ومدروس”.
وأبرز وهبي أن بعض الغيابات كانت خارج إرادة الطاقم، على غرار علي معمار، الذي يُعد من أبرز المدافعين، لكنه يخوض مباريات حاسمة مع فريقه، إلى جانب فيصل مزياني الذي كان ضمن التصور الأساسي، لكنه بدوره مرتبط بالتزامات مع ناديه، كما تسببت الإصابة في غياب بعض الأسماء المهمة التي شاركت في المعسكرات السابقة.
وأكد المدرب أن المعايير المعتمدة في اختيار اللاعبين لم تكن مرتبطة بمكان التكوين، بل اعتمد الطاقم على المستوى التقني والذهني والبدني، موضحًا أن عددًا من اللاعبين الذين ينشطون اليوم في أندية أوروبية تلقوا تكوينهم في المغرب قبل أن يغادروا في سن مبكرة.
وقال: “لسنا معنيين كثيرًا بالنقاش حول عدد اللاعبين المحليين أو المحترفين، فالأهم بالنسبة لنا هو أن نشتغل بالاعتماد على لاعبين جاهزين، ونملك اليوم قاعدة مهمة بفضل التكوين داخل الأندية ومراكز التكوين الجهوية، إلى جانب المشاريع التي أطلقتها الجامعة”.
وعن أهداف المنتخب الوطني في البطولة، قال وهبي إن التفكير في التتويج باللقب القاري لا يتعارض أبدًا مع السعي لبلوغ كأس العالم، بل هو جزء من الطموح الذي يجب أن يرافق هذه الفئة، مضيفًا: “نحن لا نشارك فقط من أجل التأهل للمونديال، بل نرغب في الذهاب بعيدًا، واللعب من أجل اللقب. ما حققه منتخب أقل من 17 سنة يُعدّ حافزًا إضافيًا وليس ضغطًا، بل يؤكد أن لدينا قاعدة قوية من اللاعبين في مختلف الفئات”.
وبخصوص قرعة البطولة، أوضح المدرب أن المجموعة التي وقع فيها المغرب قوية وتضم منتخبات محترمة مثل نيجيريا وتونس وكينيا، مؤكدًا أن التعامل مع المباريات سيكون بمنطق الواقعية والاحترام لكل الخصوم.
وأضاف: “كل مباراة يجب أن نخوضها بهدف الفوز. لا نفكر في الحسابات أو ترتيب الخصوم، سنركز على الأداء والعمل الجماعي، والتأقلم مع كل الظروف، بما في ذلك ما يُطرح من احتمالات حول تغيير جدول المباريات أو تعديل نظام البطولة”.
وسيخوض المنتخب الوطني مباراته الأولى ضد كينيا يوم الخميس 1 ماي، قبل أن يواجه نيجيريا في الجولة الثانية، ويختتم دور المجموعات بلقاء تونس يوم الأربعاء 7 ماي 2025، وجميع مبارياته ستُجرى بمدينة الإسماعيلية.