story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
افتتاحية رياضية |

وكلاء اللاعبين

ص ص

أصبح للوكلاء في كرة القدم الحديثة تأثير متزايد في المسار الرياضي للاعبين، ودور كبير في نجاحات النجوم منهم، وقد تحولوا إلى رجال الظل الذين يتولون كل صغيرة وكبيرة في حياة موكليهم، لدرجة أن بعض الوكلاء أصبحت شهرتهم توازي شهرة اللاعبين والمدربين والحكام.

وكيل اللاعبين في كرة القدم هو الممثل والوسيط الذي يُدير مصالح لاعب واحد أو عدد من اللاعبين. وتنحصر مهام الوكيل في قيادة المفاوضات للحصول على أفضل الأرباح الممكنة لموكليهم، وضمان إبرام صفقات مربحة وصفقات رعاية جيدة، وتنظيم الظهور الإعلامي، سواء عبر التلفزيونات أو الإذاعات أو الوسائط الرقمية.

حالات كثيرة لنجوم كرة أفذاذ قادهم وكلاؤهم إلى قمة المجد، بعد أن أجادوا اختيار الأندية والدوريات، وتفاوضوا مع المسؤولين حول صفقات الإنتقال إليها ورفعوا من قيمة موكليهم بطرق ذكية لا تخطر على بال، بل إن كثيرا من اللاعبين العاديين أصبحوا بقدرة قادر تتخاطفهم كبريات الأندية، فقط بسبب وجود وكيل أعمال شاطر يعرف جيدا كيف يرفع من شأن “سلعته” ليبيعها بمبالغ فلكية مثيرة للإستغراب.

وعلى العكس من ذلك، يوجد لاعبون موهوبون لهم كل الإمكانيات ليصبحوا نجوما كبارا ولاعبين عالميين، لكنهم اختاروا وكلاء أعمال بدون كفاءة ولا تكوين ولا موهبة في التسويق والتفاوض، ف”خرجوا” عليهم، وورطوهم في عقود كارثية لاقوا بعدها التهميش ووجدوا أنفسهم في بيئات غريبة عنهم لم تقدر موهبتهم، فجلسوا في كراسي الإحتياط ومع الجمهور، وتراجع مستواهم وأصبحوا يطلبون “السلة بلا عنب” والرحيل إلى مستويات أقل، ومنهم من تسبب وكيل أعماله في اعتزاله كرة القدم بصفة نهائية بعدما حطمته الإختيارات السيئة تحطيما.

ولنا في بعض اللاعبين المغاربة نموذج لتبعات سوء اختيار وكيل الأعمال، آخرهم عز الدين أوناحي، الذي تحول من “رقايقي” أبهر العالم في مونديال قطر بفنياته ولمساته وطريقة مداعبته للكرة (تصريح لويس إنريكي)، ومن لاعب تخطب وده أندية كبيرة في أوربا، إلى لاعب يجلس مع جمهور ناديه أولمبيك مارسيليا أثناء المباريات بعدما يضعه المدرب خارج اللائحة بدعوى عدم توفره على المستوى المطلوب للعب أساسيا وحتى الجلوس في كرسي البدلاء.

حالات كثيرة أصبحت تدعو اللاعبين الموهوبين الذين يطمحون لتسلق سلم المجد الكروي والوصول إلى المستويات العليا، إلى التفكير جيدا في نوعية الشخص الذي سيمثلهم وسيتولى إدارة مسيرتهم الرياضية، وسيضع خارطة الطريق لمسارهم في الملاعب.. فاليوم في عالم كرة القدم أصبح التألق من الوكيل.. والخفوت و”الإحتراق” منه أيضا.