“وفي النهاية اختفت” أول فيلم مغربي يتوج بالجائزة الكبرى لمسابقة الجزيرة الوثائقية
تُوج اليوم الأحد 9 يونيو 2024، الفيلم الوثائقي “وفي النهاية اختفت” للمغربية عصماء عدناني بالجائزة الكبرى في مسابقة الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير لعام 2024، في دورتها الخامسة.
ويعد الفليم الوثائقي “وفي النهاية اختفت” هو أول فيلم مغربي يحصل على هذه الجائزة.
واستطاعت عصماء عدناني ذات الـ26 ربيعا الظفر بهذه الجائزة عن فيلمها الوثائقي الذي يحكي قصة امرأة طاعنة في السن تعيش وحيدة في إحدى قمم بولمان ويغوص في ذاكرتها وتجربتها الطويلة في الحياة.
وفي تعليقها على هذا التتويج عبرت مخرجة الفيلم عصماء عدناني عن سعادتها الكبيرة بهذه الجائزة التي رأت فيها تتويجا لعمل فني أخذ منها جهدا ووقتا ليسا باليسيرين.
وتقول عصماء عدناني في تصريح لصحيفة “صوت المغرب”، إن فكرة الفيلم تجسد موضوع الوحدة، وكيف يمكن للإنسان أن يعيش وحيدا بعد تقدمه في السن وارتباط ذلك بالذكريات التي عاشها في طفولته”.
وأوضحت المتحدثة الحاصلة على الاجازة في السينما والكتابة الإبداعية من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أنها اشتغلت على هذا العمل الفني بمفردها، مضيفة أنه، “اشتغلت على الفكرة بمفردي ولم يكن هناك أي دعم مالي أو شيء من هذا القبيل من أي جهة، باستثناء مساعدة أحد الزملاء على مستوى الموسيقى التصويرية وصديقتي صاحبة الأغنية التي تضمنها الشريط الوثائقي”.
وكشفت المخرجة الفائزة بالجائزة الكبرى في مسابقة الجزيرة الوثائقية للفيلم القصير لعام 2024، أن بطلة الفيلم هي عمتها التي تقطن وحيدة ضواحي مدينة فاس.
“أكثر شخصية بدت لي مناسبة لتكون بطلة الفيلم هي عمتي التي تعيش وحيدة في منطقة بولمان نواحي مدينة فاس” تقول عصماء.
وأضافت أنه، “بعدما نضجت الفكرة سافرت عند عمتي ومكثتها معها لمدة 20 يوما، كيف أعرف تفاصيل حياتها اليومية، حتى أستطيع تجسيد في فيلمي “وفي النهاية اختفت”.
ويصوّر الفيلم الحياة اليومية لهذه المرأة العجوز التي تعيش في منطقة جبلية ذات مناخ قاسٍ. تعيش هذه المرأة في عزلة عن أفراد عائلتها الذين هاجروا منذ زمن، بينما بقيت هي مرتبطة بالمكان الذي نشأت فيه وقضت فيه شبابها.
في غرفة صغيرة ذات مدفأة تحميها من برد جبال بولمان المغطاة بالثلوج، تعتمد على إيمانها القوي بالله عز وجل الذي يدفئ قلبها.، تعيش على ذكريات زمن مضى وحياة كانت يومًا صاخبة وتلاشت الآن، تاركة خلفها جسدًا هزيلًا.
وتعيش المرأة في منزل تعكس جدرانه صدى الصمت، وتكسر عزلتها أحيانًا صديقتها ليلى التي تعيش بدورها في عزلة وسط الجبال. وييرز الفيلم جوانب من حياة هذه السيدة التي حكت فيه عن الوحدة وعن الحياة أيضا، كما ينقل الفيلم المتوج صورًا تعكس طابع الحياة الجبلية في بولمان.
ووفق وصف مقتضب لهذا الفيلم فإن “العمل عليه انطلق من هاجس الوحدة التي يعيشها الإنسان في أرذل العمر، بهدف “أن يكون تذكيرًا للمشاهد بأن كل تلك اللحظات التي نعيشها في شبابنا، وكل التفاصيل، الناس، الأماكن، والمشاعر التي نرتبط بها ويقترن بها وجودنا، هي كذلك محكومة بالزوال، وقد تصبح مجرد ذكريات في خاطرنا في مرحلة ما من العمر.”