وفيات ومفقودون.. غرق مأساوي لقارب انطلق من الدريوش
كشف حقوقيون عن مأساة جديدة من مآسي الهجرة من السواحل المغربية، لقارب كان يقل 11 مهاجرا انطلق من سواحل الدريوش، وغرق على مشارف مدينة ألميريا الإسبانية.
وقال الفرع المحلي بإقليم الدريوش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان أمس الثلاثاء 3 دجنبر 2024، إنه علم بواقعة مأساوية جديدة تتعلق بغرق قارب يقل 11 مهاجرا غير نظامي قرب ساحل أدرا، ألميريا الإسبانية الخميس 28 نونبر 2024، مما أدى إلى وفاة شخصين وإنقاذ اثنين، فيما لا يزال البحث مستمرا عن سبعة مفقودين حاولوا السباحة إلى الساحل.
وتفيد شهادات الناجين بأن القارب انطلق يوم الثلاثاء 26 نونبر 2024 من أحد سواحل منطقة تازغين بإقليم الدريوش صوب الضفة الشمالية للمتوسط، وفي مساء اليوم التالي، حوالي الساعة الثامنة مساء، تعرض القارب لأضرار جسيمة بعد الاصطدام بسفينة على بعد بضع كيلومترات جنوب أدرا، بألميريا، ورغم مجهودات فرق الإنقاذ وتعبئة مختلف الوسائل المتاحة، لم يتم العثور على أي أثر للمفقودين.
وقال الحقوقيون إنهم يتابعون بقلق عميق هذا الحادث المأساوي الذي يأتي في سياق تزايد حالات الهجرة غير النظامية بالإقليم وتواتر حالات الغرق في البحر لشباب ما يزالون في مقتبل العمر بحثا عن حياة أفضل، كان آخرها غرق ثلاث شبان مغاربة من بينهم قاصر يبلغ 15 سنة، وذلك في أواخر شهر شتنبر 2024 بمنطقة الشعابي التابعة لدار الكبداني بإقليم الدريوش.
ودقت الجمعية ناقوس الخطر حيال هذا الوضع، محذرة السلطات بالإقليم من مغبة استمرار سقوط الشباب ضحايا لعصابات تهريب البشر التي قالت إنها تستغل يأسهم وإحباطهم للمتاجرة بهم وبأحلام عائلاتهم، وتغامر بهم في رحلات محفوفة بالمخاطر.
كما جددت الجمعية دعوتها إلى ضرورة توفير بدائل قانونية وآمنة للهجرة، واعتماد سياسة هجرة عادلة وإنسانية تحترم حقوق الإنسان وتصون كرامة المهاجرين.
كما يؤكد الفرع أن الوضع القائم بالإقليم بات يعكس أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة لا يمكن الاستمرار في تجاهلها أو معالجتها، بل يتطلب من الدولة تبني سياسات تنموية عادلة وشاملة قائمة على نهج حقوق الإنسان، بما يراعي الكرامة الإنسانية، ويحقق العدالة الاجتماعية، ويضمن تكافؤ الفرص للجميع، بما يقلص الفوارق المجالية ويسهم في تنمية المنطقة.