story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

وعيد الحليمي لعدم المتعاونين في الإحصاء.. هل يأتي بنتائج عسكية؟

ص ص

أثارت التصريحات الأخيرة للمندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، جدلا سياسيا وحقوقيا واسعا، إذ توعد الفئة غير الراغبة في التفاعل مع أسئلة الإحصاء بمواجهة عقوبات قانونية، بل وأكد على فضحهم والكشف عن هويتهم.

وربط الحليمي، خلال ندوة انعقدت يوم الخميس المنصرم، حول الإحصاء العام للسكنى والسكان، الخضوع للإحصاء بالإعلان عن الانتماء للشعب المغربي، وأن الخروج منه يعني الخروج من المجموعة الوطنية ككل. إذ قال إن رافضي الإحصاء هم غير وطنيين، وعليهم التحلي بقيم الشرف والمسؤولية.

كما تحدث عن الفئة التي تضع كلاب حراستها عند أبواب فيلاتها، لمنع دخول المكلفين بالإحصاء. ودعا الحليمي إلى تجنب مثل هذه التصرفات والسماح للمحصيين بأخذ المعلومات التي تساعد على خدمة الصالح العام. خاصة وأن العملية تتم في ظروف تحافظ على هوية المشاركين و تحمي معلوماتهم الشخصية، حيث تحفظ المعلومات على شكل أرقام ولا أحد بإمكانه معرفتها، وستخرج على شكل مؤشرات، على حد تعبيره.

وتعليقا على تصريحات الحليمي، قال الحسن الدادسي، المحامي بهيئة الدار البيضاء في حديثه إلى “صوت المغرب”، إن القانون الوحيد الذي يؤطر عملية الإحصاء بالمغرب هو القانون رقم 001.71 الصادر بتاريخ 16 يونيو 1971، والذي يتضمن فصلا يتحدث عن العقوبات، ينص على أنه: “لكل من احترف التكهن والتنبؤ بالغيب أو تفسير الأحلام يعاقب بغرامة تتراوح بين 10 و120 درهما ويعتبر هذا الفعل مخالفة من الدرجة الثالثة”.

واعتبر الدادسي بأن لغة التهديد والوعيد المعتمدة في كلام الحليمي هي لغة غير موفقة ولا تمت لقواعد التواصل بصلة، كما أن ربط المشاركة في الإحصاء بمسألة الوطنية والانتماء للمغاربة، هو ربط خطير وغير سليم، من شأنه تقسيم المغاربة إلى فئات مختلفة وإقصائهم. وحسب الدادسي، فإن كلام الحليمي من المفترض أن يكون مؤطرا بالنصوص القانونية، وخاضعا لثنائية سيادة القانون وسلطة القضاء.

وأضاف الدادسي أن الحديث عن فئة أصحاب الفيلات، يتضمن أيضا تقسيما للمغاربة وتخصيص فئة معينة ووصمها بصفات معينة، كما أن الحديث عن فضحهم هو مخالف للقانون، ويدخل في خانة التشهير، وأنه من غير المنطقي إقناع شخص ما بتهديده بالفضح.

وختم المحامي بهيئة الدار البيضاء، الحسن الدادسي تصريحه بالقول إن عملية الإحصاء تكتسي أهمية كبيرة، وتعتبر حدثا وطنيا هاما يحدد السياسات المستقبلية للدولة، محذرا من خطورة الأخطاء التواصلية التي قد تأتي بنتائج عكسية تنفر بعض المواطنين من المشاركة والانخراط.

وداد بنمومن