وسط تطويق أمني.. طلبة الطب يعودون للاحتجاج حاملين شعارات الغضب والاستياء
عاد طلبة والطب وطب الأسنان والصيدلة إلى الساحة من جديد، في شكل احتجاجي كان من المفترض أن يكون مسيرة احتجاجية قبل أن تطوقها السلطات الأمنية لتتحول إلى وقفة حاشدة استجاب لندائها طلبة من مختلف مدن المملكة.
وحمل الطلبة المحتجون شعارات الغضب والاستياء في وجه كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، متهمين الوزيرين الوصيين على القطاع، عبد اللطيف ميراوي وخالد آيت طالب، بصد باب الحوار في وجوههم والدفع بهم “نحو مصائر مجهولة”.
محاصرة “أطباء المستقبل”
وقبيل انطلاق المسيرة التي دعت لها اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة اليوم 6 ماي الجاري، أجهضت لحظات قبل بدئها لتتحول إلى وقفة احتجاجية حاشدة عند ساحة باب الحد بالرباط.
هذا التطويق الأمني الذي وصفه الطلبة المحتجون “بالحصار”، وفي حديث لها مع “صوت المغرب”، نددت إيمان أيت بنعمرو ممثلة طلبة الصيدلة بالرباط وعضو باللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، نددت بـ”هذا القمع”.
وقالت “إننا فوجئنا بهذا الحجم الهائل من قوات الأمن التي طوقت مجرد مسيرة سلمية يقودها مجموعة من الطلبة الذين يحملون مطالب الحوار لا غير وغبة تحسين التكوين الطبي بالبلاد”.
وتابعت “أن المسؤولين دائما يتحدثون عن الأسباب التي تدفع بالقطاع إلى نزيف في أطره، والحال أن الأسباب الحقيقية قائمة أمام أعينهم.. قمع لطلبة سلميين مرتدين وزراتهم البيضاء” مستنكرة هذا التعامل الذي وصفته “بالتعامل الفج وغير المبرر”.
وأكدت أن مسيرتهم “قانونية” قائلة إنهم لم يتوصلوا بأي إشعار يفيد رفض شكلهم الاحتجاجي، وتابعت “لو أنهم أرسلوا إشعارا برفض تنظيم المسيرة لم نكن لننظممها من الأساس” مشددة أن الطلبة “ليسوا دعاة فوضى، بل إنهم يحترمون القانون”.
واعتبرت أن “الخروج للشارع لم يكن يوما غاية الطلبة، بل هو خيار جنحوا إليه مكرهين، بعد أن نفذت أمامهم كل الخيارات”، وجددت الطالبة رفع مطالب العودة إلى طاولة الحوار والطي النهائي لهذا الملف العالق.
“الحوار أولا”
ومن جانبه قال عضو اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة ياسر عاكف، في تصريح لـ”صوت المغرب” إنهم نظموا هذه المسيرة تحت شعار “مسيرة الصمود” تعبيرا على أن الطلبة “ما يزالون متمسكين بمطالبهم بالرغم من مضي قرابة 5 أشهر على بدء احتجاجاتهم”.
وتابع أنهم في الأيام القليلة الماضية علقوا أنشطتهم الاحتجاجية إبداء لحسن النية، “دون أي تفاعل” وفق تعبيره، مؤكدا أن “الطلبة مؤمنون بمشروعية مطالبهم وإنهم لا يرغبون في شيء غير جودة تكوينهم”.
ووجه المتحدث ذاته الخطاب إلى كل من وزيري التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي ووزير الصحة خالد آيت الطالب، يالاستجابة “في البدء لأصوات هؤلاء الطلبة المصرين على الجلوس من أجل الحوار، بعد أن أغلق الباب في وجوههم بشكل أحادي” وفق تعبيره.
“أسف عميق“
وعبرت طالبة طب أخرى قادمة من مدينة طنجة رفضت التصريح باسمها، عما قالت “إنه أسف عميق تحس به تجاه هذا الذي يحدث” وتابعت الطالبة أن “منبع هذا الأسف يكمن في أن الطلبة لا ينبغي أن يكونوا هنا في الساحات بل في مدرجات الدراسة في التداريب الميدانية”.
وتابعت أنها “وزملاءها يعيشون وضعا صعبا، أمام مصير مجهول” معتبرة أن “إمعان المسؤولين في صرف آذانهم عن سماع أصوات هؤلاء الطلبة المحتجين منذ أزيد من 5 أشهر، يضع مستقبل تكويننا على المحك”.
ونظمت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، يوم الخميس 02 ماي 2024 بالرباط، ندوة صحافية لتسليط الضوء على آخر المستجدات التي يعرفها ملف طلبة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة المحتجين منذ شهور.
وقال سعد النخوي المسؤول عن شعبة الصيدلة باللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، إن الطلبة “وجدوا أنفسهم مضطرين للدخول في مقاطعة شاملة ومفتوحة أملا في التفاتة المسؤولين لملفهم والاستجابة لمطالبهم دفاعا عن قضيتهم العادلة والمشروعة وهي الرفع من جودة التكوين الطبي والصيدلي وتقديم خدمات صحية ترقى إلى تطلعات المواطن المغربي”.
وأوضح الطالب سعد النخوي، أن “رسالتنا الأساسية هي أن طلبة الطب والصيدلة منفتحون على الحوار منذ بداية المسلسل النضالي، وكنا دائما نطالب بفتح الحوار مع المسؤولين وملفنا واضح ولذلك نومن أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة الكفيلة بإيجاد حل يرضي جميع الأطراف”.
وطالب المصدر ذاته بفتح حوار عاجل من أجل إنهاء هذا الملف وتجنب السقوط في سنة بيضاء، “التي لا تخدم مصلحة أي طرف”، مبرزا أن “مكاننا الطبيعي هو المدرجات والمستشفيات والمراكز التدريبية الاستشفائية، لدينا رغبة لإنهاء هذا الاحتقان شريطة تحقيق مطالبنا المشروعة”.