وزارة الزراعة الأمريكية ترسل بعثة من رجال الأعمال إلى المغرب
أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية عن زيارة وفد من رجال الأعمال الأمريكيين في المجال الفلاحي، في بعثة يقودها وكيل وزارة الزراعة الأمريكية للتجارة والشؤون الزراعية الخارجية أليكسيس إم تايلور، إلى المغرب في الفترة ما بين 2 و 5 دجنبر 2024.
وقالت الوزارة الأمريكية، في بيان لها، “إن وكيل وزارة الزراعة الأمريكية للتجارة والشؤون الزراعية الخارجية أليكسيس إم تايلور سيقود بعثة تجارية زراعية إلى الدار البيضاء بالمغرب في الفترة من 2 إلى 5 ديسمبر 2024”.
ودعت وزارة الزراعة الأمريكية المصدرين الأمريكيين الحاليين والمحتملين المهتمين بالمشاركة التقدم بوضع طلباتهم من أجل دراستها قبل حلول الـ 28 من غشت الجاري.
وقال أليكسيس إم تايلور “إن هذه المهمة تمثل فرصة محورية للشركات الزراعية الأمريكية للاستفادة من السوق الديناميكية للمغرب والاستفادة كذلك من موقعه الاستراتيجي للوصول إلى أفريقيا على نطاق أوسع”، مضيفا بالقول: “نحن ملتزمون بتسهيل هذه الاتصالات الحيوية وتوسيع الصادرات الزراعية الأمريكية”.
واعتبر البيان، أن المغرب هو ثاني أكبر سوق لصادرات المنتجات الزراعية الأميركية في أفريقيا، موضحا أن مبيعات الولايات المتحدة من المنتجات الزراعية والغذائية إلى المغرب تجاوزت 619 مليون دولار العام الماضي، وهو ما يمثل 16% من حصة السوق في القارة.
وأضاف المصدر ذاته، أن الصادرات الزراعية الأميركية إلى المغرب تضاعفت منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمغرب حيز التنفيذ في عام 2006.
وأبرز أن المغرب “يوفر سوقًا مستقرًا واقتصادًا ناميًا ويشكل مركز توزيع رئيسيًا للقارة الأفريقية”، مؤكدا أن “المملكة تعد بالفعل مستوردًا رئيسيًا للسلع السائبة (السلع التي يتم تصديرها بكميات كبيرة، والتي لا يتم تغليفها أو تعبئتها) والوسيطة (شبه مصنعة) من الولايات المتحدة”.
“كما أن قطاع تصنيع الأغذية الذي يتسع يوما بعد آخر، والطلب الاستهلاكي المتزايد يخلقان إمكانات جديدة لمبيعات المنتجات الموجهة للمستهلكين”، يقول المصدر.
وزاد البيان أن السوق المغربية، تتيح للمصدرين الأمريكيين فرصا في العديد من القطاعات، بما في ذلك لحوم البقر ومنتجاتها، ومنتجات الألبان، والحبوب العلفية، والحيوانات الحية والجينات، والأرز، والمأكولات البحرية، وبذور البطاطس، وفول الصويا، والمكسرات.
وخلص بيان وزارة الزراعة الأمريكية إلى أنه خلال البعثة التجارية، “سيشارك ممثلون من الشركات الأمريكية في اجتماعات عمل مع مستوردين محتملين من المغرب والسنغال وكوت ديفوار ودول غرب إفريقيا الأخرى”، مضيفا أن المشاركين سيتلقون إحاطات معمقة حول السوق المغربية والإفريقية من موظفي دائرة الزراعة الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية وخبراء التجارة الإقليميين الآخرين.
وكان وزير الصناعة والتجارة رياض مزور، قد دعا الشركات الأمريكية إلى الاستفادة من موقع المغرب لتعزيز قوتها وغزو أسواق جديدة، مؤكدا أن المغرب يقدم العديد من الفرص لهذه الشركات باعتباره سوقاً تنافسية، ذات خبرة، وموقع استراتيجي قريب من أوروبا.
وأكد مزور خلال كلمة له في إطار لقاء نظمه مركز التفكير “أتلانتيك كاونسل” بداية شهر يوليوز المنصرم، على هامش زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، أن المغرب يحتاج إلى مشاركة أقوى من الولايات المتحدة الأمريكية لمضاعفة اقتصاده بشكل سريع يجعله قادرا على خلق ما لا يقل عن 300 ألف منصب شغل سنويا لاستيعاب الوافدين الجدد إلى سوق العمل، مبرزا أن هذه هي خطة المغرب للسنوات العشر القادمة.
ولهذا الغرض، أوضح الوزير أن “المغرب يهدف إلى الرفع من حجم الاستثمارات، مستفيدا من كل فرصة للقيام بذلك، بدءاً من إمكانات في عملية الانتقال الطاقي، حيث يعد المغرب واحدا من أكثر الدول تنافسية في إنتاج الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر بفضل المناخ المغربي والأراضي المتاحة لذلك”.
وأضاف المسؤول الحكومي أن المغرب أيضا في وضع جيد لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية بأسعار تنافسية، وللتعامل مع ندرة المواهب من خلال إنتاج 20 ألف مهندس سنوياً، نصفهم من النساء.
وأردف مزور أن المغرب تمكن من التغلب على العديد من الصعوبات في المجال الصناعي، حيث “أن المغرب قبل 15 سنة لم يصدر أية سيارة أو منتوج صناعي، كما أنه كان خارج تصنيف الدول المنتجة عالميا”، مبرزا في المقابل “أن 85 بالمائة من الصادرات المغربية في الوقت الحالي سلع مصنعة، كما أن 90 بالمائة من منتجات الفوسفاط الأساسية التي يتم تصديرها هي منتجات محولة، 10 بالمائة منها فقط خام”.
وتابع مزور في تعداد منجزات المغرب في هذا المجال، مبرزا أن المملكة تملك حاليا اتفاقية التجارة حرة مع أكثر من نصف العالم، أكثر من 100 دولة؛ كما تم الاستثمار أيضاً في الربط، وحل المشاكل اللوجستية، حيث بات المغرب يتوفر على أهم ميناء للحاويات في إفريقيا والمتوسط، الذي يعد رابع أفضل ميناء أداءً في العالم، متفوقا بذلك على الموانئ الأوروبية كإيطاليا، إسبانيا، وفرنسا.
وأردف أنه تم أيضا إضافة موانئ جديدة لتعزيز التنافسية والانفتاح على مناطق أخرى في العالم، كميناء الداخلة الذي سيجعل منطقة الساحل بوابة للعالم، تماماً كما هو الحال بالنسبة لميناء طنجة المتوسط “.
هذا وشدد الوزير على أن المغرب قطع هذه الرحلة مع الحفاظ على استقراره المالي، حيث “حافظ المغرب على التضخم عند أقل من 2 بالمائة لمدة 20 سنة”، مضيفا أنه “حتى عندما واجهنا التضخم في السنوات الثلاث الأخيرة بسبب حرب أوكرانيا، حافظنا عليه عند 6.6 بالمائة بينما وصل في دول أخرى إلى 100 بالمائة حتى في البلدان التي كنا نتنافس معها”.