واشنطن بوست: جبهة البوليساريو ضمن الجماعات التي دربتها إيران لتعزيز نفوذها

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن “إيران قامت طوال السنوات الماضية بتدريب مجموعة واسعة من الجماعات المسلحة لتوسيع نفوذها الإقليمي”، مشيرة إلى أن “من ضمنها مقاتلين من جبهة البوليساريو التي تتخذ من الجزائر مقراً لها”.
وأشارت الصحيفة في تقرير حديث لها، إلى أن “جبهة البوليساريو هي جماعة مسلحة، وأن عددا من عناصرها محتجزون حاليا من لدن قوات الأمن السورية الجديدة”، وذلك نقلا عن مسؤول بسوريا ومسؤول أوروبي ثالث.
وأوضح التقرير أن إيران التي كانت تدير شبكة من الجماعات المسلحة والميليشيات في سوريا، بما في ذلك تدريب مقاتلين من جبهة البوليساريو، “بدأت في فقدان قدرتها على استخدام هذه الشبكات بشكل فعال مع تغيرات الوضع على الأرض وظهور النظام الجديد في سوريا الذي يسعى إلى قطع آخر شبكات تهريب الأسلحة والأموال المرتبطة بإيران”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن “الحكام الجدد في سوريا بدأوا في تدمير الجسر البري الذي كانت إيران تستخدمه لتمرير الأسلحة والأموال عبر الأراضي السورية لدعم حلفائها في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني، حيث كان يمثل هذا الجسر شبكة من الطرق التي تستخدمها إيران لنقل الأسلحة والموارد إلى ميليشياتها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط”.
وفي السياق ذاته، أوضح المصدر أن “الحكومة السورية الجديدة تسعى في الوقت الحالي إلى قطع شبكات التهريب التي كانت تستخدمها إيران لنقل الأسلحة والمال والمخدرات عبر الحدود السورية اللبنانية، والتي كانت مهمة في دعم النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد، حيث كانت طهران تقوم بتمويل وتزويد النظام السوري بالموارد اللازمة لمواصلة الحرب الأهلية”.
وأضافت صحيفة “واشنطن بوست” أنه “بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في دجنبر الماضي، أصبح الوضع في سوريا مختلفًا تمامًا، حيث فقدت إيران السيطرة على العديد من النقاط الاستراتيجية داخل سوريا، والتي كانت تستخدمها سابقًا لنقل الأسلحة والدعم المالي إلى حلفائها، وعلى رأسهم حزب الله”.
وأبرزت الصحيفة أن “مجموعات مرتبطة بحزب الله تسعى للحفاظ على طرق تهريب الأسلحة من خلال التعاون مع العشائر المحلية المنتشرة على طول الحدود السورية اللبنانية، وهو ما أدى إلى اندلاع اشتباكات دامية مع القوات السورية التي تحاول قطع هذه المسارات”.
وأوضح المصدر ذاته، أن “أبرز هذه المواجهات وقعت في بلدة حوش السيد علي، حيث قُتل ثلاثة جنود سوريين، ما دفع الجيش السوري لإرسال تعزيزات ضخمة إلى المنطقة”.
وأضافت الصحيفة أن “إيران، بعد تراجع نفوذها إثر سقوط نظام الأسد، تلجأ إلى وسائل غير تقليدية للحفاظ على شبكاتها داخل سوريا”، موردة أن “مسؤولين أوروبيين حذّروا من محاولات إيرانية لتعبئة جماعات سنية متطرفة، من بينها فصائل مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، بهدف تقويض سلطة دمشق وإبقاء الوضع الأمني غير مستقر”.