ما هو بروتوكول”هنيبال”؟ ولماذا تطبقه إسرائيل؟
في خضم عملية “طوفان الأقصى” التي لا تزال مستمرة، على مستوى غلاف قطاع غزة، منذ السبت 07 أكتوبر الجاري، تمكنت عناصر المقاومة الفلسطينية في غزة، من أسر عدد مهم من الإسرائيليين، وهو ما جعل الحديث يكثر داخل أوساط جيش الاحتلال الإسرائيلي، حول تفعيل ما يسمى بإجراء أو بروتوكول “هنيبال”، فما هو هذا البروتوكول؟ وما هو دوره؟
بروتوكول “هنيبال”، هو إجراء يستخدمه الإسرائيليون للحيلولة دون أسر جنودهم من طرف الفلسطينيين، وذلك من خلال إتاحة استخدام جميع الوسائل من طرف الجيش الاسرائيلي، بما فيها القوة وقتل جنوده، عوض أسرهم من طرف الفلسطينيين، والدخول في مفاوضات شاقة ومذلة للجيش الإسرائيلي، مع المقاومة الفلسطينية، من أجل عقد صفقة تبادل الأسرى، والافراج عن أسراه.
وبدأ العمل بـ “هنيبال”، في صفوف الجيش الإسرائيلي، خلال الحرب الأولى على لبنان سنة 1982، لكنه كان يتم بشكل شفهي وغير مكتوب.
وقد كشفت مصادر إعلامية، نقلا عن مسؤولين عسكريين سابقين في الجيش الإسرائيلي، أن بروتوكول “هنيبال” صيغ رسميا منذ إبرام صفقة تبادل الأسرى الأولى بين دولة الاحتلال و”الجبهة الشعبية القيادة العامة” بقيادة أحمد جبريل سنة 1985.
وكانت الصيغة الأولية لهذا البرتوكول تقوم على أساس “عملية الاختطاف يجب أن تتوقف بكل الوسائل، حتى لو كان ذلك على حساب ضرب قواتنا”.
وبعد صفقة عام 1985، تواصلت صفقات تبادل الأسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكانت أبرز صفقة هي صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط سنة 2011، بعدما قضى 5 سنوات من الأسر لدى عناصر المقاومة الفلسطينية، مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا.
وقد اعتبر عدد الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم من طرف إسرائيل مقابل رقم قياسي الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، رقما قياسيا.
وفي سنة 2017، أصدر الجيش الإسرائيلي على مستوى القيادة، أوامر عسكرية، لوضع خطة جديدة لبروتوكول “هنيبال” أكثر صرامة، حسب ما صرح به المحلل العسكري الإسرائيلي إيال عاليمه، لموقع الجزيرة، الذي أكد أن الخطة الجديدة تمنح للجيش الإسرائيلي توظيف كل الامكانيات بما فيها استخدام القوة لمنع حدوث عملية الأسر “حتى وإن استدعى الأمر إطلاق النار وبكثافة باتجاه الأراضي الإسرائيلية إن وقع الأسر بها وليس فقط بمناطق العدو الفلسطيني”.
ويعد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجيش الوحيد على مستوى العالم، الذي يستخدم برتوكول “هنيبال”، بالرغم من الانتقادات الكبيرة، التي يوجهها الجنود والضباط الاسرائيليون، إلى هذا البرتوكول، كونه لا يوفر لهم الحماية الجسدية، ويتيح بالمقابل إمكانية قتلهم، على أسرهم والدخول في مفاوضات شاقة من أجل الإفراج عنهم.