story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

هناوي يحذر.. انتقلنا من التطبيع الكلاسيكي إلى “الصهينة الشاملة”

ص ص

تعتبر عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية -حماس- في 07 أكتوبر 2023، جراء تصاعد جرائم التنكيل بالأسرى، وزيادة التضييق على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي، (تعتبر) نقطة تحول استراتيجية في تاريخ الصراع بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعدما استطاعت إعادة القضية الفلسطينية إلى مربع الصفر بعد محاولة تصفيتها، والقفز على ما يسمى العائق الفلسطيني نحو إقامة “شرق أوسط جديد”.

وعلى مستوى المغرب نجحت العملية في فرملة قطار التطبيع الذي كان يسير بسرعة كبيرة منذ سنة 2020، بعد التوقيع على الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، حيث تجاوز التطبيع مداه السياسي إلى قطاعات أخرى كالفلاحة والتجارة والصناعة والتعليم والثقافة وغيرها.

وفي هذا السياق، قال عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إن موضوع التطبيع بين المغرب وإسرائيل اليوم، “تجاوز التطبيع كلاسيكي في النسخة القديمة للتسعينات أو لما قبل التسعينات بمعطى سياسي، وتم القفز عليه وانطلقنا نحو الصهينة الشاملة الثقافية والفنية والرمزية بل وقرصنة مفاهيم دستورية والقول بأن المكون العبري الذي يوجد في الدستور هو الإسرائيليين من أصل مغربي وتمت مغربة المستوطنين بمقابل أسرلة اليهود المغاربة المقيمين هنا”.

“مرورا بالتعليم والفلاحة والاقتصاد والصناعة والقطاع البحري بل حتى الأوقاف والأمور الروحية، من خلال اللقاء الذي كان بين دافيد غوفرين وأحمد العباد رئيس الرابطة المحمدية للعلماء. إذن الأمر بلغ مستويات كبيرة، قفزت ليس فقط على حاجز فلسطين للتطبيع، بل قفزت حتى على المدخل الذي أدخلنا به الذي هو الصحراء” يقول عزيز هناوي.

وأضاف الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أن “الموضوع خطير للغاية ولهذا مواصلة التطبيع في المغرب وارتكاب جريمة في فاتح غشت باستقبال حسن كعيبة الذي شتمنا وقال عنا حيوانات ولسنا ببشر (…) يجعلنا نتعرض للإهانة المتكررة وأكبر عنوان لها استمرار إسرائيل بعنوان نتنياهو بقضم وقسم المغرب في خريطته للمرة ال 4 والخارجية صامتة. فالموضوع تجاوز التطبيع إلى التركيع”.

وتابع المتحدث ذاته، أن مسار التطبيع في المغرب “انطلق مترنحا بطريقة أريد من خلالها تلبيسه بقضية وطنية هي قضية الصحراء، وهنا نتحدث عن التطبيع الرسمي المعلن وإلا فالتطبيع في المغرب كلاسيكي منذ بداية الستينات وليس 2020 حتى لا تثقب ذاكرتنا”.

ومضى شارحا، أن مكتب الاتصال الإسرائيلي الحالي “أدخل ليس من ترتيبات شرق أوسطية كما كان سنة 95 بل بترتيب محلي ثنائي أو لنقول ثلاثي أمريكي إسرائيلي مغربي من بوابة الصحراء وبالتالي الدولة والقرار الرسمي المغربي قفز كما هو الصفقات التطبيعية الابراهيمية الأخرى، قفزوا على الحاجز أو العائق أو الرقم الفلسطيني لربط التطبيع مباشرة”.

وتابع قائلا: “الآن الدولة مرتبكة عن العودة عن القرار بفتح مكتب الاتصال بالرغم من أن العودة التي كانت في ال 2000 كانت في ظرف وفي إجرام صهيوني أقل بكثير من الإجرام الحالي، (…) وهذا الارتباك ليس فقط على مستوى تكريس السردية الطبيعية، بل أيضا ارتباك على مستوى علاقة مع الشارع المغربي الذي لم يرفض التطبيع بعد 07 أكتوبر فقط، بل رفضناه سنة 2020 كقوى مدنية”.

وأوضح أن عملية طوفان الأقصى أسقطت القناع عن المشروع الإسرائيلي الذي انكشف أمام العالم وليس فقط أمام الأمة العربية والإسلامية التي تعرفه، “ككيان إرهابي إجرامي قائم على حرب الابادة الجماعية”.

وتجسد هذا الانكشاف في التحرك الذي ما زال متواصلا ومتصاعدا في داخل المجتمعات الغربية وأيضا المستوى منظمة الأمم المتحدة ومنصات القضاء الدولي وعلى مستوى محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية والهيئات الحقوقية العالمية.

وكشف هناوي أن “ما يجري في المغرب أكثر بشاعة من التطبيع فالأمر بلغ ما يسمى توحيد الهياكل، بحيث أنه جرى مؤتمر في الدار البيضاء سنة 2022 بحضور 3 وزراء إسرائيليين و3 وزراء مغاربة ومستشار أندري أزولاي تحت عنوان توحيد الهياكل مع إسرائيل، بل وصلنا إلى عنوان كلنا إسرائيليون وإلى التوشيح بوشاح الشرف الإسرائيلي 07 شتنبر، قبل شهر فقط من 07 أكتوبر”.

وأكد المتحدث أن “طوفان الأقصى” شكل نقطة تحول على مستوي إعادة توضيب المنطقة باتجاه صناعة ساحات داعمة للكيان الصهيوني طيلة عقود تم تأبيد حالة جمودها وكسلها، “أريد للكيان الصهيوني أن يعيش في حال من السلم أو الأمان الذي ليس وراءه حق أو عدل على مستوى إعادة الحق إلى أهله، فتحركت الساحة اللبنانية وتحركت الساحة اليمنية، وتحركت الساحة العراقية ومرشحة أن تتحرك ساحات أخرى، بل وتحركت الساحة الإيرانية”.

وخلص عزيز هناوي بالقول إلى أن المنطقة إزاء تحول كبير كان منطلقه 07 أكتوبر وهو مرشح لأن يصل إلى مستويات أكبر عن مستوى تغيير خريطة الشرق الأوسط “لكن ليس كما يقول نتنياهون بل كما ستكون باذن الله هو إزالة هذا الكيان وإعادة الحق إلى أهله”.