story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

هل يطوي مؤتمر “بي جي دي” مرحلة بنكيران؟

ص ص

يستعد حزب العدالة والتنمية لتحديد تاريخ مؤتمره الوطني، بعد أن أدرج  نقطة تتعلق بتحديد تاريخه ضمن جدول أعمال مجلسه الوطني الذي سينعقد خلال منتصف شهر يناير المقبل.

وإذا كان الحزب قد عرف تراجعا كبيرا على مستوى نتائجه الانتخابية، فإن استقالة العديد من قيادات صفه الأول، وبروز خلافات سياسية وتنظيمية داخله، يطرح الكثير من  علامات الاستفهام حول مستقبل الحزب وقيادته القادمة.

 المؤتمر سيد نفسه

وأكدت أمينة ماء العينين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن “اختيار من يقود سفينة الحزب، أمر متروك للاختيار الحر والديمقراطي للمؤتمر، كما جرى العرف بذلك داخل الحزب”.

وأوضحت ماء العينين، أن المؤتمر المقبل للحزب، هو إجراء تنظيمي وسياسي، يهدف إلى تعميق المناقشة بخصوص رهانات الحزب وتحديات اشتغاله في المرحلة المقبلة، وكذا أولوياته كحزب سياسي حي وفاعل يؤدي أدواره الوطنية ويتحمل مسؤولياته تجاه وطنه وشعبه، كيفما كان الموقع الذي اختير له أن يتواجد فيه.

وأوضحت ماء العينين أن الانتخابات الأخيرة ومخلفاتها، كانت صعبة جدا على الحزب، و كادت أن تعصف به، لكن إرادة الله أولا، وعزيمة وتضحيات حزبنا، قيادة ومناضلين، مكنت الحزب من الاستمرار قويا ملتزما ومنخرطا، عكس ما كان ينتظر خصومه.

وأشارت القيادية في حزب المصباح أن ما يهم الحزب هو الانخراط الواعي والمسؤول في الحياة السياسية للمغرب،  والمساهمة بمجهوده للانتصار للمصالح الوطنية في سياق دولي واقليمي صعب،  ومليئ بالتحديات.

تصحيح لوضع غير سليم 

في المقابل، اعتبر محمد  أمحجور القيادي في حزب المصباح، والعضو السابق في أمانته العامة، أن عقد حزب العدالة والتنمية لمؤتمره، تصحيح لوضع قانوني مختل وغير سليم.

“فلأول مرة في تاريخ الحزب”، يقول المتحدث، “نشهد وجود هيئة من حجم المجلس الوطني (برلمان الحزب) في ولاية مفتوحة منذ 2017، وهو ما يطرح إشكالات قاونية حقيقية على مستوى المشروعية الانتخابية للأعضاء المنتخبين داخل هذا المجلس”.

واعتبر أمحجور أن المؤتمر، وإن كان  فرصة للمراجعة والتصحيح وتجديد القيادة، لكن انعقاده  ليس هدفا في حد ذاته، فالحزب يضيف أمحجور، مر من أزمات معقدة ومركبة ومن مستويات متعددة منهجية وفكرية و سياسية وتنظيمية، كان من بين تجلياتها سوء  العلاقات بين قياداته والكثير من أعضائه،  وهو ما يحتاج  إلى نقاش عميق ونقد ذاتي صارم .

وطالب أمحجور قيادات الحزب التاريخية، بتسليم القيادة لجيل الشباب، سواء من الجيل الثاني أو الثالث، لفتح آفاق سياسية جديدة للحزب.

  وأضاف نفس المتحدث أن وجود  قيادة كارزمية بحجم بن كيران على رأس الحزب خلال الثلاث سنوات الماضية لم يساهم بحل القضايا والمشاكل الجوهرية التي واجهها الحزب.

وأوضح  أمحجور أن الدورة الإصلاحية لحزب العدالة والتنمية والتي امتدت ل30 سنة، قد انتهت، سواء بإيجابياتها أو بسلبياتها، وأن الحزب يحتاج إلى دورة إصلاحية جديدة، مختلفة منهجا وأطروحة وتصورا، وبناء تنظيميا وقيادة سياسية ،

مكان بنكيران خارج القيادة

من جهته، أكد الدكتور عباس بوغالم أستاذ العلوم السياسية بجامعة وجدة، أن بن كيران لم يعد قادرا على قيادة الحزب لاعتبارات سياسية، ولتقدمه في السن، مضيفا أن بن كيران يمكن أن يقوم بدوره، لكن ليس في موقع القيادة.

وأوضح بوغالم أن حزب العدالة والتنمية  يحتاج اليوم  إلى قيادة تحظى بالإجماع، وألا يكون الرهان على القيادة الكاريزمية، لأن السياق لم يعد يسمح بذلك، ولكي ينتقل الحزب من حزب يسيطر عليه قائد كارزمي إلى حزب يشتغل ويتحرك بكافة قياداته.

وأضاف بوغالم أن رهان الحزب يجب أن يفكر بشكل جماعي في وضعيته الجديدة، مع مراعاة السياق السياسي الجديد، لكي يتم تكييف الكثير من المقولات التي تبناها الحزب مع الواقع.