هل إنتهى حكيم زياش في الفريق الوطني ؟
الإستغناء المفاجئ لنادي الدحيل القطري عن حكيم زياش، أتى في وقته المناسب ليحسم أي جدل كان منتظرا في الفترة الراهنة حول عودته للفريق الوطني في المعسكر الذي بدأ أمس استعدادا لوديتي تونس والبنين.
زياش رغم كل ما عاشه طيلة السنوات الأخيرة من تيهان بين الأندية ومن خلافات معها أيضا، نزل على إثرها مستواه بشكل كبير، وفقد التنافسية بسبب جلوسه طويلا في كراسي الإحتياط، أو بين الجمهور في المدرجات.. هناك فئة عريضة من المغاربة لازالوا يعتقدون أن له مكانا في التشكيلة الأساسية لوليد الركراكي، وأن إبعاده عن الفريق الوطني لم يتم بأسباب تقنية، بل بسبب ما نشره على صفحته في إنستغرام وتضامنه مع القضية الفلسطينية !!
يمكن أن نتفهم أن جمهورا يعشق لاعبا موهوبا، ويرى فيه النجم الأول الدائم الذي لا يناقَش، لا في حضوره ولا في مكانته المؤثرة، ولكن في حالة حكيم زياش فالأمر مختلف تماما يصل إلى حد السوريالية، حيث حوله الكثيرون إلى “أداة نضالية” ضد فوزي لقجع وضد الدولة وضد التطبيع مع إسرائيل، فيما الأمر بسيط لا يحتمل كل هذه المزايدات، ويمكن أن نصل فيه إلى حقيقة “إبعاد” زياش بسهولة إذا ما أبقينا على الأمور في نطاقها التقني والكروي، ونطرح السؤال التالي بدون خلفيات.. هل المستوى الذي عليه حكيم حاليا، وجاهزيته البدنية، وتنافسيته، واستعداده ليكون فردا في خدمة المجموعة، تجعل له مكانا في الفريق الوطني ؟ وهل نحن في حاجة إليه أصلا في وجود وفرة غير مسبوقة في اللاعبين المتألقين ضمن أعرق الأندية؟
قد يُذَكرنا البعض بأن حكيم زياش في بداياته رفض اللعب مع منتخب هولندا وفضل المغرب، وأنه ساهم بأدائه الخرافي وبقتاليته في الإنجاز التاريخي بمونديال قطر، وأننا لا يمكن أن نكون جاحدين ونستغني عنه بكل هذه السهولة.. في الحقيقة هذه ربما مواقف من لا يعرفون القواعد البسيطة للعبة كرة القدم.
كرة القدم لا تعترف بكل هذه “الأفلام” العاطفية، ولا مكان فيها لتعابير “الجميل” و”العرفان” و”الجحود”.. هي مثل كل الرياضات الجماعية تطلب الفرد الجاهز والمتفوق والقادر على منح الإضافة للمجموعة، ولا تمنح مكانا في التشكيلة بناءً على تضحية أو تألق مرت عليه سنوات عديدة.
وبكل الموضوعية اللازمة، وبغض النظر عن أية أشياء بعيدة عن كرة القدم، فحكيم زياش تأكد أنه لم يعد له مكان في الفريق الوطني، منذ التحاق إبراهيم دياز بلائحة وليد الركراكي، رغم أن الأخير حاول إيجاد الصيغة التكتيكية المناسبة لكي يلعبا معا في خط الهجوم، ولكن ظهرت الكثير من العيوب، ومن الخلل في منظومة اللعب، سيما بعد أن عبر حكيم زياش عن تضايقه من دور لاعب ريال مدريد، وعدم رضاه عن فقدان صفة “النجم الأول” للمنتخب، وقيامه بسلوكات كانت تنذر بانفجار المجموعة.
لكن ومهما كان الأمر، ولأن لكرة القدم أيضا أشياؤُها غير المتوقعة، فلا يمكن لأحد أن يجزم بصفة نهائية أن حكيم زياش قد انتهى وجوده في الفريق الوطني بصفة نهائية، ما دام لم يعلن هو شخصيا اعتزاله اللعب دوليا، أو اعتزل ممارسة كرة القدم من الأساس. فكأس إفريقيا للأمم تفصلنا عنها ستة شهور، وقد ينضم فيها لناد آخر خلال الأسابيع المقبلة ويوقع على بداية موسم جيدة، وتظهر مرة أخرى حاجة مستجدة إليه في تشكيلة وليد الركراكي.
هو احتمال ضعيف بالنظر للمسار التنازلي الذي عرفه زياش منذ مغادرته لأجاكس أمستردام، وأيضا لشخصيته المزاجية التي لا تستقر على حال… ولكن من يدري.