story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

هجمات انتقامية ومعلومات مسرّبة.. هاكرز المغرب والجزائر في مواجهة مفتوحة

ص ص

في تصعيد لافت للتوترات الرقمية بين المغرب والجزائر، شهد الفضاء السيبراني موجة من الهجمات المتبادلة بين مجموعات هاكرز من البلدين، عقب عملية اختراق واسعة استهدفت موقعي وزارة الادماج الاقتصادي والمقاولات الصغرى والتشغيل والكفاءات وقاعدة بيانات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، ما أدى إلى تسريب معطيات حساسة تمس ملايين المواطنين والشركات المغربية.

وردًا على هذا الهجوم الذي تقف وراءه مجموعة “جبروت” الجزائرية، أعلنت مجموعة هاكرز مغربية تُطلق على نفسها اسم “فانتوم أطلس” مسؤوليتها عن شن هجمات سيبرانية وصفتها بـ”الانتقامية”، استهدفت أنظمة ومواقع حكومية جزائرية، وعلى رأسها المؤسسة العامة للبريد والاتصالات (MGPTT).

وبحسب الخبير في الأمن السيبراني والجريمة الإلكترونية، الطيب الهزاز، فإن الهجمات المضادة شملت اختراق موقع الضمان الاجتماعي الجزائري، إلى جانب عدد من مواقع الاتصال والتواصل الرسمية في الجزائر، كما امتد نطاق العمليات ليشمل أيضًا مواقع تونسية، مبرزا أنها خلّفت ما وصفه بـ”مشاكل كبيرة” في الخدمات الرقمية بهذه الدول.

وأكد الهزاز أن الهاكرز الجزائريين تمكنوا من اختراق قواعد بيانات ضخمة، وهو ما أثار قلق الأوساط الأكاديمية والبحثية المتخصصة، خاصة بعد تداول معلومات تفيد بأن وزارة الفلاحة المغربية كانت من بين المؤسسات التي تعرضت للاختراق، وتسريب بيانات حساسة حول شركات وتعاونيات ومعلومات خاصة بأرقام الهواتف والعناوين الإلكترونية.

وأشار الهزاز إلى أن فرنسا ومالي أيضًا تعرضتا لاختراقات جزائرية كبيرة طالت عدداً من مواقعها الرسمية، من بينها مواقع تابعة لوزارة الصحة الفرنسية، في إطار ما وصفه بـ”حرب رقمية غير معلنة” بدأت تتسع رقعتها جغرافيًا.

وقال الهزاز: “نحن نعيش وضعًا يشبه اللحظات الأخيرة لشخص بدأ يفقد السيطرة على كل شيء” مضيفا بالقول: “تابعنا هذه التطورات عن كثب، وعقدنا عدة لقاءات لتقييم وضعية المواقع المغربية، ونحن منفتحون على التعاون مع الدولة المغربية لتحصين فضائها السيبراني”.

وأكد أن المغرب يوجد في موقع حساس، كونه يتقدم بسرعة في مسار الرقمنة، ما يجعله أكثر عرضة لهذه التهديدات مقارنة بدول الجوار التي لا تزال تعتمد على أنظمة تقليدية.

ولفت الخبير السيبراني إلى أن “المغرب من أكبر المتضررين من هذا التصعيد”، حيث دعا إلى وقف هذه الحرب الرقمية التي “لا تخدم مصالح أي طرف في المنطقة”، مشددًا على أهمية الوساطة الرقمية والدبلوماسية السيبرانية لاحتواء الوضع.

وذهب الهزاز إلى القول إن ما يحدث لا يُعد مجرد هجمات معزولة، بل “جزء من خطة موجهة تهدف إلى الحصول على معلومات سرية يمكن توظيفها في الصراع الدعائي أو الإعلامي، خاصة في السياق الداخلي المغربي”.

وحذر من تنامي دور مجموعات قراصنة مدعومة ماليًا تنشط خارج الجزائر، لكنها تشتغل وفق أجندة واضحة تستهدف المغرب ومؤسساته الحيوية، وهو ما يفرض، بحسب الهزاز، مراجعة شاملة لإستراتيجية الأمن السيبراني في المملكة.

ووفقًا لرسالة نشرتها مجموعة “فانتوم أطلس” على تطبيق “تلغرام”، فقد تمكنت من اختراق الأنظمة الداخلية للمؤسسة الجزائرية خلال أقل من 24 ساعة، مستخرجة أكثر من 13 جيجابايت وتشير بعض التقارير إلى 20 جيجابايت من الوثائق السرية والبيانات الحساسة.

وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم “جبروت الجزائرية” (Jabaroot DZ) قد أعلنت مسؤوليتها عن اختراق موقع وزارة التشغل، وتسريب قاعدة بيانات حساسة تعود إلى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)، مدعية حصولها على معطيات شخصية تهم الآلاف من العاملين المغاربة، وهو ما أثار قلقًا واسعًا بشأن أمن المعطيات الرقمية وحماية الحياة الخاصة للمواطنين.

وحسب قناة “تلغرام” الخاصة بالمجموعة الجزائرية، فإن الهجوم أسفر عن تسريب ملف بياني (CSV) يضم معطيات 499,881 شركة، بما في ذلك الاسم التجاري، رقم الانخراط، تواريخ التسجيل، ومعلومات المدير، وكذا بعض البيانات البنكية.

كما شمل التسريب ملف بياني (CSV) آخر يضم معطيات 1,996,026 موظف منخرط في صندوق الضمان الاجتماعي، بما في ذلك الاسم الكامل، رقم البطاقة الوطنية، اسم الشركة، رقمها، وغيرها من المعطيات..، هذه باللإضافة إلى 53.574 ملف (PDF) يتضمن قوائم موظفين في الشركات مرفقة بالرواتب المصرّح بها.