هاشم صفي الدين.. ابن خالة حسن نصر الله والمرشح الأبرز لخلافته على رأس الحزب
بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله يوم أمس الجمعة بغارات إسرائيلية عنيفة استهدفته رفقة عدد من قيادات الحزب بالضاحية الجنوبية لبيروت، بدأ الحديث يدور حول من سيخلفه على رأس الحزب الذي قاده لمدة 32 سنة.
ومن بين الأسماء التي باتت مرشحة بقوة لقيادة حزب الله في المرحلة المقبلة، طفى إلى السطح اسم هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، والرجل الثاني في الحزب اللبناني.
لا تتوفر الكثير من المعلومات عن رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين، غير أنه يوصف بظل الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، وهو ابن خالته، وأحد أعضاء قيادة الصف الأول لحزب الله منذ تأسيسه عام 1982.
وتقول بعض التقارير إن حسن نصر الله بعدما علم بمخطط إسرائيلي لاغتياله عام 2008، أوصى بأن يكون صفي الدين خليفته في حال تم اغتياله.
ولد هاشم صفي الدين في بلدة دير قانون النهر جنوب لبنان، سنة 1964، وسط عائلة شيعية معروفة في المنطقة، اشتهرت بنشاط أفرادها في المجال السياسي والديني، إذ خرج منها علماء في المذهب الشيعي، وسياسيون أبرزهم النائب البرلماني فترة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين محمد صفي الدين.
ومن الأمور اللافتة في علاقة هاشم صفي الدين وحسن نصر الله -إضافة إلى علاقة القرابة بينهما- التشابه بينهما في الشكل والصوت والهيئة، وحتى في نطق الراء بلثغة واضحة من كليهما.
تلقى صافي الدين تعليمه بالحوزات الشيعية في العراق وإيران ودرس العلوم الدينية رفقة ابن خالته حسن نصر الله. وتزوج عام 1983 من ابنة محمد علي الأمين، عضو المجلس التشريعي للمجلس الإسلامي الشيعي في لبنان، وانتمى لحزب الله منذ بدايات تأسيسه وتقلد مناصب رفيعة.
وقد خلف صفي الدين، حسن نصر الله منذ 30 سنة، أي عام 1994، على رأس المجلس التنفيذي لحزب الله الذي يعتبر حكومة الحزب حيث تم استدعاؤه من قم الإيرانية حيث كان يتابع دراسته، إلى بيروت ليتولى رئاسة المجلس، وذلك بعدما أصبح حسن نصر الله حينها أمينا عاما للحزب بعد اغتيال الأمين العام السابق عباس موساوي من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى مدى 3 عقود، أمسك هاشم صافي الدين بكثير من الملفات اليومية الحساسة في الحزب، من إدارة مؤسساته إلى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركاً الملفات الاستراتيجية بيد حسن نصر الله.
وأصبح صفي الدين عمليا الرجل الثاني في الحزب بعد نصر الله، وهو من كبار مسؤولي الحزب الذين ينشطون مع الجناح العسكري، إضافة إلى مسؤولياته في الجناح السياسي التنفيذي.
وقد أدرجته الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2017 ضمن قوائم الإرهاب وفرضت عليه عام 2018 عقوبات اقتصادية تتضمن مصادرة ممتلكاته وحساباته، ومنع التعامل المالي معه.
وخلال مسيرته السياسية والعسكرية التي امتدت لأكثر من أربعين عاما تقلد صفي الدين رئاسة حزب الله في منطقة بيروت عام 1994.
وفي سنة 1995 تولى رئاسة مجلس المقاومة المسؤول عن النشاط العسكري للحزب، قبل أن يصبح عضوا في مجلس الشورى عام 1998.
وفي نفس الينة (1998) ترقى صفي الدين ليترأس المجلس التنفيذي لحزب الله وأصبح حينها الرجل الثاني في الحزب، ثم تولى بعد ذلك رئاسة المجلس الجهادي، وهو أعلى هيئة بالتنظيم العسكري للحزب، قبل أن يتم اختياره سنة 2010 قائدا عسكريا لمنطقة الجنوب.
وأظهر الرجل في عدد من خطبه التزامه بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والتأكيد على الرد الحازم تجاهها، حيث قال في كلمة ألقاها في 13 يوليوز 2024: “إذا كان تكليفنا، كما هو اليوم، أن نكون في الجنوب نقاتل هذا العدو، ونقدم شهداءنا، فنحن مستعدون للتضحية بكل شيء، وواثقون بأن الله سينصرنا كما نصرنا في 2006”.
وفي خطاب آخر في 18 من الشهر ذاته، شدد على أن “لبنان معني بالحرب مع العدو الإسرائيلي دون قيود أو حدود”.
كما أكد صفي الدين مرارًا، خلال الفترة الأخيرة، على ما سبق أن أعلنه نصر الله، بأن حزب الله لن يتوقف عن دعم جبهة غزة حتى توقف إسرائيل عدوانها على القطاع المستمر منذ ما يقرب من العام.