نهاية مأساوية لقصة الطفل “محمد الحوزي” بالريف
بعد أسبوعين من اختفائه، انتهت قصة الطفل محمد الحوزي ذي الـ13 ربيعا، بشكل مأساوي، بعد الإعلان اليوم عن العثور على جثته في منطقة خلاء بالقرب من منزل عائلته بإقليم الدريوش.
القصة بدأت قبل أسبوعين عندما شارك العشرات من أبناء جماعة إفرني و جماعة اجرمواس المتاخمة لها، والجماعات المجاورة التابعة لإقليم الدريوش، إعلانا على حساباتهم على موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك”، يفيد بحث العائلة عن الطفل.
مسلسل البحث من أبناء المنطقة والسلطات انطلق حينها، غير أنه وطوال أسبوعين لم تكلل جهود الباحثين بالعثور على الطفل سالما كما كانت تأمل عائلته، قبل أن يصعق الجميع بخبر العثور على جثته اليوم في مكان غير بعيد من مسكن العائلة.
وعلق عبد الكريم الدهري، وهو واحد من النشطاء الذي سبق ونشر إعلان البحث عنه قائلا: “إنها حادثة مأساوية حدثت في دوار ايزناجن بجماعة افرني بإقليم الدريوش، حيث تم العثور اليوم على جثة الفقيد في مكان غير بعيد عن منزل ذويه”.
وأضاف: “محمد كان جزءًا من عائلة متواضعة، حيث أن والده يعمل بمخبزة في العروي، وكان يُعرف بحسه النبيل. وأمه كانت ربة بيت يشهد لها بالطيبة. هذه الأسرة تعيش ببساطة و كرم و ليس لها أي أعداء، ولم يكن يتوقع أحد أن يحدث ما حدث”.
وزاد المصدر ذاته: “القضية محاطة بغموض كبير ومن الممكن أن يكون قد تعرض للقتل و إخفاء الجثة قبل التخلص منها في الخلاء، حيث تشير معالم جثة الطفل الراحل إلى أن وفاته كانت قبل أكثر من أسبوعين”.
وواصل “إن هذه الواقعة تثير العديد من الأسئلة و التساؤلات. وتظهر الأمور أكثر تعقيدًا بسبب دخول جسمه في مرحلة تحلل متقدمة و تلف بعض الأجزاء بواسطة الحيوانات المفترسة أو بسبب عامل آخر”.
وعاد الناشط نفسه بعد نشره هذه التدوينة في “فيديو” على حاسبه على “فايسبوك”، أكد فيه أنه تواصل مع مصدر من المنطقة التي ينتمي إليها الطفل الراحل، أوضح له أن المكان الذي عثر فيه على الجثة، لم يسبق تمشيطها.
وأضاف أن المصدر يرجح أن يكون الطفل قد تعرض لهجوم من قبل الكلاب الضالة، قبل نهش جسمه الصغير، وأنه لا يوجد ما يدل على أنه كان ضحية جريمة قتل.
ويبدو أن المعطيات الجديدة التي نقلها الناشط المذكور، وردت بعد انتشار “إشاعة” وسط الساكنة المحلية، تفيد أن الطفل على الأرجح تعرض لجريمة قتل على يد “المشعوذين”.
بعد رفع جثة الطفل الهالك، الأنظار تتجه إلى تقرير الطب الشرعي، لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وقوع هذه “المأساة”، حيث علم “صوت المغرب” أن النيابة العامة باستئنافية الناظور، أمرت بإجراء التشريح بالموازاة مع التحقيق الذي تجريه عناصر الدرك الملكي.
وخلفت وفاة الطفل محمد الحوزي، حالة من الحزن العميق في المنطقة التي ينحدر منها وعموم منطقة الريف، إذ لم يكن يتصور الكثير من المتابعين لقصة اختفائه أن ينتهي الأمر برحيله إلى الأبد.