نقص أدوية الأطفال في الصيدليات يثير قلقًا واسعًا ومطالب برلمانية بمعالجة الوضع
عرفت رفوف الصيدليات في الآونة الأخيرة نقصا كبيرا لأدوية علاج الأطفال الصغار الذين يعانون من أمراض خطيرة، ويتعلق الأمر ب “الصوديوم والبوتاسيوم – نيكارديبين” وأدوية أخرى.
وفي السياق ذاته، قالت حياة لعرايش النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، في سؤال كتابي وجهته لوزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي، إن المغرب يشهد انقطاع أدوية أساسية لعلاج أمراض الطفولة الخطيرة، ويحمل ذلك مخاطر على هؤلاء الفئة.
وتعليقا على الموضوع، أكد الكاتب العام لكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، أمين بوزوبع، على استمرار ظاهرة انقطاع الأدوية في الصيدليات، خاصة الأدوية الموجهة للحقن، مشيرًا إلى أن هذا الوضع يؤثر بشكل خاص على المؤسسات الاستشفائية العمومية والمصحات الخاصة، حيث تتعرض بعض الأدوية الحيوية لنقص حاد.
وأوضح بوزوبع، في تصريح لصحيفة “صوت المغرب” أن هذه الظاهرة أصبحت مستمرة وتطال مختلف أنواع الأدوية، بما في ذلك تلك الموجهة للأطفال، مرجعا السبب الرئيسي لهذا الانقطاع، إلى اعتماد المغرب بشكل كبير على استيراد الأدوية من الخارج، مما يبرز الحاجة الملحة لمراجعة السياسة الدوائية الوطنية وتوطين إنتاج أدوية مماثلة محليًا.
وأضاف المتحدث ذاته، أن هناك أدوية جنيسة وبدائل ذات فعالية مماثلة متوفرة في السوق، لكن القوانين الحالية لا تمنح الصيدلي الحق في استبدال الأدوية الموصوفة، وهو ما يؤدي إلى تعطل العلاج للعديد من المرضى ويؤثر بشكل مباشر على صحتهم، مشيرا إلى أن هذا الوضع يتناقض مع ممارسات دول متقدمة تمنح الصيدلي صلاحية استبدال الأدوية المفقودة ببدائل جنيسة منذ عقود.
ودعا بوزوبع إلى بلورة سياسة دوائية وطنية شاملة ومنسقة، تأخذ بعين الاعتبار احتياجات القطاع الصحي ككل، وتضمن استقرار التوريد، مع تفعيل دور الصيدلي في تقديم حلول عملية للمواطنين، بما يسهم في تعزيز الأمن الصحي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأدوية الحيوية.
وكان النقص الخطير لبعض الأدوية الأساسية لعلاج أمراض الطفولة، موضوع سؤال كتابي، وجهته حياة لعرايش النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، لوزير الصحة.
وقالت لعرايش إن المغرب يشهد مؤخرا نقصا مثيرا للقلق في بعض الأدوية الأساسية لعلاج أمراض الطفولة الخطيرة، مشيرة إلى أنه “غالبًا ما تُستخدم هذه الأدوية، والتي قد تكون في بعض الأحيان خيار العلاج الوحيد في الحالات الحرجة لإنعاش الأطفال”.
وأوضحت المتحدثة ذاتها، أن غياب هذه الأدوية عن السوق، يحمل مخاطر كبيرة، ومضاعفات وعواقب خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
وأردفت أن “ومن ضمن هذه الأدوية نجد، الصوديوم والبوتاسيوم – نيكارديبين – ميثيل بريدنيزولون (40 مجم) وسولوميرول – نورادرينالين – جلوكوز 30/ – كورتيزون – أميكاسين (ليكاسين) وفانكومايسين (25 مجم) – ألفا أموكسيسيلين عن طريق الحقن”.
وخلصت لعرايش بمطالبة الوزير بإجراء تدابير عاجلة لضمان الوصول المستقر والمستمر إلى هذه الأدوية الحيوية في السوق، والحفاظ على حياة الأطفال.
*عبيد الهراس