نزيف مستمر.. داء “بوحمرون” يودي بحياة مسن وفتاة بإقليم تطوان
شهد إقليم تطوان خلال الأسبوع المنصرم حالتي وفاة بسبب مضاعفات داء الحصبة (بوحمرون)، الذي تفشى بشكل ملحوظ على مستوى مناطق شمال المملكة في الشهور الأخيرة، خاصة في صفوف التلاميذ، وفقاً لمصادر نقابية محلية بقطاع الصحة والحماية الاجتماعية.
وكشفت مصادر خاصة لـصحيفة “صوت المغرب” أن الضحية الأولى، رجل يبلغ من العمر 55 سنة كان يعاني من مرض مزمن، فارق الحياة داخل منزله في منطقة كابو نيغرو بعمالة المضيق-الفنيدق، “بعدما تدهورت حالته الصحية جراء المضاعفات الخطيرة لداء الحصبة”.
وأضاف المتحدث ذاته، أن “الحالة الثانية، تعود لفتاة لا يتجاوز عمرها 17 سنة، كانت تعاني من مرض القلب، وأصيبت في نفس الوقت بداء بوحمرون غير أنها لم تتمكن من مقاومة المرض، لتلفظ أنفاسها الأخيرة داخل المستشفى الإقليمي سانية الرمل”.
وفي سياق ذلك، قرر المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بعمالة المضيق والفنيدق، خوض اعتصامات متتالية تنديدا “بارتفاع عدد الإصابات الخطيرة بداء الحصبة”، فضلا عن “التدبير العشوائي وتقصير المسؤولين الإقليميين والمحليين” في التعامل معه.
وأمام هذا الوضع، قال المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة في بلاغ له، إنه برمج أشكال احتجاجية، تبدأ من 5 فبراير 2025 بخوض اعتصام جزئي أمام مؤسسات الصحة، واعتصامات أيام 13 و20 و26 فبراير 2025، أمام مقر المندوبية الإقليمية للصحة بالمضيق.
وأوضح الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة بعمالة المضيق الفنيدق البقالي عبد النور، في تصريح سابق لصحيفة “صوت المغرب”، “إن التصعيد جاء جراء تقصير المسؤولين في التعامل مع انتشار داء الحصبة، والنقص الخطير في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى التعسفات التي تطال الأطر الصحية، واهتراء سيارات الإسعاف، والتضييق على الحريات النقابية، ومجموعة من الأمور التي تزيد الوضع تأزما”.
وأضاف البقالي، أن “الوضع الوبائي الحالي أماط اللثام عن الواقع الحقيقي للمسؤولين وللوضع الصحي في المنطقة”، مردفا أنه “في الوقت الذي نبهنا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية للحد من تفشي الوباء تم تجاهل تحذيراتنا، والنتيجة هي إصابات خطيرة بهذا الداء نالت من حياة الأفراد سواء مرتفقين أو أطر صحية التي لا تجد حتى وسائل الحماية داخل مقرات العمل”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن القطاع الصحي بالعمالة المذكورة يعرف “تدهورا وتراجعا خطيرين بسبب التدبير العشوائي للمسؤولين المحليين والإقليميين، خاصة المندوب الإقليمي ومديرة مستشفى الحسن الثاني بالفنيدق، والتي هي نفسها مديرة إحدى المصحات بمدينة بمرتيل بالنيابة، ورئيس المصلحة الإدارية والاقتصادية بالمندوبية”.
من جانبه، كان وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، قد كشف أن عدد الوفيات نتيجة مضاعفات مرض الحصبة “بوحمرون” منذ أكتوبر 2023، قد وصل إلى 107 حالة بنسبة 0.55 بالمئة، مبرزا أن “أكثر من نصف هذه الوفيات سجلت في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة”.
وقال التهراوي، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب الاثنين 30 دجنبر 2024، إن العدد التراكمي لمجموع الحالات على الصعيد الوطني منذ أكتوبر 2023، قد بلغ 19 ألف و 515 حالة، بمعدل 52.2 حالة لكل 100 ألف نسمة.
وأوضح المسؤول الحكومي أن “وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وضعت خطة متكاملة تهدف إلى الحد من انتشار المرض والوقاية منه، مع تعزيز التلقيح الروتيني لتحقيق تغطية فوق 95% بجرعتين من لقاح الحصبة، وتنفيذ حملات تلقيح استدراك موجهة للأطفال الذين لم يتلقوا الجرعة الثانية أو الجرعات اللازمة، خاصة الفئات المزدادة بين 2020 و2023”.
وأضاف المسؤول الحكومي أنه “تم العمل على تطوير نظام مراقبة وبائي أكثر دقة وشمولية لرصد الحالات والتدخل الفوري، وكذا تفعيل المركز الوطني للعمليات الطارئة للصحة العامة (كنوبس) و12 مركزًا إقليميًا للطوارئ الصحية، وتنظيم حملة وطنية بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ووزارة الداخلية للتحقق من حالة تلقيح لفائدة الأطفال أقل من 18 سنة ابتداء من 28 أكتوبر 2024 والتي سيتم تمديدها لـ 4 أسابيع إضافية”.