“نحن نموت هنا”.. الثلوج تحاصر سكان آيت اعبي بإقليم أزيلال وتهدد ماشيتهم
ناشد مواطنون من منطقة آيت اعبي بإقليم أزيلال السلطات المحلية للتدخل العاجل، بعد أن حاصرتهم الثلوج مع ماشيتهم في ظروف بالغة الصعوبة، وسط درجات حرارة منخفضة وعزلة شبه كاملة عن الطرق الرئيسة والخدمات الأساسية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مواطنين يسيرون في الثلوج مع ماشيتهم، وسط تراكم كثيف يعيق تحركاتهم ويزيد معاناتهم، في ظروف صعبة وتضاريس جبلية وعرة.
وطالب أحد المواطنين، ضمن مقطع الفيديو، السلطات بالتدخل لإنقاذهم من الثلوج التي حاصرتهم من كل جانب، قائلاً: “نحن نموت هنا، تعالوا لتروا أين وكيف نعيش”، وأضاف أنهم “يخشون على بهائهم من الموت بعد أن نفذ العلف المتوفر لديهم”، مرددا “البهائم ستموت من الجوع”.
وفي تعليقه على تلك المشاهد، أكد هشام أزرو نائب كاتب فيدرالية اليسار الديمقراطي فرع أزيلال، أن “الوضع في إقليم أزيلال، خصوصاً في المناطق الجبلية مأساوي”، مؤكدا أن “تساقط الثلوج يفرح الناس لما له من نفع على المحاصيل الزراعية والفرشة المائية، إلا أن هذا الفرح لا يكتمل بسبب الإهمال الذي يجدونه من السلطات”.
وأوضح أزرو في تصريحه لـ”صوت المغرب” أن “الإشكال الأساسي يكمن في النقص الكبير في التجهيزات المخصصة لفتح الطرق والمسالك”، مشيراً إلى أن “المشكلة تتفاقم بشكل خاص بين الدوار ومركز الجماعة”.
وأبرز أن “الطرق قد تكون مثلا سالكة بين مركز مدينة أزيلال ومراكز الجماعات الجبلية مثل زاوية أحنصال، زاوية تبانت، وآيت بوكماز، بينما تظل المسالك بين الدواوير ومراكز الجماعات مغلقة، مما يعيق تنقل السكان”.
ولفت إلى أن “بعض الدواوير، مثل دوار سرمت في آيت بوكماز، بقيت محاصرة بالثلوج لأكثر من أسبوع، مما حال دون تنقل السكان لشراء احتياجاتهم أو أعلاف ماشيتهم”، لافتا إلى أن “رؤساء الجماعات يعانون بدورهم من ضعف التجهيزات ونقص الدعم، خصوصًا في المناطق النائية بين الدواوير ومراكز الجماعات”.
وأشار أزرو إلى أن “هذه المعاناة تتكرر باستمرار، حيث قد تُفتح الطرق بعد أكثر من عشرة أيام على التساقطات الثلجية، ولكن مع حلول منخفض جوي جديد تتراكم الثلوج مجدداً ويعود الحصار”، مؤكدا أن “هذا الوضع يعكس خللاً أساسياً في قدرة السلطات على التدخل المستمر”.
وانتقد المتحدث الطريقة التي تُسوَّق بها أحياناً تدخل السلطات لفتح الطرق أو التواصل مع السكان، “حيث يُقدَّم على أنه منّة أو عمل خارج الاختصاص”، موضحا بالمقابل أن “الدور الحقيقي للدولة هو التواجد الدائم إلى جانب المواطنين في مثل هذه الظروف”.
وشدد على أن هذا الواجب يشمل جميع المسؤولين، سواء من سلطات معينة أو منتخبة، بحيث يكون الهدف الأساسي هو حماية السكان وتوفير احتياجاتهم الأساسية.
وأكد أزرو أن السكان يعيشون معاناة كبيرة جدا في هذا الجو الماطر والثلوج، وأن “غياب تدخل فوري ومنتظم يزيد من صعوبة حياتهم اليومية”، مشددا على أن “الحل يكمن في تعزيز التجهيزات والمواكبة بشكل مستمر، وأن دعم السكان ليس صدقة، بل واجب كل مسؤول داخل الدولة تجاه المواطنين الذين يعيشون في المناطق الجبلية ويعانون من الظروف القاسية”.