مومياءات الجامعات الرياضية
أكثر من وُجهت لهم أصابع الإتهام أثناء البحث عن أسباب الحصيلة الهزيلة للمغرب في الألعاب الأولمبية هم رؤساء الجامعات الرياضية، وهي سابقة لم تسجل في الدورات الماضية التي كانت حصيلتها مشابهة لما جرى في باريس هذا الصيف، حيث كانت سهام الإنتقادات تتجه فقط إلى الرياضيين المغلوبين على أمرهم الذين يتم رميهم ل”يتبهدلوا” أمام منافسين من مستوى عال بغير تأطير ولا استعداد لائق.
الأمر مختلف هذه المرة بعد الذي حصل في باريس من إقصاءات بالجملة للرياضيين المغاربة في الأدوار الأولى، لقد امتدت أيدي المنتقدين في وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي إلى مغاور الجامعات الرياضية ل”تهبش” في أركانها المظلمة فطلعت لهم وجوه “خالدة” تتربع على كرسي الرئاسة منذ سنين طويلة ومنهم من لم يتبق له سوى تسجيل الجامعة في المحافظة العقارية كواحدة من ممتلكاته الشخصية، بعد أكثر من ثلاثين سنة وهو “يسوسها” بلا أثر ولا نتائج ولا تخطيط ولا حساب ولا عقاب.
أتساءل أمام حالة بعض الجامعات المختطفة التي تحصد الأصفار منذ دورات أولمبية عديدة، هل ليس هناك قانون ولا مسؤول أعلى في البلاد يقول لهذه الكائنات: “كفى” !!؟؟ ، هل بلغ الأمر إلى أن أصبح رؤساء أغلب الجامعات الرياضية فوق الحساب، أو السؤال عن مصير الدعم الذي تتلقاه من القطاع الوزاري الوصي على الرياضة بانتظام والمقتطع من جيوب المغاربة؟؟!! هل هناك مسوغات قانونية ل”خلودهم” في كرسي الرئاسة طيلة هذه السنوات والعقود بغير اعتراض أو مزاحمة أحد؟؟!!
المعنيون بالأمر أصبحوا أشهر من نار على علم الآن بعدما استخرجت وسائل التواصل الإجتماعي رصيدهم من “الإنجازات” الصفرية على رأس الجامعات التي يختطفونها بغير حق، ولم يعد من المجدي الإنحناء مرة أخرى حتى تمر العاصفة ليعودوا إلى الإستواء على كراسيهم الخالدة من جديد، لأن الناس “عاقت” وبدأت تعرف كيف تضع أصبعها على مكمن الداء، وتتقن طرح البدائل ووصفات الدواء.
فأول المطالب بدأت بضرورة تبني الدولة لسياسة رياضية واضحة، تتلقى الدعم من أعلى سلطات البلاد على غرار رياضة كرة القدم، والثانية كانت هي الإقالة الفورية لجميع هؤلاء “اللاصقين” في كراسيهم واستبدالهم بمن هم أجدر، ومن هم قادرون على الإقلاع بالنوع الرياضي، وأيضا تفعيل مبدأ المحاسبة بعد توقيع عقود الأهداف مع الوزارة الوصية وتلقي الدعم العمومي، فطريق إصلاح الرياضة وبث روح جديدة فيها، لابد وأن يبدأ ب “كراطة” قوية لهذه الوجوه التي لم تجلب خلال فترة “حكمها” سوى الخيبات والإنكسارات والهزائم.