موقعة المونجويك!
ستتجه أنظار العالم الكروي هذه الليلة إلى هضبة المونجويك بمدينة برشلونة، حيث سيستضيف نادي البارصا في الملعب الأولمبي لويس كامبانيس نادي باري سان جيرمان في مباراة حارقة برسم إياب ربع نهاية كأس عصبة الأبطال الأوربية.
البارصا التي كسرت هذا الموسم سلسلة إخفاقاتها الأوروبية، بعد سنوات من خروجها خاوية الوفاض من الدور الأول، وتمكنت من الوصول إلى دور الربع عندما أزاحت نادي نابولي الإيطالي في دور الثمن بسهولة، وحققت فوزا كبيرا في قلب ملعب حديقة الأمراء بباريس أمام مضيفه باري سان جيرمان في مباراة الذهاب، ستكون أمام فرصة كبيرة في مباراة اليوم من أجل إنقاذ موسمها الكروي والتأهل للدور نصف النهائي والاستمرار في المراهنة على الكأس “ذات الأذنين”، سيما في ظل اقتراب ريال مدريد من الظفر بلقب الدوري الإسباني، وفوز أتليتيك بلباو بكأس الملك.
تشافي هيرناندير الذي يستعد لمغادرة منصبه كمدرب لبرشلونة في نهاية الموسم، يريد أن يخرج من الباب الواسع ويحتفظ برمزية إسمه في تاريخ النادي التي خدشها إخفاقه في إعادة فريقه الأم إلى سابق توهجه وسيطرته على الألقاب والبطولات.. صرح أمس في الندوة الصحفية الممهدة للمباراة، أن لديه حماسا كبيرا لخوض هذه المواجهة والوصول إلى دور النصف، وقال أن مبارتهم ضد باري سان جيرمان ستكون “حربا كروية” سيخوضونها بطريقة هجومية وأن عليهم أن يتحكموا في عواطفهم ومزاجهم… وأنهم سيحاولون السيطرة على الكرة وإظهار شخصية الفريق.
الفريق الكطالوني ستساعده كثيرا عودة أغلب اللاعبين المصابين وتوفر البدائل الجاهزة في كرسي الاحتياط، بالإضافة إلى التأقلم الكبير للعناصر الشابة مع مراكزهم كأساسيين، وأبرزهم المدافع الظاهرة الشاب كوباسي صاحب 17 عاما الذي يقدم خلال المباريات الأخيرة مستويات خرافية تنبئ ان الولد سيكون له شأن كبير في الكرة العالمية خلال السنوات المقبلة.
من جهته سيسعى نادي باري سان جيرمان ومدربه لويس إنريكي لتجاوز هزيمة مباراة الذهاب في باريس التي صرح المدرب الإسباني بشأنها أنها لم تكن عادلة، وأن فريقه كان يستحق نتيجة التعادل، لكنه توعد خصمه الكطالوني أنهم سيسعون في ملعب مونجويك ببرشلونة إلى لعب مباراة كبيرة، وأنهم سيتحلون بالشجاعة منذ البداية لتحقيق الانتصار والتأهل، في ظل عودة النجم المغربي أشرف حكيمي إلى مركزه في الجهة اليمنى بعد غيابه المؤثر عن مباراة الذهاب بسبب عقوبة الإيقاف.
معطى آخر قد يرجح كفة باري سان جيرمان في إحداث المفاجاة في ملعب البارصا، وهو ظهور كيليان مبابي بمستواه الحقيقي وفعاليته المعروفة عنه في خط هجوم فريقه، عكس مباراة الذهاب التي بدا فيها نشازا وشبه غائب عن كل المحاولات الهجومية لزملائه، وقد تكون مباراة اليوم في حال تواضع آدائه، بداية لتشكيك المتتبعين في إمكانية نجاحه داخل ناد عملاق كريال مدريد المنتظر أن يلتحق به في الموسم المقبل، ونزولا لأسهمه حتى قبل أن يتم هذا الإنتقال الذي ملأ الدنيا وشغل الناس خلال السنوات الماضية.
هي مبارة لاشك أن المتعة فيها مضمونة للمشاهدين، حيث تعِد في مستواها العام بالإيقاع العالي، واللعب المفتوح من كلا الفريقين، خصوصا وأنهما الإثنان يشرف على تدريبهما مدربان بمرجعية كروية إسبانية، ومعروفان بابتعادهما عن أساليب الدفاع وخنق أنفاس المباريات والسعي إلى الطريقة الهجومية وتسجيل الأهداف.. وأي نتيجة.انتهت بها سيكون لها تأثير على مستقبل الناديين معا خلال الموسم المقبل.