موسم الزيتون يبشر بانخفاض في الأسعار وتحسن في الجودة بعد 7 سنوات من الجفاف

يشهد موسم جني الزيتون في المغرب هذا العام تحسنا ملحوظا في الإنتاج وجودة الزيت، ما يعزز فرص انخفاض الأسعار واستعادة التوازن في السوق المحلية، بعد سبع سنوات متتالية من الجفاف أثرت في ارتفاع أسعار ههذ المادة الحيوية تجاوزت السنة الماضية 120 درهم للتر الواحد.
ويعزى تحسن الانتاج هذه السنة إلى التساقطات المطرية الأخيرة التي ساهمت في رفع مردودية الأشجار واستعادة حيويتها، وفق ما أكده عدد من المهنيين في القطاع.
وفي هذا السياق، قال رحال شكلوط، متصرف في الوحدات التابعة لمجموعة النفع الاقتصادي “أحلاف زيت الزيتون”، أن هذه السنة شهدت تساقطات مطرية مهمة، انعكست بشكل إيجابي على القطاع بعد سبع سنوات عجاف.
وأوضح المتحدث أن السنوات الأخيرة تميزت بارتفاع أسعار الزيت ما أدى إلى “تراجع الطلب من طرف المواطنين، وصعوبات لدى المهنيين في مواجهة التنافسية الخارجية، خصوصا من طرف السوقين الإسبانية والتونسية اللتين تقدمان زيتا بأسعار منخفضة”.
وأضاف شكلوط أن “هذه السنة ستعرف انخفاضا في الأثمنة، ومصالحة مع المستهلك المغربي، كون جودة الزيتون وكميته جيدة جدا مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما يتجلى في استمرار اللون الأخضر للحبات وغياب الأمراض”.
ومن جانبه، أكد مصطفى كمال، مسير تعاونية بقلعة السراغنة، أن الموسم الحالي يعد “سنة خير بامتياز، حيث أثمرت جميع الأشجار تقريبا خلافا للسنوات السابقة”، مشيرا إلى أن “وفرة الإنتاج والأمطار الجيدة” من بين الأسباب الأساسية لتراجع الأسعار.
وأضاف أن “وجود فائض من زيت الزيتون المستورد من تونس وإسبانيا خلال الفترة الماضية خلق ضغطا إضافيا على السوق، خاصة وأن بعض المعامل الكبرى لجأت إلى الاستيراد بدل شراء الزيتون المحلي بأسعار مرتفعة، ما أدى إلى تراكم مخزون كبير”.
وتوقع كمال أن “يتراوح سعر لتر زيت الزيتون هذه السنة بين 40 و50 درهما مع تقدم الموسم، بعدما كان يتجاوز قبل أشهر قليلة 70 درهما بسبب ارتفاع الطلب مع بداية الموسم”.
ويرى المهنيون أن هذا الموسم قد يشكل نقطة تحول في قطاع زيت الزيتون المغربي، من خلال استعادة توازنه بين الإنتاج والأسعار والجودة، بعد سنوات من التقلبات المناخية والاقتصادية.
*أكرم القصطلني.. صحافي متدرب