من واحة فجيج إلى شارع فجيج..صدى الحراك يتردد في عاصمة الشرق
يوم واحد بعد الندوة الصحفية التي نظمتها التنسيقية المحلية للدفاع عن قضايا فجيج، بمعية الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان بالمغرب بهيئة المحامين بالرباط، حول “تطورات حراك فجيج”، خرجت مساء أمس الجمعة، مسيرتين احتجاجيتين الأولى بمدينة وجدة والثانية بمدينة فجيج تحت شعار “لا للشركة”.
وكانت اللجنة المحلية للتضامن مع ساكنة فجيج بوجدة، و التي تأسست أخيرا من طرف بعض الأحزاب اليسارية والهيئات الحقوقية والنقابية، قد أعلنت في وقت سابق عن تنظيم وقفة احتجاجية بعاصمة الشرق، كخطوة أولى لتفعيل البرنامج الاحتجاجي الذي حمله بيان التأسيس.
وبمدينة فجيج قادت التنسيقية التي تؤطر الاحتجاجات، الآلاف من الساكنة بالتزامن مع احتجاجات وجدة، في مسيرة جديدة تنزيلا لبرنامجها الأسبوعي المعهود، الذي يتميز بالخروج إلى الشارع يومي الثلاثاء والجمعة.
من مدينة فجيج إلى شارع فجيج
في شارع فجيج، الذي يعد واحدا من أقدم شوارع مدينة وجدة، حج العشرات من النساء والرجال القادمين من الواحة، و بتأطير من بعض أعضاء التنسيقية المحلية للدفاع عن قضايا فجيج، توجه الجميع في مسيرة نحو ساحة 16 غشت بشارع محمد الخامس.
طوال المسيرة التي استعان فيها المحتجون بالأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس، واللافتات الرافضة لتفويت قطاع الماء بالواحة، و المطالبة بالافراج الفوري عن الناشط البارز في الحراك محمد براهمي الذي حوكم بثلاثة أشهر حبسا نافذا على خلفية تصريحاته في إحدى المسيرات، رفعوا شعارات منددة بقرار انضمام جماعة المدينة إلى مجموعة الجماعات “الشرق للتوزيع”.
وبساحة 16 غشت حيث كان العشرات من الوجديين من النشطاء السياسيين والنقابيين والحقوقيين ينتظرون المسيرة، رفعت شعارات قوية تنادي بوقف قرار “تفويت الماء”، و الاستجابة لمطالب الساكنة وعدم إعمال المقاربة الأمنية في مواجهة هذا الحراك السلمي الذي شارف على إكمال شهره الرابع.
تضامن مطلق
وصف المتحدث باسم اللجنة المحلية للتضامن مع ساكنة فجيج، الحسان بنعاشور، الاحتجاجات التضامنية مع ساكنة فجيج بـ”اليوم المشهود والتاريخي”.
وأثنى بنعاشور في كلمة وسط المحتجين، على ما بذلته المرأة الفجيجية في هذا الحراك، باحتجاجاتها النوعية التي وصل صداها مختلف مناطق المغرب وحتى العالم.
“اللجنة المحلية التي تضم الإطارات الديمقراطية، وأمام ما عرفه الحراك من أحداث وأمام التعسف والتجاوزات وقفنا بما يمليه علينا ضميرنا و تمليه علينا مبادئنا” يقول بنعاشور الذي كشف أن اللجنة شرعت في تفعيل برنامجها بإصدار بيان تضامني ثم وقفة اليوم وقد تكون هناك مسيرة وقافلة تاريخية إلى مدينة فجيج”.
وذكر بنعاشور بمسار التفويت الذي أجج الاحتجاجات، قبل أن يتسائل: “كيف يعقل أن الحراك الذي يجسد الإرادة الجماعية للساكنة، لا يفتح معه حوار ويتم التعاطي الجدي مع مطالب الساكنة؟”.
وزاد أن لجنة التضامن استغربت “للطريقة الفوقية وغير الديمقراطية التي تمت بها عملية التفويت”، إذ اعتبره “مؤشرا خطيرا على التحكم في سلطات الوساطة وإضعاف السلطة المنتخبة”
وأبرز المتحدث، أن الأشكال الاحتجاجية والتي كان من ضمنها المسيرة النسائية ومسيرات الدراجات والاعتصامات والتي عرفت التفافا جماهيريا قويا وحضيت بتضامن واسع داخل المغرب وخارجه، إن دلت على شيء فإنما تدل على القيمة الاستراتيجية والرمزية للماء في الذاكرة الجماعية للمنطقة، وأهميته في اقتصاد الواحة المعطاء التي طالما عانت ساكنتها تاريخيا من القمع السياسي والتهميش الاجتماعي والمجالي وانعدام فرص التنمية”.
واستنكرت اللجنة على لسان بنعاشور ما أسماه “المقاربة الأمنية المستفزة التي بدأت بمحاكمات سريعة وقاسية في حق نشطاء الحراك” والتي غرضها هو “كسر الحراك والالتفاف على مطالبه المشروعة”.
وحذر من هذه المقاربة التي لن تؤدي على حد تعبيره إلا “لمزيد من الاحتقان الاجتماعي في سياق نحن بحاجة فيه إلى الحوار” يقول المتحدث.
“تجييش البسطاء والنساء”
من جانبه ومباشرة بعد الندوة الصحفية التي عقدها نشطاء الحراك بالرباط، خرج رئيس مجلس فجيج عبد النبي عافي في بيان وجهه للرأي العام المحلي بفجيج وخارجه، رفض من خلاله “تجييش النساء والبسطاء”.
وقال في البيان الذي اطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب”، إنه “في خضم استعدادنا للقاء الذي برمجه أعضاء في لجنة الوساطة والذي حدد له تاريخ يوم الأحد، بعد اتفاق وترتيب مع الفرقاء نتفاجأ بانتقال بعض أعضاء المجلس الجماعي الذين صوتوا ضد مقرر انضمام جماعة فجيج لمجموعة الجماعات الترابية الشرق للتوزيع وبعض فعاليات المجتمع المدني إلى الرباط لتنظيم لقاء مع الصحافة”.
وأضاف “وإذ نؤكد نحن أعضاء المكتب المسير وباقي أعضاء المجلس عن تمسكنا بالحوار واستعدادنا للقاء يوم الأحد المقبل وإنجاحه، نعبر عن دهشتنا وامتعاضنا لهذا السلوك الذي أقبل عليه الإخوان والذي ينم عن حالة من الارتجال وانعدام الرؤية والمسؤولية والالتزام بالمواقف المعبر عنها والتي أصبحت هي سيدة الموقف لديهم”.
وزاد البيان ، “وإذ نأسف لهذا الاستقواء بالصحافة والجمعيات، نتمنى أن تتغلب لغة الحكمة والعقل واستحضار المصلحة العليا للمدينة حالا ومستقبلا والتحرر من قبضة المستفيدين من الريع والفساد وخلط الحقائق ونشر المغالطات لتجييش النساء والبسطاء من أهل البلدة”.
وختم الرئيس بلاغه بالقول: “سنظل نحن أعضاء المكتب المسير من موقع مسؤوليتنا الانتدابية داخل مؤسسة دستورية ملتزمون بالحوار والعمل سويا لايجاد الحلول لقضايا التنمية بالمدينة لما يعود بالنفع على ساكنة المدينة أسوة بباقي مدن المملكة الشريفة”.