story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
ثقافة |

من الرباط .. مؤرخ تونسي يدعو إلى كتابة تاريخ مشترك للمنطقة المغاربية

ص ص

دعا المؤرخ التونسي محمد حسن إلى إعادة كتابة تاريخ المنطقة المغاربية، بما يتجاوز منطق التجزيئ في تناول الكثير من الجوانب التاريخية المشتركة بين دول المغرب الكبير.

وأكد الأستاذ التعليم العالي بكلية العلوم الإنسانية والإجتماعية في محاضرته التي ألقاها برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية يومه الخميس 18 أبريل 2024 تحت عنوان قراءة في تاريخ إفريقية والمغرب، على أن مشروع كتابة تاريخ مشترك للمنطقة المغارببة يقتضي عملا مشتركا ومتواصلا، يشارك فيه كل المؤرخين المغاربيين.

واعتبر حسن أن إعادة كتابة تاريخ المنطقة المغاربية التي تشترك دولها في الكثير من الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، يقتضي اعتماد مقاربة تجمع بين علم الآثار والجغرافيا والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي إضافة إلى المصادر التاريخية المكتوبة، دون إغفال الجوانب الثقافية التي تشكل في العديد من جوانبها إرثا مشتركا لساكنة المجال المغاربي.

وأوضح المؤرخ التونسي، أن عملية التأريخ للمنطقة، تقتضي إيلاء أهمية كبرى لعلم الآثارّ، والذي من خلاله يمكن فهم قضايا التواصل بين المجالات الجغرافية للمنطقة، عبر تتبع مسارات الطرق القديمة، والوقوف على المجالات الزراعية، التي عبرها يمكن فهم عمليات توطين المجتمعات المحلية سواء في المنطقة المغاربية أو الأندلس، مما سيمكن من الإجابة المرتبطة بمجالات التواجد العربي والأمازيغي في الأندلس مثلا.

ودعا أستاذ التاريخ، إلى الجمع في عملية التأريخ للمنطقة، بين دراسة تاريخ المجال المحلي والعام، لتجاوز المرحلة الاستعمارية في التأريخ للمنطقة، والتي كان همها الأساس البحث عن التواجد المحلي الروماني في هذا المجال الواسع.

وأشار المؤرخ التونسي إلى أن تحقيق النصوص التاريخية يعد أحد أهم مداخل كتابة تاريخ المنطقة، والذي هو بمثابة إعادة ترميم للمعالم التاريخية، كما أن هذه العملية ستمكن من الوصول إلى المباحث الدفينة في تاريخ المنطقة.

إلى ذلك، بين المؤرخ وأستاذ التاريخ التونسي، أن إعادة كتاب تاريخ المرحلة الإسلامية للمنطقة، يجب أن ينطلق من المرحلة التأسيسية التي تبدأ من القرن 6، دون الاعتماد فقط على المصادر الإسلامية، والتي أدت إلى ظهور تقسيمات غير موفقة للقبائل الأمازيغية، من قبيل البرانس والبتر، وهو التقسيم الذي ظهر خلال مرحلة الصراع في الأندلس.

وطالب المرؤخ التونسي، بضرورة إيلاء العناية اللازمة لتاريخ العلوم والثقافة، ضمن مشروع التأريخ للمنطقة، سواء تعلق الأمر بالثقافة العامة أو الثقافة الشعبية، دون إغفال الاهتمام بتاريخ التصوف والفرق والمذاهب.

وتجدر الإشارة إلى أن محمد حسن يعتبر من أبرز المؤرخين التونسين الذي ساهموا في كتابة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي لتونس، كما ساهم في إنجاز الخريطة الأثرية للدولة التونسية.




ا