من أجل فلسطين.. “البلوكاوت 2024” حملة عالمية لحظر المؤثرين
فقد العشرات من “المؤثرين” حول العالم في غضون أيام قليلة، الملايين من المتابعين على منصة التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب حملة الحظر وإلغاء المتابعة الواسعة التي شنها رواد مواقع التواصل الاجتماعي باسم “BLOCKOUT2024” لحظر المشاهير والمؤثرين الصامتين عن الحرب الإجرامية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتأتي النجمة الأمريكية كيم كاردشيان على رأس هؤلاء المؤثرين “المغضوب عليهم”، بحيث فقدت أزيد من 3 ملايين متابع لها على موقع انستغرام.
وانطلقت الحملة في بدايتها على منصة “تيك توك” تزامنا مع إعلان القوات العسكرية الإسرائيلية، في ليلة سهرة الأزياء السنوية (Met Gala)، قرارها بغزو مدينة رفح الفلسطينية، والتي تأوي حالياً أكثر من مليون لاجئ فلسطيني بعد تهجيرهم من منازلهم في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
واعتبر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي تزامن الحفل مع قصف مدينة رفح بمثابة تناقض صارخ في مواقف الغرب حول حقوق الإنسان، حفزهم على استخدام هاشتاغات مثل #CelebrityBlocklist على TikTok، مع إنشاء قائمة بأسماء الفنانين والمؤثرين المستهدفين من الحملة، لأنه حسب قائدي هذه الحملة، أن الوقت “قد حان لمنع جميع المشاهير وأصحاب النفوذ والأثرياء الذين لا يستخدمون مواردهم لمساعدة من هم في أمس الحاجة إليها من الازدراء والصمت عن قول الحق”.
المقصلة الرقمية
وبدأت قصة الحملة بعدما أعرب مستخدمو الإنترنت عن غضبهم الجماعي تجاه عارضة الأزياء والمؤثرة “هالي بايلي خليل” بعد نشرها مقطع فيديو لنفسها وهي تقول العبارة الشهيرة “دعهم يأكلون الكعكة” من فيلم للممثلة صوفيا كوبولا سنة 2006، التي جسدت فيه دور، ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر.
وبحسب الادعاءات فإن الملكة الفرنسية قالت هذه الكلمات ردا على نقص الخبز لدى الفلاحين في فرنسا، في دور رمز للإسراف الملكي، كما كان يُنظر إلى الملكة على أنها منفصلة عن معاناة الفلاحين الجائعين ولا تبالي لأمرهم.
وسلطت هذه الحملة الضوء على الفجوة الموجودة في العالم في الوقت الحالي، حيث الأغلبية تزداد فقرًا والأقلية تزداد ثراءً.
وشارك أحد مستخدمي TikTok مقطع فيديو قائلًا” لقد حان الوقت للناس لإجراء “المقصلة الرقمية” لجميع المشاهير الذين لا يستخدمون مواردهم لمساعدة من هم في أمس الحاجة إليها.”
وورد في قائمة الحظر أسماء لفنانين ومؤثرين عالميين، من قبيل كيم كارداشيان، وتايلور سويفت، وبيونسيه، وكايلي جينر، وزيندايا، ومايلي سايروس، وسيلينا غوميز، وكلوي كارداشيان، وأريانا غراندي، ودوجا كات، وديمي لوفاتو، وليزو، ونيكي ميناج، وترافيس سكوت، كاني ويست، كاتي بيري، زاك إيفرون، جو جوناس، نيك جوناس، كيفن جوناس، جاستن تيمبرليك، وغيرهم.
تأثير الفراشة
ويمكن لهذه الحملة التي تبدأ بحظر على منصات ومواقع التواصل الاجتماعي أن يكون لها وقعا كبيرا، قد يصل إلى فقد المؤثرين المستهدفين في القائمة مواقعهم ومنصاتهم وجزء كبير من ثرواتهم.
وقد وصل صدى هذه الحملة إلى جمهور منصات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم العربي وتفاعل مدونون مع الوسوم، وبدؤوا بتشجيع الناس على التفاعل مع الحملة والمشاركة بالقول: ما رأيك أن تنضم إلى الحملة وتبدأ الآن بإلغاء متابعة كل من تراه قصّر في حق غزة التي تتعرض للإبادة الجماعية، أو دعّم الاحتلال على حساب الأبرياء؟ وطالبوا بنشر الحملة.
وطالب أحد المغردين بعمل قائمة للمشاهير وصانعي المحتوى في العالم العربي الذين لم يدعموا هم أيضا القضية الفلسطينية ولم ينددوا بحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، لنشرها على منصات التواصل الاجتماعي كي يقوم الناس بحظرهم من حساباتهم.
وروج قادة هذه الحملة لفكرة أن هؤلاء المشاهير وصلوا إلى مستوى من الثروة والشهرة والحياة المفرطة بفضل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لكنهم في النهاية لا يهتمون بالأشخاص الذين يتابعونهم وبمطالبهم، خاصة منها مطالب الوقوف في صف غزة المحتلة واستغلال المحافل العالمية للمطالبة بوقف الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين هناك منذ ثمانية أشهر.