منظمة الصحة العالمية تطمئن: جدري القردة مرض يعرفه الكثيرون ولا يمكن اعتباره “كوفيد جديد”
وسط توجس عالمي من الوباء الجديد، والذي تفاعلت معه السلطات المغربية، بالغعلان عن استنفار داخل وزارة الصحة، وتحديث للروتوكول العلاجي المعتمد، حملت تصريحات منظمة الصحة العالمية تطمينات، تشير إلى أن العالم لن يتجه نحو إغلاق بسبب جدري القردة، يشبه ما عاشه خلال جائحة كورونا.
وفي السياق ذاته، أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوغ، أن العالم يعرف الكثير عن مرض جدري القردة، وبالتالي لا يمكن اعتباره وباء “كوفيد جديد”.
وأوضح كلوغ، خلال مؤتمر صحافي، أن “جدري القردة ليس كوفيد جديد، سواء كان من السلالة 1 المسببة للوباء الحالي في وسط وشرق إفريقيا، أو السلالة 2 لجدري القردة التي أدت إلى تفشي الوباء عام 2022” في العالم.
وقال “نحن نعرف كثيرا بالفعل عن السلالة 2. ويجب علينا معرفة المزيد عن السلالة 1، كما أننا نعرف كيف يمكن مكافحة جدري القردة”.
من جهتها، أوضحت المسؤولة في المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، كاثرين سمولوود، أن “السلالة أ 1 هي ما كان يطلق عليها سلالة حوض الكونغو”، وتسببها عدوى من الحيوانات المصابة، مضيفة “لم نعزل أو نسجل حالات انتقلت فيها السلالة “بي” عبر حيوانات” مصابة.
وقالت “بالتالي، يبدو أنها سلالة من الفيروس تنتشر حصرا بين البشر، وأظهرت بعض الطفرات الفيروسية التي حددها العلماء أنه من المحتمل أن تنتقل بشكل أكبر بين البشر”.
بدوره، أكد المتحدث باسم المنظمة في جنيف، طارق جاساريفيتش، أن “نحن نعلم أن السلالة 1 أكثر خطورة من 2، لكن المتخصصين يحاولون الآن معرفة ما إذا كان هناك فرق حقيقي بين مستوى خطورة السلالتين”، متابعا “لقد رصدنا للتو السلالة 1 بي التي تنتشر بسرعة، لكننا لسنا متأكدين بعد من خطورتها”.
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت مرض جدري القردة “طارئة صحية عامة تسبب قلقا دوليا ” بسبب تزايد عدد الإصابات بهذا المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لا سيما السلالة “1 بي” التي سجلت كذلك في بوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا.
وكان وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب قد وجه مراسلة عاجلة إلى المديرين الجهويين للوزارة ومدراء المستشفيات الجامعية، وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة للكشف المبكر عن أي حالات وافدة لمرض جدري القردة، والتكفل بها وفق البروتوكول العلاجي، الذي قامت الوزارة بتحديثه.
وأشار وزير الصحة والحماية الاجتماعية إلى أن الوزارة قامت في نهج استباقي بتحديث إجراءات المراقبة والرصد المتعلقة بهذا المرض المعمول به منذ 2022″.
ونبهت المراسلة إلى أن الإجراءات المحينة، التي تمحورت بشكل أساسي حول تعريف الحالات وطرق العلاج ومسار الإخطار، تهدف إلى الكشف المبكر عن أي حالة وافدة والتكفل السريع بها، وذلك لتفادي انتشار المرض داخل التراب الوطني .