story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
تكنولوجيا |

منصب المدير الرياضي وأهميته المحورية في أندية كرة القدم

ص ص
تغيرت كرة القدم كثيراً خلال السنوات الأخيرة وباتت الأندية تصرف أموالاً طائلة، من أجل بناء تشكيلات قوية تمكنها من المنافسة وحصد الألقاب المحلية والأوروبية.
وفي وقت تُعتبر فيه عملية إدارة الفريق من أصعب المهمات، إن كان لجهة تحديد هوية اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق أو إعداد خطط إدارية ومالية لبناء الفريق، برزت الحاجة للاعتماد على مدير رياضي في سُلّم وظائف الأندية.
واليوم بات المدير الرياضي أهم جزء في إدارات الأندية والذي يُعتبر أحياناً أهم من اللاعبين وحتى الرئيس، وذلك لأن دوره مهم جداً في تطوير الأندية وتحديد ما يحتاج إليه الفريق للمنافسة على الألقاب، ووفقاً لأهميته الكبيرة، تطرح أسئلة حول الدور المحوري للمدير الرياضي وما هي وظيفته؟ وما هي أهم مسؤولياته؟ وما مقدار حاجة الأندية إليه؟
 
من هو المدير الرياضي؟
لا يوجد توصيف دقيق لمُسمى المدير الرياضي في كرة القدم، فيُمكن اعتباره بمثابة كبير المديرين التنفيذيين أو مدير لمهام رياضية محددة، وعليه تختلف مسؤوليات العمل وفقاً لعدة عوامل، مثل البلد الذي يشتغل فيه، وقوة الدوري أو الدرجة التي يلعب فيها الفريق الذي يعمل فيه، بالإضافة إلى نوعية النادي. ففي إيطاليا وألمانيا برز دور المدير الرياضي لسنوات ودوره واضح، بينما في إنكلترا مثلاً ما زال دوره محدوداً وليس هناك توجه للأندية من أجل التعاقد مع رجل يعمل في هذا المنصب الإداري.
وعلى صعيد كرة القدم يُعرف المدير الرياضي بأسماء تقنية مُحددة مُتعارف عليها اليوم، مثل المدير التقني للفريق، مدير كرة القدم، مدير العلاقات الكروية. والدور نفسه ما زال غير واضح كثيراً بسبب ضبابية المهام المختلفة، ولهذا السبب تسعى الكثير من الأندية إلى تدقيق مهمة المدير الرياضي قبل التعاقد معه، وذلك بهدف تحديد مسؤولياته داخل النادي.
 
اختصاصات محورية
وفقاً لموقع “ريليفو” الإسباني، هناك بعض المسؤوليات الأساسية للمدير الرياضي في كرة القدم الإحترافية المعاصرة وهي مساندة الفريق الأول والمدرب في القرارات الرياضية، الحفاظ على علاقة جيدة مع مالك النادي وكل اللاعبين والموظفين لأنه أهم صلة وصل بين الجميع داخل الفريق، توظيف رؤساء لكل الأقسام لتقديم تقارير خاصة له لمعرفة الوضعية الكروية، خلق وتطبيق فلسفة خاصة للنادي لجميع الفئات العمرية، وهو ما يظهر من خلال طريقة اللعب على أرض الملعب، إنشاء وتطوير شبكة منقيبين عن المواهب واللاعبين وفقاً لمتطلبات الفريق، ثم المسؤولية المباشرة في بيع وشراء اللاعبين في سوق الانتقالات، والتنسيق مع مسؤولي أكاديمية التكوين التابعة للنادي من أجل توفير كل المتطلبات الضرورية لكي تقوم بدورها.
وفي الأندية الصغيرة مثلاً، يتولى المديرون الرياضيون بعض المهام الإدارية التي تتعلق بالقرارت الرياضية أولاً، بينما في بعض الأندية الكبيرة يختلف الأمر، إذ أن مهمة المدير الرياضي هي التعامل مع سوق الانتقالات.
ووفقاً لهذه المعطيات، هناك اختلاف في أداء المدير الرياضي من دوري لآخر، لأن المنظومة الكروية تختلف بين البلدان، كما تختلف معطيات الممارسة وعلاقتها بالجانب الإقتصادي والإجتماعي والقانوني.
 
أهمية المدير الرياضي
مع ارتفاع قوة سوق الانتقالات وارتفاع قوة الأندية المالية في السنوات الأخيرة، باتت عملية إدارة الفريق على صعيد بيع وشراء اللاعبين وأي عملية تتعلق بالقرارات الرياضية من أصعب الوظائف، وعليه تحتاج إلى رجل مناسب في المكان المناسب لإدارة كل التفاصيل الصعبة.
وفي السنوات الأخيرة اتجهت أندية البريميرليغ لتعيين مدير رياضي، وذلك من أجل تحقيق نجاحات كبيرة في الميركاتو، وجذب أفضل المواهب التي تلعب في جميع دوريات العالم.
وتأتي أهمية التعاقد مع مدير رياضي في ظل التضخم الكبير الذي تشهده كرة القدم على الصعيد الاقتصادي من أجل تحسين وضعية الأندية مالياً، وذلك من خلال الإدارة الصحيحة. ففي وقت ترتفع فيه القيمة السوقية للاعبين بنسب كبيرة جداً، تبقى قائمة اللاعبين المُميزين كما هي ولا تتغير كثيراً، مع بروز بعض المواهب من موسم إلى آخر وليس بشكل دائم.
ومن هنا تأتي أهمية وجود مدير رياضي في الفريق من أجل الحد من المخاطر المالية التي من الممكن أن يتعرض لها أي فريق، وإدارة الشؤون الرياضية بالطريقة الصحيحة، ولهذا السبب بدأت أندية البريميرليغ في التعاقد مع مديرين رياضيين بهدف تطوير العمل الإداري الرياضي.
ونجاح المدير الرياضي لا يعتمد على النجاح الرياضي فقط، بل أيضاً النجاح الاقتصادي أيضاً، وذلك لأن تحقيق الأرباح المالية والحفاظ على ميزانية سليمة من خلال تنظيم كل الوظائف التي يعمل عليها سيسمح للنادي بالتعاقد مع أفضل اللاعبين والمنافسة على أفضل الألقاب، ويُجنب تعرض النادي للأزمات المالية بسبب سوء إدارة المسؤوليات المُحددة له.
فحسب صحيفة “إلموندو ديبورتيفو” فمعدل بقاء مدرب في الدوري الإنكليزي هو 14 شهراً، وهذا الأمر يعني دخول جهاز فني جديد مع كل موسم وتغييرات كبيرة على صعيد تشكيلة النادي وانتداب عناصر جديدة، وهنا ربما تبرز مشكل تضخم في العداد البشري، وبالتالي مشكلات مالية كبيرة.
وهنا يأتي دور المدير الرياضي في إنشاء فلسفة رياضية إدارية مُحددة يسير على نهجها، بالإضافة لخطة رياضية واستراتيجيات ترفع من قيمة النادي في السوق وفي المنافسات على أرض الملعب.