story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
التعليم والجامعة |

منتدى السوسيولجيا بالرباط.. دعوات متواصلة للمقاطعة بسبب مشاركة الإسرائيليين

ص ص

تستعد العاصمة الرباط لاحتضان المنتدى الخامس لعلم الاجتماع، وسط تصاعد دعوات تطالب باستبعاد أكاديميين إسرائيليين، وأخرى تدعو إلى مقاطعة المنتدى الذي تعقده الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، في حين عبرت هذه الأخيرة عن ترحيبها بالمشاركة الإسرائيلية، محدرة من إسكات أصوات الفلسطينيين المشاركين أيضاً في الفعالية.

وفي هذا الصدد، شددت الحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل على ضرورة إلغاء مشاركة الأكاديميين الذين يمثلون بحكم الواقع” “المؤسسات الإسرائيلية المتورطة في نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي”.

مقاطعة مغربية

ودعت الحملة، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، إلى مقاطعة المنتدى، موضحة أن مطلب إلغاء مشاركات تبدو من خلال ملخصاتها “ترويجاً لسردية تبرر القتل والإبادة المستمرة لأزيد من 600 يوماً”، لا يدخل في الأسس الأساسية لعلم الاجتماع “بل في عدم التطبيع مع شرعنة جريمة الإبادة المستمرة المخالفة للقانون الدولي”.

ونبهت إلى أن ذكر الجامعات الإسرائيلية التي وصفتها بـ”جامعات الإبادة”، هو عمل تطبيعي واضح وفقاً لمعايير المقاطعة ما لم تقم الجمعية الدولية لعلم الاجتماع بإضافة اعتراف بالأرض وحقوق غير القابلة للتصرف للشعوب الأصلية، بما في ذلك الفلسطينيين، وفقاً لإعلان الأمم المتحدة لعام 2007 بشأن حقوق الشعوب الأصلية، وكذلك وصف موجز لتواطؤ هذه الجامعات.

وتساءلت الحملة بشأن ضمان الجمعية الدولية لعلم الاجتماع عدم تورط المشاركين الإسرائيليين بشكل مباشر أو غير مباشر – بما في ذلك من خلال التحريض أو التبرير اللاإنساني – “في انتهاكات إسرائيل الخطيرة لحقوق الفلسطينيين، وخاصة جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية (بما في ذلك الفصل العنصري)، والإبادة الجماعية”. واستنكرت تشجيع الحوار المفتوح والنقدي، بإتاحة منصة “لنشر سرديات تشرعن هذه الجرائم المستمرة”.

واعتبرت السماح بمشاركة الإسرائيليين انتهاكاً من الجمعية الدولية لعلم الاجتماع “خط الاعتصام المدني الفلسطيني الذي يرفض التطبيع مع إسرائيل في جميع المجالات، بما في ذلك التطبيع الأكاديمي”، خاصة بعد قبول التمثيل الأكاديمي، “من المؤسسات الإسرائيلية في مؤتمر يُعقد في بلد ينتمي للمنطقة العربية والمغاربية، يعبر شعبه من خلال وقفات ومسيرات دائمة رفضه للتطبيع.

ترحيب بالإسرائيليين والفلسطينيين

من جانبها، قالت الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، في ردها على دعوات المقاطعة، والذي اطلعت عليه صحيفة “صوت المغرب” إن جمعية علم الاجتماع الإسرائيلية المشاركة في المنتدى “لا تربطها أية علاقات مؤسسية بالجامعات الإسرائيلية أو بالحكومة الإسرائيلية”، معربة عن ترحيبها بمشاركة الباحثين الإسرائيليين الأفراد، كما ترحب بمشاركة الباحثين الروس “انطلاقاً من مبدأ الحرية الأكاديمية”.

وعبرت في ردها، الذي وقعه كل من جيفري بلييرز رئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، وأليسون ماري لوكونتو رئيسة المنتدى الخامس للجمعية، عن قلقها من أن دعوة المقاطعة هذه، “بدلاً من إسماع أصوات الفلسطينيين، قد تُؤدي في النهاية إلى إسكاتهم، وخاصة أولئك الباحثين الفلسطينيين الذين يعتزمون مشاركة أبحاثهم وشهاداتهم مع جمهور عالمي في الرباط”.

وأضافت أن التزامها تجاه فلسطين “جلي طوال فترة تنظيم المنتدى”، مشيرة إلى أنه من المفارقات أن هذا الالتزام تحديداً هو ما يجعل المنتدى الآن هدفاً سهلاً للضغط، على الرغم من دوره كمساحة نادرة ومفتوحة للتأمل النقدي والتضامن.

وأكدت أنها تحترم حق منظمات المجتمع المدني في التعبير عن اختلافها والدعوة إلى المقاطعة. وتشدد في الوقت ذاته على ضمان “توفير منصة لعلماء الاجتماع، بغض النظر عن جنسياتهم أو انتماءاتهم المؤسسية أو توجهاتهم السياسية، للمشاركة في حوار هادف ومنفتح وناقد”.

وطالبت الجمعية دعاة المقاطعة إلى التفكير فيما إذا كان هذا المنتدى على وجه الخصوص، الذي يتم تنظيمه لأول مرة في العالم العربي، “مع وجود قوي للأصوات الفلسطينية والالتزام بالعدالة والمعرفة المناهضة للاستعمار هدفاً ملائماً لمثل هذه الحملات”.

وقالت إن الجمعية الفلسطينية لعلم الاجتماع، وهي عضو جماعي في جمعية علم الاجتماع الإسرائيلية، لم تدع إلى مقاطعة المنتدى، “إذ أيد العديد من الزملاء الفلسطينيين موقف الجمعية الدولية صراحة”. وأشارت إلى أن الجمعية الإسرائيلية تعارض التوسع الاستيطاني وتدعم زملاءها الفلسطينيين.

نفي فلسطيني يدعم المقاطعة

وفي بيان ينفي ما ادعته الجمعية الدولية لعلم الاجتماع بشأن موقف الفلسطينيين، قالت الجمعية الفلسطينية لعلم الاجتماع وعلم الإنسان إنها تضم صوتها لدعوة الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية الإسرائيلية، لإلغاء مشاركة الأكاديميين الإسرائيليين في المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، والذي يعقد في جامعة محمد الخامس في الرباط ما بين 6 و 11 من يوليوز 2025، “كونه ينتهك معايير المقاطعة الأكاديمية ومعايير مناهضة التطبيع المعتمدة والمطبقة في المنطقة العربية”.

ودعت الجمعية الفلسطينية، باعتبارها عضو فاعل في الجمعية الدولية وممثلاً لعدد كبير من علماء الاجتماع وعلماء الإنسان الفلسطينيين، زملاءها في الجمعيات الوطنية النظيرة للانضمام لطلب الحملة الوطنية عدم مشاركة الأكاديميين الممثلين للمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية المتواطئة.

ودعت الجمعية إلى مقاطعة المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، في حال لم تتجاوب الجمعية الدولية لعلم الاجتماع مع مطلب إلغاء مشاركة الأكاديميين الممثلين للمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية المتواطئة.

رفض طلابي

وأعرب طلبة مغاربة بدورهم عن رفضهم استضافة أي شكل من أشكال التمثيل الأكاديمي الإسرائيلي داخل الحرم الجامعي المغربي، معرببين عن استنكارهم “تورط جامعة محمد الخامس في توفير منصة لتلميع صورة کیان استعماري، ومنحه شرعية معرفية زائفة”.

وحملت مجموعة التعاون الطلابي من أجل فلسطين، في بلاغ توصلت صحيفة “صوت المغرب” بنسخة منه، رئاسة جامعة محمد الخامس المسؤولية الأخلاقية والوطنية إزاء ما وصفته بـ”التطبيع الأكاديمي المرفوض”، مبدية تثمينها في نفس الوقت مواقف الأساتذة والباحثين المغاربة الذين قاطعوا المنتدى رفضاً لأي شكل من أشكال التطبيع.

كما دعا التعاون الطلابي من أجل فلسطين باقي الأساتذة والباحثين إلى اتخاذ موقف صريح وواضح من هذه المشاركة، مشيرين إلى أن قبول المشاركة في هذا المؤتمر يُعدّ “إعلانا ضمنيا لموقفهم من التطبيع ومن الاحتلال”. مؤكداً ضرورة تحرك جماعي واسع من الهيئات الطلابية، والأساتذة، والنقابات والهيئات الحقوقية، لمناهضة “هذا التطبيع الصارخ ولفرض الحصانة الأخلاقية على الفضاء الجامعي”.

واعتبر التعاون الطلابي أن السماح للإسرائيليين بالمشاركة في مؤتمر على أرض المغرب “طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وخيانة لمواقف الشعب المغربي”، كما أن استضافتهم داخل الحرم الجامعي تحديداً “يُعد انتهاكا صارخا للإرادة الطلابية المناهضة للتطبيع، وللمواقف الثابتة المساندة للقضية الفلسطينية”.