مناهضو التطبيع يحذرون : سفينة محملة بالأسلحة الإسرائيلية يحتمل أن تعبر مياه المغرب
أثار مسار سفينة قادمة من الهند ومتجهة نحو “إسرائيل”، الجدل بعد أن قال نشطاء مناهضون للتطبيع نقلا عن تقارير إعلامية إن السفينة تحمل شحنات كبيرة من الذخائر والأسلحة، ولا يستبعد النشطاء مرور السفينة بالمياه المغربية معتبرين أن ذلك “سيضع السلطات المغربية أمام اختبار لمعرفة إن كانت ستقوم بواجبها وتفتيش هذه السفينة”.
سيون أسيدون الناشط المغربي في حركة المقاطعة العالمية “بي دي أس” كشف أن هذه السفينة التي تحمل اسم “ODETTE VERTOM” انطلقت من مدينة “إليا” بالهند، وقامت بسلك طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب الهجمات الحوثية، قبل أن ترسو بأحد موانئ جمهورية الرأس الأخضر.
أسيدون أبرز أيضا في تصريح ل”صوت المغرب” أن سلطات الجمهورية لم تتنبه لطبيعة حمولة السفينة ولم تقم بتفتيشها، إلا أن أحد الجرائد المحلية قامت بفضحها، لكن هذا الفضح، يضيف أسيدون، جاء متأخرا بعد مغادرة السفينة لمياه الدولة الإفريقية وبالتالي لم يتم تفتيشها، حيث لم تكن سلطات الجمهورية في “حالة تأهب”.
وأضاف أسيدون أن هذه السفينة التي تحمل علم دولة اللوكسمبورغ، أعلنت عن نيتها في التوجه نحو ميناء “قرطاجنة” الإسباني، مبرزا أن السفينة تقوم “بتصرف غريب” حيث قامت بقطع اتصالها مع الأقمار الصناعية وبدأت في التحرك ببطئ شديد وكأن هناك نوع من التردد والارتباك.
ومن المحتمل جدا أن تكمل هذه السفينة، حسب أسيدون، مسارها عبر مضيق جبل طارق، مضيفا أنه في هذا السيناريو من الممكن أن تمر من المياه المغربية، وهو “ما سيضع السلطات المغربية أمام اختبار لمعرفة إن كانت ستقوم بواجبها وتفتيش هذه السفينة”.
وليست هذه المرة الأولى التي تمر فيها سفينة محملة بالذخيرة نحو جيش الاحتلال عبر هذا المسار، حيث سبق لسفينتين سابقتين أن انطلقتا من نفس المصدر (الهند) نحو الموانئ الإسرائلية، آخرها كان سفينة “MARIANNE DANICA” الحاملة للعلم الدانمركي،
وحاولت السفينة الدنمركية الرسو في إحدى موانئ مدينة “قرطاجنة” الإسبانية، لكن مدريد دخلت في حالة التأهب بعد التوصل بمعلومات حول طبيعة حمولة هذه السفينة وطالبت بتفتيشها، إلا أن السفينة رفضت وهو ما جعل السلطات الإسبانية تمنعها من الرسو في مينائها.
وفقا لصحيفة “إل باييس” الإسبانية فإن السفينة، تحمل حوالي 27 طنا من الاسلحة المتفجرة، والتي تتنوع بين محركات الصواريخ، والصواريخ ذات الشحنة الانفجارية وغيرها..
تعليقا على الموضوع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس كان قد أكد أن “هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها مدريد بذلك؛ لأنها المرة الأولى التي ترصد فيها مدريد سفينة شحنة أسلحة إلى إسرائيل تريد أن ترسو في ميناء إسباني”.
وأضاف أن الأمر ذاته “سينطبق على أي سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل، وترغب في الرسو في ميناء إسباني”، وهو ما يؤكد أن السفينة الحالية المتجهة إلى إسبانيا ستواجه ذات المصير، لتكمل طريقها بعد ذلك عبر مضيق جبل طارق، كما هو الحال بالنسبة للسفينة الدانماركية.
ويمكن لسفن المرور عبر مضيق جبل طارق دون الحاجة إلى ترخيص خاص من أي دولة، إذ يُعتبر المضيق من الممرات المائية الدولية التي تُكفل فيها حرية “المرور البريء” بموجب القانون الدولي. وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (UNCLOS).
سفينة “MARIANNE DANICA” فور وصولها إلى حدود “قبرص” قامت بتعطيل جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها حتى تصير غير مرئية للرصد بالأقمار الصناعية، وبالتالي تصعب من مهمة التعرف على وجهتها النهائية.
أسيدون كشف أن اليوم قامت السفينة بإعادة تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها، ليتبين أنها على وشك الدخول إلى مدينة “عسقلان”، وهو ما تؤكده مواقع تتبع سفن الشحن عبر العالم.