ملف طلبة الطب.. أحزاب سياسية تمسك العصى من الوسط وتدعو إلى “الحكمة والحوار”
في الوقت الذي ما يزال فيه الاحتقان آخذا في التصاعد بكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، بعد توقيف العديد من الطلبة وحل مكاتبهم، وبعد إعلان هؤلاء عن خطوات احتجاجية جديدة، تبنت أحزاب سياسية لموقف يدعو الطرفين إلى “الحكمة والحوار”.
في المنتصف
وقال حزب التقدم والاشتراكية الذي أعلن في وقت سابق تضامنه مع طلبة الطب، إنه يؤكد “ضرورة تغليب منطق الِحكمة والعقل والحوار” وأن قرار تقليص سنوات التكوين “قابل للتفعيل” وذلك في البلاغ الصادر عن اجتماع المكتب السياسي للحزب أمس الثلاثاء.
وتابع المصدر ذاته أن هذا الموقف جاء “على ضوء عرض تمَّ تقديمه حول الأزمة الخطيرة في كليات الطب والصيدلة، وبعد الاطلاع على كافة جوانب الموضوع، سواءٌ من منظور العرض الإصلاحي الحكومي، أو من وجهة النظر الطلابية، أو كذلك من منظور هيئات التدريس بهذه الكليات”.
واعتبر حزب “الكتاب” أن قرار تقليص مدة سنوات التكوين الذي جاءت به الحكومة والذي يرفضه الطلبة هو “قرار قابل للتفعيل” وربط ذلك بشرط “اتخاذ جميع التدابير المواكِبَـــــــة ولا سيما التوضيحُ الدقيق للرؤية الإصلاحية بالنسبة للسلك الثالث.
وأكد “ضرورة وضع جدولةٍ واضحة للإصلاح الشامل وتقديم الضمانات اللازمة بالنسبة لموضوع أراضي التدريب”. واقترح “شكيلَ لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن الحكومة والطلبة والأساتذة، لأجل مناقشة النقط العالقة الأخرى وإيجاد حلولٍ مناسِبَة لها”.
دعوة لوقف التصعيد
وانضم حزب العدالة والتنمية إلى ركب الأحزاب السياسية التي عبرت عن موقفها في ملف طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، داعيا إلى الوقف الفوري للتصعيد من قبل كل من الطلبة ومن الوزارتين الوصيتين على القطاع.
وجاء ذلك في البلاغ الصادر عن الاجتماع العادي للأمانة العامة للحزب المنعقد يوم 30 مارس 2024، إذ دعا حزب المصباح “الحكومة والطلبة إلى إعمال الحكمة وإعلاء صوت العقل وفضيلة الحوار والوقف الفوري لكل أشكال التصعيد التي لن تؤدي إلا إلى مزيد من تأزيم الوضع وضياع السنة الجامعية، وما سينجم عنها من إرباك للمسار التعليمي والمهني للعديد من الطلبة وللسير العادي للمنظومة الصحية ككل”.
وطالبت الأمانة العامة للحزب “الحكومة باحترام القانون وحرية التمثيلية الطلابية واستقلالية الجامعة وإيقاف القرارات التصعيدية”. في إشارة إلى خطوة إقدام كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة على حل مكاتب الطلبة واستدعاء ممثليهم إلى مجالس تأديبية على خلفية استمرارهم في خوض الإضرابات ومقاطعة الدراسة
وفي هذا الصدد دعت الأمانة العامة “الطلبة إلى استحضار الآثار الوخيمة لهذا المسار ووقف الإضراب واستئناف الدراسة والتكوين بشكل عاجل”.
وأكد المصدر ذاته ضرورة “استئناف الحوار بجدية ومسؤولية وإشراك الأساتذة ومسؤولي كليات الطب والصيدلة لإيجاد حلول عملية للإشكاليات التي يطرحها الطلبة بما يضمن التنزيل السليم والسلس والمقبول للإصلاح الذي اعتمدته الحكومة”.
احتقان بمستوى غير مسبوق
وبلغ مسلسل الاحتقان بكلية الطب وطب الأسنان والصيدلة مستويات غير مسبوقة، بإقرار “ما يناهز 35 سنة من التوقيفات عن الدراسة موزعة على ممثلي الطلبة في انتظار إضفاء الطابع الرسمي على القرار، واستدعاءات للمثول أمام الشرطة القضائية، وفقا لما يقوله الطلبة.
وعبرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة عن استنكارها لهذا المستوى الذي بلغه تدبير ملفهم، معلنة “أمام هذا الوضع” العودة إلى الاحتجاج محليا وإلى خوض مسيرة وطنية يوم 25 من أبريل الجاري.