ملفات مغربية تضع وزير الداخلية الإسباني في فوهة الانتقادات
يصنف القادة الاشتراكيون في إسبانيا وزير الداخلية، فيرناندو غراندي مارلاسكا، كأكثر وزراء حكومة بيدرو سانشيز مواجهة للأزمات، وذلك بمناسبة تدبيره لملفات حارقة، مرتبطة بالمغرب “لم يتركا لهم يوم راحة” على حد تعبيرهم.
إدانة قضائية بسبب القاصرين المغاربة
مارلاسكا الذي التقى قبل أسبوع وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت الأسبو ع الماضي وجد أمامه بعد عودته من المغرب قرارا من المحكمة العليا الإسبانية، يدين اتخاذه لقرار ترحيل قاصرين مغاربة في أحداث سبتة في غشت 2021، وذلك لعدم احترامها للإجراءات الإدارية المنصوص عليها في قانون الهجرة، والتي تفترض توفير معطيات عن كل فرد تتم إعادته.
المحكة أكدت انتهاك حقوق القاصرين المعادين إلى المغرب، وقالت في بيان لها إن الإدارة لم تراعي مصالح القاصرين، ناهيك عن التحقق من ظروفهم الفردية.
وتأخذ المحكمة العليا في اعتبارها في هذا الحكم خطورة الأحداث التي وقعت يومي 17 و18 ماي 2021 بمدينة سبتة المحتلة، حيث دخل بشكل جماعي نحو 12 ألف شخص، منهم حوالي 1500 قاصر، في حدث استثنائي بكل المقاييس.
القرار أدان مارلاسكا، لكونه منتخذ قرار إعادة القاصرين المغابة وإخراجه من سبتة المحتلة، ما عرضه لهجوم شرس خلال مثوله أمام لجنة برلمانية هذا الأسبوع، اكتفى بالانحناء لعاصفته، والتأكيده على قبوله للقرار القضائي الصادر في هذه القضية.
تكدس لطالبي اللجوء المغاربة
من جانب آخر، وعلى الرغم من انتزاعه تعهدا من المغرب بالقبول بتشديد إسباني على إجراءات مرور المغاربة من المطارات الإسبانية في طريقهم إلى دول أمريكا اللاتينية، بفرض تأشيرة عبور، لقطع الطريق أمام الراغبين في البقاء في إسبانيا عن طريق تقديم طلب لجوء، إلا أن وضعية تكدس العشرات من المغاربة في مطار باراخاس وضعت مارلاسكا أمام موجة انتقادات برلمانية.
وفي السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام إسبانية، أن حزب الشعب انتقد مارلاسكا بشدة في لجنة برلمانية، مدينا الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها 400 محتجز في مطار باراخاس من بينهم مغاربة، وانهيار منظومة الشرطة في المطار بسبب تزايد أعداد المحتجزين من طالبي اللجوء.
وفي مواجهة النواب، أقر مارلاسكا بأن الوضع في في مطار باراخاس بمدريد “استثنائي”، معتبرا أن بإمكان وزارته السيطرة عليه.
مساءلة داخلية وأوروبية
الأزمات الأخيرة التي يواجهها مارلاسكا، والمرتبطة بملفين أساسيين لهما علاقة بالمغرب، وهو ملف طالبي اللجوء وترحيل القاصرين، يرجح أن تكون لها انعكاسات داخلية، على علاقة مارلاسكا برئيس الحكومة بيدرو سانشيز، وأن تجره للمساءلة على المستوى الأوروبي.
وفي السياق ذاته، تشير وسائل إعلام إسبانية إلى أنه على الرغم من التقارب بين مارلاسكا وسانشيز، إلا أن قادة الحزب الاشتراكي العمالي يقرون بأن مارلاسكا هو الوزير الأكثر عرضة للمتاعب في الحكومة الإسبانية، وسط جدل داخلي دائم حوله وطالب بإقالته، ما بات يستدعي تدخلا من رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، لدعم وزيره في الداخلية الذي بات يحتاج غطاء سياسيا لتبرير قراراته الأمنية.
الغطاء السياسي لمارلاسكا، تظهر الحاجة إليه بشكل أكبر، بالحديث عن احتمال مساءلته أمام البرلمان الأوروبي، حيث تقدم نواب بطلب للجنة الحريات المدنية والعدالة والشؤون الداخلية بالبرلمان الأوروبي من أجل استدعائه لتوضيح خلفيات قرار ترحيله للقاصرين المغاربة من سبتة المحتلة.