مفقود في البحر منذ 4 أشهر.. ملاكم تطواني يخوض معركته الأخيرة مهاجراً إلى سبتة
من حلبات الملاكمة في تطوان إلى مصارعة أمواج البحر المتوسط، خاض عز العرب الحمامشي، الملاكم المغربي الشاب البالغ من العمر 22 عاماً، معركته الأخيرة عند محاولته العبور إلى مدينة سبتة المحتلة بتاريخ 27 غشت 2024، ومنذ ذلك الوقت، ما زال أثره مفقودًا.
كان عز العرب يحلم بالوصول إلى إسبانيا والانضمام إلى رياضة الفنون القتالية المختلطة (MMA)، لكن رحلته لتحقيق هذا الطموح توقفت بشكل غامض في أعماق البحر، تاركة عائلته وأصدقاءه في حالة من الحزن والانتظار.
قبل خوضه معركته ضد أمواج البحر بين الفنيدق وشبتة المحتلة، لم يفوت عز العرب حضور زفاف شقيقته يوم الإثنين 26 غشت 2024، أي قبل يوم واحد من رحيله، عندما ارتدى بنطالا أسود وقميصا أزرق في تلك الليلة، وألقى بنفسه في البحر.
لم يصل عز العرب إلى سبتة منذ ذلك الحين، وفقا لصحيفة “إل فارو دي سبتة”، حيث كان ينوي الاجتماع بشقيقه الموجود في مركز الإيواء المؤقت للمهاجرين (CETI)، لفت المصدر ذاته إلى أنه تم البحث عنه في أماكن عديدة على جانبي الحدود، لكن بلا جدوى، ولا توجد أي معلومات عنه.
يقول ابن عمه إسماعيل: “كانت كلماته الأخيرة معي أنه يريد دخول سبتة، والعبور إلى إسبانيا ليصبح ملاكماً كبيراً، وكان يريد الانضمام إلى رياضة الفنون القتالية المختلطة (MMA)”.
كان عز العرب مدرباً للملاكمة في تطوان، وحصل على عدة ميداليات في البطولات، قبل أن يقرر مثل كثيرين من أقرانه عبور الحدود، خاصة مع النداءات الجماعية للهجرة التي شهدها الصيف الماضي.
ويشدد ابن عمه على أنه منذ ذلك اليوم، تم البحث عنه في المستشفيات والتواصل مع مكاتب الدفن “لكن دون جدوى. لا يوجد أي أثر له”، مشيراً إلى أنه حتى بعد العبور إلى سبتة والتواصل مع قوات الأمن هناك للاستفسار عن مصيره، لم يحصلوا على أي معلومات.
يقول إسماعيل: “إنه شاب طيب، كنا نتدرب معًا، وهو شخص جيد ومجتهد. في يوم 27، بعد زفاف شقيقته، كتب لي صباحًا وأخبرني أنه سيذهب إلى الفنيدق ليعبر الحدود سباحة. ومنذ ذلك الحين، لم نسمع عنه أي شيء”.
وتشير الصحيفة الإسبانية إلى أن قصة هذا الرياضي الشاب ليست حالة معزولة، إذ أن أعداد المفقودين كبيرة، “إلا أنه لا يوجد سجل رسمي لتوثيق هذه الحالات، باستثناء التقارير الإعلامية التي تسلط الضوء على هذه القضايا”.