مغربي يحكي عن “سنة في الجحيم” بعد نجاته من الرصاص الجزائري

بعد قضائه لسنة عقوبة سجنية في السجون الجزائرية، خرج الشاب المغربي الأصل الفرنسي الجنسية، إسماعيل سنابي، ليحكي للإعلام تفاصيل الحادث الذي كان ضحيته قبل سنة وأودى بحياة شابين آخرين كانا رفقته على متن دراجة مائية، برصاص الجيش الجزائري عندما تاهوا وسط البحر، حيث كانوا في رحلة استجمام بشاطئ السعيدية، فيما استطاع رفيق ثالث لهم الفرار نحو المغرب.
يقول سنابي في حديثه لصحيفة “لوموند” الفرنسية، إن يوم 2 غشت 2023، كان يوما عاديا، قبل أن تتحول رحلة استجمامه مع أقاربه إلى “جحيم”، عندما ألقي القبض عليه من قبل وحدة خفر السواحل الجزائرية أثناء إبحاره على دراجة مائية، بعدما تاه الشبان الأربعة وسط البحر، بسبب نقص البنزين، وسط الضباب في المياه الإقليمية الجزائرية أثناء محاولتهم العودة، بعد رحلة طويلة في البحر، إلى مرسى السعيدية.
ويقص سنابي تفاصيل عن الواقعة، حيث يقول إنه ورفاقه طلبوا من الجنود الجزائريين وباللغة العربية المساعدة، قبل أن يطلقوا عليهم النار، حينها يقول إنه قفز في الماء، قبل أن يلتقطه الجنود الذين قال إنهم عرضوه لضرب مبرح، وأخذوه للجزائر، فيما تمكن آخر من الفرار، وتوفي اثنان، واحد عادت جثته للمغرب، وآخر بقيت جثته في الجزائر لأيام قبل أن يتم ترحيلها.
سنابي، الميكانيكي الذي يعيش في ضواحي باريس، والأب لثلاثة أطفال، تقول الصحيفة إنه أمضى سنة من عمره في السجون الجزائرية، وغرامة ثقيلة، قبل أن ينال حريته ويعود لأهله.
وتقول الصحيفة إن سنابي غادر سجون الجزائر بعد سنة، دون أن تغادره مشاهد الرصاص الذي اخترق أجساد أصدقائه أمامه، والتعذيب الذي تعرض له أثناء اعتقاله، إذ يقول “لا أريد أن أتذكره”.
وخلف إطلاق النار على الشباب الأربعة صيف 2023 أربعة مصائر مختلفة، حيث بقيت جثة عبد العالي مشيور محتجزة لدى السلطات الجزائرية لأربعة أشهر قبل أن يتم تسليمها للعائلة، فيما عادت جثة بلال قيسي للمغرب للدفن بعد الحادث، ولم يعد حيا من الواقعة سوى شخص واحد وهو محمد مشيور فيما بقي إسماعيل سنابي سنة في السجون الجزائرية قبل أن يعود لعائلته في 5 شتنبر 2024.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، قد رفض الرد على سؤال حول الحادث، خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع المجلس الحكومي، حينها، مكتفيا بالقول إن “هذا الموضوع من اختصاص السلطات القضائية”، فيما فتحت السلطات المغربية حينها تحقيقا في الموضوع.
أما الخارجية الفرنسية فقد تفاعلت مع الحادث لحظتها، بالإعلان على أن “مركز الأزمات والدعم في وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية وسفارتي فرنسا في المغرب والجزائر على تواصل وثيق مع عائلات مواطنينا التي نقدم لها دعمنا الكامل”، دون حديث عن هوية الضحايا أو تفاصيل الحادث.