story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
سياسة |

مغربي عائد من سوريا يطرق باب السلطات: مستعد لأي شيء فقط احتضنوا بناتي

ص ص

أطقلت أسرة مغربية عائدة من سوريا، نداء استغاثة، من أجل التمكن من إعادة بناتها إلى المغرب، واللواتي ولدن بين سويا وتركيا، ليجدن أنفسهن عالقات في تركيا دون أوراق ثبوتية أو وثائق إقامة، ودون جواز سفر يمكنهن من العودة للمغرب، ما بات يحرمهن من أبسط الحقوق الإنسانية، على رأسها التعليم والتطبيب.

وبدأت القصة قبل سنوات، عندما غادر الزبير الحسناوي المغرب نحو سوريا ولحقت به زوجته، حيث ولدت اثنتين من بناتهما، ثم خرجا منها نحو تركيا ورزقا هناك بالبنت الثالثة.

يقول الزبير في حديثه لـ”صوت المغرب”، إنه بدأ قبل أربع سنوات رحلة البحث عن طريق لإعادة بناته إلى المغرب، إلا أن كل الأبواب وجدها موصدة في وجهه، حيث تم إبلاغه من طرف القنصلية المغربية في تركيا أن بإمكانه العودة هو وزوجته إلى المغرب لكن دون بناته بسبب عدم توفرهن على شهادة ميلاد تثبت نسبهن، وهي الشهادة التي تعذر على الأسرة استصدارها بسبب الولادة في سوريا ثم خلال إقامة غير قانونية في تركيا.

وأوضح المتحدث ذاته، أن قضية بناته سبق له أن عرضها على أعضاء في المهمة الاستطلاعية حول المغاربة العالقين ببعض بؤر التوتر كسوريا والعراق، والتي كان قد شكلها البرلمان خلال الولاية السابقة، من أجل الوساطة لدى السلطات المغربية لإيجاد منفذ يمكنه من إعادة بناته للمغرب، وبالتالي بقي الموضوع معلقا.

ويضيف الحسناوي، أن بناته اللواتي تتراوح أعمارهن بين 9و4 سنوات، يعشن أوضاع صعبة بسبب الإقامة غير القانونية للأسرة في تركيا، ما يحرمهن من الدراسة والتطبيب، ويجعل الأسرة تعيش حالة خوف دائم من الترحيل من قبل السلطات التركية.

ويتحدث الحسناوي عن معاناة بناته بالقول “بنتي الكبرى عمرها تسع سنوات، ومع ذلك لم نتمكن من إدخالها للفصول الدراسية النظامية لعدم توفرها على وثائق قانونية، نجاول تدريسها في البيت، والخوف أكبر عند مرض البنات، لأن إمكانيات التطبيب غير متوفرة للمقيمين في وضعنا”.

ويطلق الحسناوي نداء للمسؤولين المغاربة للتدخل من أجل فتح فرصة لعائلته تمنح إمكانية العودة لأرض الوطن لبناته، ويقول في هذا الصدد “أعرف أنني أقع تحت طائلة قانون الالتحاق ببؤر التوتر رغم أنني لم أكن يوما مع داعش ولم أساهم يوما في تهديد الأمن، ولكن مستعد للعودة لبلدي مهما كانت الظروف، من أجل بناتي ولأنني لا أريد أن أبقى في الغربة”، مقترحا الاعتماد على وسائل حديثة لإثبات النسب مثل تحاليل الحمض النووي.

قصة بنات الحسناوي الثلاثة ليست الوحيدة، حيث يعاني مغاربة آخرون عائدون من بؤر التوتر من تجارب قريبة منها، الكثير منها تعثر مسار جمع شمل عائلاتهم.

قصص أكثر إيلاما

وبحسب المكتب المركزي للأبحاث القضائية فإن عدد المغاربة الذين التحقوا بالساحتين السورية والعراقية، بلغ 1659 شخصاً، لقي 745 منهم حتفهم، في حين اعتقلت السلطات الأمنية 270 منهم خلال عودتهم إلى البلاد، بموجب قانون مكافحة الإرهاب المغربي لعام 2015، الذي ينص على عقوبات تصل إلى السجن 15 عاماً للذين ينضمون إلى جماعات إرهابية في الخارج.

وآخر عملية استعادة لمغاربة هذه المنطقة الساخنة من العالم، كانت شهر أكتوبر الماضي، عندما أشرفت السلطات المغربية على إعادة طفلة من أم مغربية إلى المملكة بعدما قضت 7 سنوات في أحد السجون العراقية بسبب اعتقال أمها فيه.

وأثارت التنسيقيةالمغربية للعالقين في تركيا قبل سنتين قصص أكثر إيلاما، لأطفال مغاربة أيتام قتل ذويهم في بؤر التوتر، ونساء أرامل وجدن أنفسهن مع أيتامهن في تركيا بعد فقدان الزوج في سوريا.