مغاربة غزة.. فصل آخر من العذاب في مصر
لا تنتهي معاناة المغاربة الذين دفعتهم ويلات الحرب في غزة إلى العبور صوب مصر، بمجرد الخروج من القطاع المحاصر بل يجدون هناك حصارا من نوع آخر، عنوانه وضع غير قانوني بجمهورية مصر العربية، في انتظار تأشيرات خروج لا تصدر.
وتواصلت “صوت المغرب” مع مغربي من أصل فلسطيني كان ضمن الذين أسعفهم الحظ من العبور إلى مصر ولكن الأقدار شاءت أن تستمر معاناتهم لأجل آخر لا يعرفون منتهاه، حيث قال إنه :”منذ خروج المغاربة من غزة وهم يعيشون في وضع غير قانوني بمصر”.
وأضاف شارحا أن ذلك “راجع إلى كون مغادرة المغاربة باتجاه مصر كان على أساس اتفاق بين السفارة المغربية بمصر والسلطات المصرية يقضي باستقبال هؤلاء المغاربة على أن يغادروا البلد خلال ثلاثة أيام من دخولهم القاهرة”.
ويقول المتحدث ذاته إنه لم يتمكن من السفر خارج مصر نظرا لعدم توفر زوجته على تأشيرة تسمح لها بالخروج ولذلك “فإن الحكومة المصرية تعتبرهم في وضعية غير قانونية ويترتب عن ذلك غرامة مالية..” مضيفا أنه “لا يفهم لم هذا التأخير في منح الأزواج تأشيرات دخول للمغرب؟”.
هو تأخر يعمق معاناة هؤلاء المغاربة الذين حلموا بالعودة إلى بلادهم بعد كابوس الحرب والحصار في غزة، وقال المصدر ذاته في هذا الصدد: “أنا شخصيا ما زلت بانتظار حصول زوجتي على تأشيرة دخول للمغرب رغم أنني مغربي وجميع أولادي مغاربة.. إن هذا الانتظار قد طال كثيرا لأزيد من أربعة أسابيع”.
ويرى المغربي الفلسطيني أن في هذا الانتظار “فصل آخر من العذاب” واصفا إياه بغير المقبول وغير المنطقي حيث قال: “هذا غير منطقي وغير مقبول لزوجة مغربي..”.
وليست هذه القصة هي الوحيدة، لمغاربة وجدوا انفسهم عالقين بالأراضي المصرية بعدما أجبرتهم الحرب في غزة على النزوح، بل هي معاناة تتكرر بنفس التفاصيل مع عائلات مغربية أخرى وهو الأمر الذي أكده المصدر ذاته قائلا إن: “هذه الحالة تنطبق على جميع المغاربة الذين أصبحوا الآن عالقين في مصر بعد أن كانوا عالقين بغزة” مشيرا إلى أن من بينهم من ينتظر التأشيرات منذ أكثر من شهر”.
وفي الوقت الذي تمكن فيه هؤلاء المغاربة من الخروج من غزة، حتى وإن لم يتحقق بعد حلم العودة إلى المغرب، ما يزال هنالك في القطاع أزيد من 320 مغربي عالقون تحت القصف في الأراضي الفلسطينية، وفي ظروف إنسانية قاسية، ويرغبون في مغادرة القطاع.