مغاربة عبروا “وادي جهنم” من أجل لقمة العيش.. مشاهد وتسجيلات من قلب مخيمات الاحتجاز والتعذيب في ميانمار
قصص بدأت بأحلام وردية.. سفر وعمل والكثير من الأموال التي تكفل عيشا كريما بعيدا عن شبح البطالة الذي حول يافعين شباب إلى عاجزين وغرباء وسط وطنهم يبحثون عن فرص الخلاص التي عادة ما تقود اليائسين إلى طرق سيارة غير آمنة.
هذه الأمنيات تلقفها “تجار الأحلام” وحولوها إلى كوابيس تعيشها الآن عشرات الأسر التي تحول حلم هجرة أبنائها إلى مأساة إنسانية عنوانها الكبير الاتجار بالبشر.
شباب من مختلف الأعمار والمناطق وجدوا أنفسهم في قبضة عصابات مسلحة في شرق آسيا، تحتجز وتعذب وتطلب فديات من الأهالي الراغبة في تخليص أبنائها من جحيم دخلوه بنية العمل والأجر، ويصارعون الآن من أجل الخروج منه أحياء يرزقون.
الشهادات التي نقلها العائدون من الجحيم، وشهادات رفاقهم الذين انقطعت أخبارهم منذ أيام، يمتزج فيها الواقع بالخيال.. مجمعات تحرسها عصبات مسلحة تحترف النصب والاحتيال بأيادي شباب من مختلف الأصقاع، القاسم المشترك بينهم شيء من الخبرة في مجال “البيع والشراء”.
يجلسون ليل نهار أمام شاشات حواسيبهم “يصطادون” الفرائس التي يستهويها الاستثمار في عالم العملات المشفرة، تارة بالإقناع وأخرى بالإيقاع. يسلبونهم أموالهم ثم يذوبون مثل الملح في الماء.
مافيات تجمع في أيديها بين السلطة على مكان غير آمن والسوط، حولت شبابا وعائلاتهم إلى قضايا اجتماعية تحت المجهر، بعدما شطبوا سنوات من أعمارهم وأمسكوا بالرقاب والأعناق في أقبية “المعتقلات الأسرية” المظلمة، حيث التعذيب المجهز بأنواع الوسائل المبتكرة لصنع الألم وإيصاله إلى أبعد خلية في الجسد وأدق شعيرة فيه.. تحولت حياتهم إلى كابوس فيه حياة كالموت وموت كالحياة.
تتقاطع الشهادات في وصف مشاهد التعذيب في تلك الأقبية البعيدة وراء “وادي جهنم”… “معتقلون” يتعرضون للإذلال والتعامل اللاإنساني والحرمان من أدنى الحقوق الإنسانية والقانونية..
أكثر من ذلك، مات بعضهم، وفق شهادة إحدى العائدات، التي تحدثت عن مقتل محتجزين من جنسيات أخرى، تحت وطأة التعذيب، فيما فقد بعضهم الآخر واحدة أو أكثر من حواسهم وأجزاء من أعضاء أجسادهم، وخرج آخرون يعانون جسديا ونفسيا، ومازالت أعداد أخرى في عداد المفقودين.
تحولت الحياة اليومية لبعض الأسر إلى معاناة يومية، يبحثون عن معطيات ومعلومات في منطقة أشبه ما تكون بأدغال مكتظة بالمنعرجات والمسالك المستورة، وعلى الرغم من حرص العديد من المنظمات الدولية على الوصول إلى “خارطة طريق” مفصلة ترشد إلى داخل هذه “المعتقلات السرية” إلا أنها لا تزال لحد الآن خزانة مقفلة مفتاحها ضائع.
لم يعرف ضحايا هذه العصابات وعائلاتهم كيف يبدؤون، ولا كيف يحولون مجريات أحداث أليمة إلى كلمات معبرة.. فالأفكار والأحداث والصور الحية التي عاشوها تتزاحم في أذهانهم مثل كتل ثقيلة، لكنهم بدؤوا من حيث بدأت بدايات تجاربهم القاسية…
لقراءة التحقيق كاملا يرجى الاشتراك في مجلة “لسان المغرب” بالضغط على الرابط.