معاناة مغاربة رفح تتعمق جراء اشتداد القصف
بعد رحلة موت خاضها المغاربة العالقون في قطاع غزة من أجل الوصول إلى معبر رفح أملا في تحقق أماني إجلائهم صوب مصر، تتعمق معاناتهم مع اشتداد القصف الإسرائيلي الذي ينفذه الطيران الحربي للاحتلال في المنطقة، وسط مخاوف من تعثر عمليات الإجلاء.
وفي حديث ل”صوت المغرب” أكدت مصادر من المغاربة العالقين عند معبر رفح الحدودي، اشتداد المخاوف من القصف الإسرائيلي الذي انتقل إلى هذا المنطقة التي كانت تعد منطقة آمنة.
وقالت ذات المصادر إن “هؤلاء المغاربة الموجودين في منطقة رفح والتي تعتبر حاليا الأخطر جراء تهديدات الاجتياح في الأيام القليلة القادمة يعيشون الرعب وعلى وقع مجازر متوقعة”.
وأضافت أن آخر دفعة من المغاربة الذين تمكنوا من مغادرة القطاع كانت يوم 29 يناير المنصرم، وهي الدفعة الرابعة من نوعها، في حين ماتزال دفعة خامسة تنتظر الإجلاء بعد أن توقفت هذه العمليات التي كانت تتم “بصعوبة بالغة” بسبب “تعقيدات في العبور تفرضها السلطات المصرية”.
ويعاني العالقون حسب نفس المصادر من “انقطاع التواصل مع السلطات المغربية بالسفارة المصري في القاهرة والتي تشرف على عمليات العبور”، أفادت المصادر أن “هؤلاء المغاربة يتوفرون على كشوفات تسمح لهم بالخروج”.
وبالإضافة إلى المخاوف من القصف والاجتياح، “يكابد المغاربة العالقون مخاوفا من الجوع والعطش في ظروف إنسانية صعبة” حسب المصادر نفسها.
فصول عذاب أخرى
وتحدثت “صوت المغرب” لمغربي فلسطيني كان من ضمن أوائل الدفعات التي خرجت من القطاع المحاصر، والذي أفاد أنهم موجودن حتى اللحظة بمصر بشكل غير قانوني، وتابع قائلا إنه منذ “خروجهم وفي معبر رفح تم الختم على جوازاتهم بالسماح لهم بالمكوث في مصر مدة 72 ساعة”.
وقال إن “هذه المدة بتوافق حسب اعتقادي مع مندوبي السفارة المغربية في معبر رفح”، وهو الأمر الذي انتقده المتحدث ذاته معتبرا ذلك “تناقضا غير مفهوم” إذ “لم يتمكن المغاربة من مغادرة مصر لعدم حصولهم على تأشيرات لدخول المغرب”.
ويصف المصدر ذاته هذا الوضع بكونه “فصلا آخر من العذاب” معتبرا أن له “تداعيات اجتماعية ومالية كبيرة” وعبر عن ذلك بقوله إننا “لا نستطيع إدخال أبنائنا للمدارس أو الجامعات المصرية لعدم وجود إقامات قانونية”.
هذا بالإضافة “إلى تكلفة الحياة الاقتصادية من كراء للمنازل ومصاريف الحياة المرتفعة… وعدم تمكننا من العلاج في المشافي الحكومية”.
وليست هذه القصة هي الوحيدة، لمغاربة وجدوا أنفسهم عالقين بالأراضي المصرية بعدما أجبرتهم الحرب في غزة على النزوح، بل هي معاناة تتكرر بنفس التفاصيل مع عائلات مغربية أخرى وهو الأمر الذي أكده المصدر ذاته قائلا إن: “هذه الحالة تنطبق على جميع المغاربة الذين أصبحوا الآن عالقين في مصر بعد أن كانوا عالقين بغزة”. مشيرا إلى أن من بينهم من ينتظر التأشيرات منذ أكثر من شهرين”.