story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
دولي |

مغربيات محتجزات يطلقن صرخة استغاثة من مخيم “الهول” بالشمال السوري-صور

ص ص

لا تنتهي مآسي المغربيات المحتجزات بمخيم الهول الذي يعرف أعمال قتل وعنف وفوضى قرب الحدود بين سوريا والعراق، إذ تتجدد في كل مرات الاقتحامات التي تجريها قوات سوريا الديمقراطية للمنطقة، وسط ارتفاع مطالبهن بالإجلاء.

اقتحام عند الفجر

وفي حديث لها مع “صوت المغرب” اليوم الخميس 13 يونيو الجاري، قالت مغربية عالقة هناك إن “العساكر أفزعتهم على الساعة الخامسة صباحا بمداهمة المخيم قصد التفتيش”، مشيرة إلى أن “هذه الحملة جاءت عقب قيام منظمة دولية إنسانية ببناء مطابخ وحمامات للأسر في المخيم”.

وتابعت المتحدثة ذاتها أن القوات قامت باعتقال العديد من الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الـ13 سنة، لافتة إلى أن طفلها نجى بمعجزة من مصير مماثل، وقالت في هذا الصدد “لقد أحاط به ثلاث عساكر يسألونه عن عمره وكان هو يردد 12 سنة، ثم سألوه أين يختبؤ الشباب الآخرون فيجيبهم مذعورا لقد أخذتم في الحملة الأخيرة كل الشباب..”.

وقالت إن أمر الاعتقالات التي تتم دون سبب وجيه أو تهم واضحة أمر قد اعتادته نساء المخيم، حيث يقوم العساكر من حين لآخر بحملات تمشيط للمخيم تنتهي في غالب الأحيان باعتقال النساء أو الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ال 13 سنة.

وتابعت أنهم يقتادون هؤلاء الأطفال إلى أماكن “لا أحد يعرف عنها شيئا ولا ماذا بعدها.. لا تعرف الأمهات هل سترى مجددا أبناءها أم أنها ستكمل ما تبقى من حياتها في انتظارهم” وذلك لأن القوات إياه ترى في هؤلاء الأطفال “مشاريع متطرفين في المستقبل”. تضيف المتحدثة.

وأكدت المغربية التي تحدث لـ”صوت المغرب” أنها اضطرت في مرات عديدة إلى إلباس طفلها النقاب حتى لا تخاله العساطر طفلة، مشيرة إلى أنها تشعر بالرعب في كل حملة، موضحة أن القوات “تعيث في أرجاء المخيم فسادا وتدمر كل شيء قبل رحيلها”.

وتطالب الأسر المغربية العالقة بهذه البؤر الساخنة بعد أن التحقت ذات يوم بتنظيم “داعش”، بإجلاء أطفالهم من “جحيم المخيمات” وإعادتهم إلى أرض الوطن.

ملف لا يراوح مكانه

وأكدت مصادر من تنسيقية العائلات المحتجزة بسوريا والعراق أن هذا الملف “لا يراوح مكانه منذ زمن بعيد” مشيرة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، تطالب الدول المعنية باستعادة رعاياها من “أفراد التنظيم الموجودين في المخيمات، خصوصا في مخيم الهول الذي يشهد أعمال قتل وعنف وفوضى وحوادث أمنية”.

لكن وبالرغم من هذه النداءات المتكررة إلا أنه على المستوى الرسمي “لا يوجد هنالك تحرك حقيقي” مرجعة ذلك إلى كون أن “المغرب لا يعترف بهذه الإدارة الذاتية الكردية”.

وتقول ذات المصادر أنه بسبب هذا الرفض تتعرض الكثير من العائلات المغربية هناك “لضغوط خطيرة”، مشيرة إلى وجود “عدد من المغاربة المسجونين في سجون غير معروفة حتى اللحظة” لافتة إلى أن “المنظمة الوحيدة التي كان يسمح لها بزيارة هذه السجون وهي منظمة الصليب الأحمر قد منعت من ذلك منذ سنة 2021”.

أطفال مغاربة بسوريا

وتوجد 97 امرأة مغربية محتجزة في مخيمات بشمال سوريا وبرفقتهن 259 طفلا، بينما يبلغ عدد الرجال المقاتلين المعتقلين في سوريا نحو 130 شخصا، كما يوجد 25 طفلا مغربيا يتيما، بالإضافة إلى 10 معتقلين بالسجون العراقية، بينهم امرأتين، بحسب التنسيقية الوطنية لعائلات المغاربة العالقين والمعتقلين بسوريا والعراق.

وبحسب المكتب المركزي للأبحاث القضائية فإن عدد المغاربة الذين التحقوا بالساحتين السورية والعراقية، بلغ 1659 شخصاً، لقي 745 منهم حتفهم، في حين اعتقلت السلطات الأمنية 270 منهم خلال عودتهم إلى البلاد، بموجب قانون مكافحة الإرهاب المغربي لعام 2015، الذي ينص على عقوبات تصل إلى السجن 15 عاماً للذين ينضمون إلى جماعات إرهابية في الخارج.

وآخر عملية استعادة لمغاربة هذه المنطقة الساخنة من العالم، كانت شهر أكتوبر الماضي، عندما أشرفت السلطات المغربية على إعادة طفلة من أم مغربية إلى المملكة بعدما قضت 7 سنوات في أحد السجون العراقية بسبب اعتقال أمها فيه.