مصطفى كرين: هكذا تتحكم 3 أجندات دولية في العالم – فيديو
ما هي الأجندات الثلاث التي تحكم العالم وكيف تفعل ذلك؟ هو سؤال يجيب عنه الدكتور مصطفى كرين في حلقة جديدة من برنامجه الذي يبث على منصات “صوت المغرب”، وفي معرض الجواب لخص الدكتور هذه الأجندة في “مشروع القرن الأمريكي” و”المشروع الأوراسي” ثم “الحزام والطريق”.
“أجندة العرق الأبيض”
أجندة العرق الأبيض أو “مشروع القرن الأمريكي الجديد” وهو حسب الدكتور مصطفى كرين من أجندة مسيحية كاثوليكية بقياده السلالة الإيرلندية، يقدم كما لو أنه مجرد مركز للتفكير يضم بين أعضائه جمهوريين وديمقراطيين ومستقلين.
تأسس في أعقاب الحرب الباردة ليتم حله رسميا في 2006، وهو مشروع يعد حاملا لفكر المحافظين الجدد، ويسعى هذا المشروع إلى تكريس الريادة الأمريكية مع انبنائه على تفوق العرقيه البيضاء، وعلى العقيدة المسيحية الكاثوليكية المتطرفة والإرث الفلسفي اليوناني.
ويقول كرين إن هذا المشروع “يعتبر أكبر بنية سياسية صهيونية”، وينتهج ثلاثة مبادئ أساسية تقوم على القوة العسكرية والانتشار الجغرافي أي نشر القواعد العسكرية في كل بقاع العالم، ثم تعزيز الميزانية العسكرية باستمرار.
وكان هذا المركز وراء كل القرارات الهامة في السياسة الخارجية الأمريكية ما بين 1969 و 2006، لكن فشله في العديد من الملفات من ضمنها الحرب على العراق دفعه للتواري إلى الخلف.
هذا التواري الذي يراه كرين غير حقيقي تماما، حيث يقول إن المركز ما يزال مستمرا عبر مسميات أخرى مثل معهد كايد ستون، الذي يضم أبرز الشخصيات من المحافظين الجدد المعادين للإسلام والأجانب.
ولذلك فإنه حسب الدكتور مصطفى كرين، فإن عقيدة المحافظين الجدد ما تزال وستبقى متحكمة في السياسة الخارجية الأمريكية، ودليل ذلك تورط واشنطن في الحرب الأوكرانية وفي الحرب على غزة وفي الأزمات المتوالية في بحر الصين وغيرها.
“الحزام والطريق”
مبادرة صينية تحمل الروح الكونفوشوسية الواضحة، وهو مشروع اقتصادي وتجاري صيني يقوم على الانقتاح السياسي على العالم والاندماج الاقتصادي، تم الإعلان عنه من طرف الرئيس الصيني شيجينغ بينغ سنة 2013 وتبلغ ميزانية هذه المبادرة 1000 مليار دولار.
ووفقا للدكتور كرين فهو مشروع عابر للقارات، يهدف لتعزيز البنيات التحتية التجارية البرية والطرقية والسككية والبحرية لتسهيل حركة السلع والناس.
وتعزز المشروع بتأسيس بنك خاص والتحقت به ما يزيد عن 100 دولة من بينها المغرب، فانتقل بذلك من مجرد مشروع للتبادل التجاري إلى آلية للاندماج الإقليمي القاري والعالمي، مع إدراج قطاعات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة والعديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وتتجلي قوة الصين عبر هذا المشروع في كونه لا يشتمل على أي بعد عسكري كما أنه لا يفرض أي أجندات سياسية أو حقوقية وإديولوجية إلى جانب تميزه بمرونة كبيرة فيما يتعلق بتمويل المشاريع.
كلها مميزات يقول كرين إنها تعطي للصين زخما هائلا، خاصة وأن العديد من دول العالم لا تتقبل الشروط الغربية، هذا الغرب الذي لا يمكنه أن يتخلى عن هذه الشروط لإنه بفقدانها سيفقد أيضا سيطرته.
“مشروع العرق السلافي”
هو مشروع أوراسيا الروسي، هذا المشروع الذي ابتدعه المفكر الروسي ألكسندر دوكين، بينما يسهر على تنفيذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتعاون مع الرئيس الكزاخيستاني الذي يعد شريكا أساسيا في هذه المبادرة.
واكتسى هذا المشروع أهمية كبيرة بعدما تيقين الروس باستحالة التقارب مع الغرب وحينما أحسوا بإمكانية انتقال مركز العالم نحو آسيا لعد أن ظل لقرون في يد الغرب.
وتعتمد روسيا في مشروعها على محاور عدة، من بينها مجموعة من الدول المستقلة المنبثقة عن الاتحاد السفياتي، وعلى الفضاء الاقتصادي الأوراسي وعلى معاهدة الأمن الجماعي.
ويعيد هذا المشروع رسم خريطة الاتحاد السفياتي وهو المشروع الذي يعتبره الرئيس الروسي مجرد مرحلة في سياق بناء ما يسميه “أوراسيا الكبرى” لكسر الهيمنة الأمريكية.