story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
اقتصاد |

مشتريات المغرب الدفاعية من واشنطن تتجاوز 8.5 مليار دولار.. خبير: أمر ضروري لتعزيز الأمن

ص ص

سجلت الولايات المتحدة الأمريكية مبيعات عسكرية للمغرب بأكثر من 8.5 مليار دولار، مشيرة إلى أن الرباط تعد أكبر زبون لمعداتها العسكرية في إفريقيا، كما أنها شريك قوي في الدفاع متعدد الأطراف.

ووفقا لبيانات نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية، في يناير الماضي، سجلت أن المبيعات العسكرية الأمريكية إلى المغرب، بلغت 8.545 مليار دولار، بموجب نظام المبيعات العسكرية الأجنبية (FMS)، وهو برنامج يسهل الحصول على الأسلحة الأمريكية ومعدات الدفاع وخدمات التصميم والبناء والتدريب العسكري.

استراتيجية وطنية وتحديات

وفي هذا الصدد، قال الخبير الأمني محمد أكضيض في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إن “الرقم المهم” الذي أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية يهدف إلى تحديث ترسانة القوات المسلحة الملكية المغربية، إذ أن “بعد توقفه عن تحديث ترسانته العسكرية لسنوات، يتبع المغرب اليوم برنامجا واستراتيجية لإعادة تجهيز قواته المسلحة، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي يواجهها”.

ويسعى المغرب، وفقا للمتحدث، إلى الحصول على تكنولوجيا متقدمة في مجال التسلح من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما لوحظ مؤخرا باستلامه دفعات طائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي المتطورة تكنولوجيا، “وهي نقلة نوعية في تسليحه، خاصة في ظل التهديدات التي تواجهها البلاد، ومنها ميليشيات البوليساريو المدعومة من الجزائر”.

ويرى الخبير الأمني محمد أكضيض أن الصفقات العسكرية بين الرباط وواشنطن تبرز المغرب كزبون مهم للولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن المغرب يعمل على تحديث ترسانته العسكرية بشكل مستمر لمواكبة التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة.

وأوضح المتحدث أنه في ظل هذه التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، يخصص المغرب ميزانيات مهمة للتسلح لمواجهة التحديات الراهنة والمتطورة، معتبرا أن ذلك جزءا من استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز دور القوات المسلحة الملكية في الحفاظ على الأمن القومي والسيادة الوطنية.

وينخرط المغرب في السباق العالمي نحو التكنولوجيا العالية في المجال العسكري، يضيف أكضيض مبينا أن ذلك “يتضح من خلال تزويد قواته المسلحة بأحدث الأسلحة المتطورة والدروع الفعالة”.

ويرى أن المبالغ التي ينفقها المغرب على التسلح لا تُقارن بما تنفقه دول مثل الجزائر، التي “تُعتبر دولة بترولية وتمتلك موارد طاقة كبيرة”.

وكون المغرب يقع في منطقة “تتأثر بموجات الإرهاب القادمة من دول الساحل والصحراء، والخطر الذي تشكله تهديدات ميليشيات البوليساريو المدعومة من الجزائر”، فإن نفقاته “تُعد ضرورية لمواجهة التحديات الأمنية، بما في ذلك الحفاظ على السيادة الوطنية والأمن القومي”، وفقا للمتحدث ذاته.

ويشدد الخبير الأمني على أنه لا يُمكن إغفال التنوع في مصادر التسلح، حيث يُعتبر المغرب زبونا مهما كذلك بالنسبة إلى فرنسا، وإلى تركيا في مجال المسيرات المسلحة، وكذلك بالنسبة إلى إسبانيا في مجال الفرقاطات. كما يتجه اليوم نحو تطوير صناعة عسكرية محلية، بما في ذلك صناعة الطائرات المسلحة بدون طيار.

وذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت المصدر الرئيسي للأسلحة نحو المغرب، منذ توقيع الاتفاق الثلاثي بين الرباط وواشطن وتل أبيب.

علاقات دفاعية استراتيجية

ويحافظ المغرب على علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية في مجالات متعددة، انعكس جانب منها وفقا للمتحدث على التدريبات العسكرية التي تجمع الجانبي، أبرزها مناورات الأسد الإفريقي فوق التراب المغرب.

ويقول محمد أكضيض إن هذه التدريبات التي تُجرى سنويا على الأراضي المغربية، بما فيها تلك المقررة لعام 2025، تهدف في المقام الأول إلى التدريب على محاربة الإرهاب، واستخدام التكتيكات العسكرية في الحروب، بالإضافة إلى التدريب على مواجهة الأسلحة الكيميائية أو الانتشار الكيميائي في حال حيازتها من قبل الجماعات المتطرفة.

وتشمل مناورات الأسد الإفريقي، التي تجمع قوات عسكرية من دول مختلفة تحت إشراف الجيشين المغربي والأمريكي، أيضا تعزيز القدرات العسكرية لمكافحة الإرهاب في دول الساحل والصحراء.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في المنشور ذاته، إن مناورات الأسد الأفريقي أصبحت أكبر مناورات عسكرية مشتركة في القارة، حيث يشارك فيها آلاف الجنود سنويا.

المغرب شريك حيوي

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المغرب “شريكا حيويا” على مستوى عدة قضايا مرتبطة بالأمن الإقليمي، بما يهدف إلى “تحقيق استقرار وأمن وازدهار منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، وفقا للمصدر ذاته.

وقالت الوزارة إن واشنطن تعمل عن كثب مع الرباط لتعزيز الاستقرار الإقليمي، ومكافحة الإرهاب، وتقوية الروابط التجارية والاستثمارية، ودعم جهود المغرب في التنمية والإصلاح.

وتشمل المبيعات الأمريكية لفائدة المغرب، والمبلغ عنها للكونغرس 18 قاذفة صواريخ موجهة للنقل عالي الحركة M142 (HIMARS)، و40 صاروخ AGM-154C Joint Stand Off Weapons (JSOW)، إضافة إلى ستة أنظمة راديو تكتيكية متعددة الوظائف للمعلومات المشتركة MIDS-JTRS، وعشرة صواريخ GM-84L هاربون بلوك II الجوية.

كما تشمل أيضا 25 طائرة F-16C/D بلوك 72، و5 آلاف و810 قنبلة MK82-1، و36 مروحية هجومية AH-64E Apache، فضلا عن ثمانية رادارات AN/MPQ-64F1 SENTINEL، و20 صاروخ AIM-9X-2 SIDEWINDER، إلى جانب ثلاث مروحيات CH-47D CHINOOK، و40 قاذفة LAU-129A مع 20 صاروخ AGM-65D MAVERICK، وطائرة Gulfstream G-550.

وتلقى المغرب منذ 2013، وفقا للبيانات ذاتها التي وردت في منشور وزارة الخارجية الأمريكية، معدات بقيمة 478 مليون دولار بموجب برنامج وزارة الدفاع الأمريكية للمساعدات العسكرية الزائدة (EDA). يشمل ذلك 222 دبابة M1A1 أبرامز، وطائرتين من طراز C-130H، و600 ناقلة جنود مدرعة M113A3.

كما وافقت الولايات المتحدة أيضا، في الفترة من 2018 إلى 2022، على تصدير دائم لأكثر من 167 مليون دولار من المواد الدفاعية إلى المغرب عبر عملية المبيعات التجارية المباشرة.

وكانت الفئات الثلاث الأولى من الصادرات الدفاعية إلى المغرب هي الإلكترونيات العسكرية، ومحركات الغاز التوربينية والمعدات المرتبطة بها، ومعدات التحكم في النيران والليزر والتصوير والإرشاد.

ومنذ عام 2012، قدمت الولايات المتحدة للمغرب 135 مليون دولار في إطار التمويل العسكري الخارجي (FMF)، وفقا لوزارة خارجيتها التي أفادت بأن مساعداتها كانت أساسية في الحفاظ على المواد الدفاعية من أصل أمريكي، وتعزيز المراقبة البحرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب، وتهريب المخدرات والصيد غير المشروع، وتوفير معدات النقل واللوجستيات، وترقية المراقبة الجوية.

أما بخصوص برنامج التعليم والتدريب العسكري، فتشير البيانات إلى أن الولايات المتحدة قدمت للمغرب 32 مليون دولار، إذ يتم ابتعاث الطلبة المغاربة سنويا إلى فصول التعليم العسكري المهني في مدارس الخدمة الأمريكية. وذلك في إطار دورات IMET التي تساعد في تعزيز الاحتراف العسكري، وبناء القدرات في المجالات الرئيسية، وتعزيز التعاون مع القوات الأمريكية، وخلق فهم أعمق للولايات المتحدة، وهي فوائد أساسية في إقامة علاقات مستدامة مع القادة المستقبليين.

مقاتلات الشبح

هذا ومن المرجح أن تضم القوات المسلحة الملكية إلى ترسانتها العسكرية المقاتلة الشبحية إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، كأول دولة إفريقية وعربية ستحصل على هذا النوع من الطائرات التي تنتمي إلى مقاتلات الجيل الخامس، وتصنف كأفضل مقاتلة في العالم، إذ تتميز بقدراتها المتقدمة في التخفي والاتصال الشبكي، كما تمتلكها دول قليلة فقط، وفق مواقع متخصصة.

وكانت صحف إسرائيلية أفادت، في يناير الماضي، بأن الرباط اقتربت من إبرام صفقة لشراء 32 طائرة مقاتلة أمريكية من طراز إف-35 (F-35)، بتكلفة إجمالية تتجاوز 17 مليار دولار.

وعلقت صحف إسبانية على أنباء حصول المغرب على هذا النوع من المقاتلات، معتبرة أنه في حال تم إتمام هذه الصفقة، إذا وافق عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “سيكون ذلك بمثابة حدث تاريخي في مجال الطيران العسكري الإفريقي، مع احتمال إعادة تشكيل توازن القوى في منطقة البحر الأبيض المتوسط”.

وأشارت إلى أنه قد يكون لهذه الخطوة “تداعيات جيوسياسية كبيرة، مع تأثير محتمل على التوازن العسكري مع إسبانيا”.