مسيرة المغاربة لأجل غزة ولبنان.. سياسيون: استفتاء شعبي ضد التطبيع
اكتست شاورع العاصمة الرباط اليوم، الأحد 6 أكتوبر 2024، بألوان العلمين الفلسطيني واللبناني وخيوط كوفية المقاوم المطرزة بالأبيض والأسود، في حشد تضامني توحدت فيه الأصوات وتشابكت الأيدي وتوافقت الأفكار حول القضية الفلسطينية بحناجر تصدح بهتافات واحدة كان أبرزها؛ الشعب يريد إسقاط التطبيع.
على طول شارع محمد الخامس تسير الوفود القادمة من مختلف أقاليم المغرب بلافتات تحمل أسماء مدنها، في مسار مهيب، انطلقت فيه الحشود من ساحة باب الأحد لتتجه صوب مبنى البرلمان، حيث احتضنت عاصمة المغرب عشرات الآلاف من مواطني هذا الأخير على اختلاف فئاتهم العمرية وهوياتهم الثقافية ومدنهم من شمال المغرب إلى صحرائه مروراً بجباله، وحضرت تطوان ومكناس والدار البيضاء ومراكش، حتى كلميم وطاطا وغيرهما لم تمنعها المآسي الأخيرة في الجنوب الشرقي من تسجيل الحضور في نصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وكما هو شأن المدن التي توافدت لتشكيل صورة المغرب الواحد، حضر المغاربة بتكتلاتهم السياسية والمهنية أيضاً، حيث امتزج سواد بذلات المحامين ببياض بذلات الأطباء، وتشابكت يد الإسلامي مع يد اليساري، ومختلف الانتماءات الفكرية والسياسية التي كان أبرز الحاضرين من بينها جماعة العدل والإحسان، وحركة التوحيد والإصلاح، والحزب الاشتراكي الموحد، وحزب العدالة والتنمية، وحزب التقدم والاشتراكية، وحزب النهج الديمقراطي، وفيدرالية اليسار الديمقراطي وحزب الطليعة الاشتراكي، فصلاً عن التنظيمات الحقوقية والنقابية والطلابية.
استفتاء شعبي
في هذا الصدد، يقول حسن بناجح عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إنها “مسيرة شعبية موحدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، مشيداً بـ”حضور كل قوى الشعب المغربي غير المطبعة، والداعمة بشكل مطلق للقضية الفلسطينية، وسط وفود هائلة وحاشدة من الشعب المغربي من مختلف المدن والقرى والمداشر، يجمعها هم وقضية واحدة لتخليد الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى”.
وعد بناجح مسيرة اليوم “استفتاء شعبي عارم”، يؤكد أن إرادة الشعب المغربي “مختلفة تماماً عن القرارات المنعزلة للسلطات التي تهورت بالتطبيع ومازالت مستمرة فيه رغم حرب الإبادة المتواصلة”، حيث لم تعلن إنهاء اتفاقيات التطبيع بما فيه العسكرية، يضيف المتحدث “التي تعتبر شراكة مباشرة كان من مظاهرها السماح لسفن تحمل ذخائر وآليات إلى جيش الاحتلال”.
ولفت القيادي في الجماعة أن مطلب “إلغاء اتفاقيات التطبيع فوراً”، هو الرسالة التي حملها الشعب المغربي طيلة السنة المنصرمة منذ السابع من أكتوبر 2023 وقبل ذلك، لافتاً إلى أن رفض المغاربة للتطبيع ستستمر إلى حين إسقاطه.
أرخت لحراك سنة
بدوره اعتبر أوس رمّال رئيس حركة التوحيد والإصلاح، مسيرة 6 أكتوبر “استفتاء كاسحاً” للشعب المغربي، ولفت في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، إلى أنها “تميزت عن كل المسيرات السابقة بكونها تؤرخ لسنة كاملة منذ بداية معركة طوفان الاقصى”، مشيراً إلى أن المغاربة توافدوا من كل بقاع المملكة بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم واختياراتهم “ليؤكدوا أن دولتهم لا تشرفهم بموقف التطبيع، وأنهم لا يقبلون بأن تبقى لهم أدنى علاقة مع الاحتلال الإسرئيلي النازي الذي يقصف الأطفال بالطائرات، لتسميهم أمريكا إرهابيين بينما تعد العدو مدافعاً عن نفسه”.
وأفاد رمّال أن المغاربة الذين حضروا “المسيرة المليونية” التي تعد استفتاء كاسحاً لهم، هم من يمثلون شرفاء المغاربة، بإعلانهم أنهم “لا يقبلون أية علاقة مع الاحتلال بأي شكل كانت”.
وأضاف المتحدث ذاته معبراً عن أمله في إنهاء اتفاقيات التطبيع بالقول: “نرجو أن تكون الدولة هذا اليوم فتحت آذانها وسمعت هذه الشعارات، ونرجو أن تتخذ قراراً جريئاً شجاعاً تقطع فيه كل العلاقات وتتراجع عن كل المعاهدات التي تم إبرامها مع هذا العدو لأنه لا يشرف أحد”، مشدداً على أن “النصر للمقاومة أما الكيان ومن معه فذاهبون إلى زوال”.
فلسطين البوصلة
أما جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي فشدد، في حديث مع صحيفة “صوت المغرب”، على أن “المسيرة الشعبية الحاشدة” اليوم تأكيد على حقيقة واحدة وهي “أن فلسطين هي البوصلة”، لافتاً إلى أن “القضية الفلسطينية قضية وطنية للشعب المغربي باعتبار أن العدو مشترك، وهو الإمبريالية الصهيونية الرجعية”.
وقال براجع إنرسالة المغاربة واضحة “عبروا عنها في الفعاليات السابقة ويعبرون عنها الآن”، مبيناً أن “التطبيع خيانة وتواطؤ وتشجيع للكيان الصهيوني حتى يستمر في حرب التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني”، منبهاً إلى أن ذلك أسهم في “توسيعه اعتداءاته لتشمل شعوب لبنان واليمن والعراق وسوريا”.
وأورد المتحدث ذاته أن النظام المغربي “لا يرتب الجريم باستمراره في التطبيع في حق الفلسطينيين فقط”، بل حتا “في حق الشعب المغربي وكامل المنطقة”، موضحاً ذلك باعتبار أن “التغلغل الصهيوني خطير وسيفتح المجال أمام تدمير المنطقة”، داعياً إلى “استئصال هذا الورم من جسد الإنسانية”.