مسؤولون: إفريقيا مطالبة بتعزيز معاييرها في مجال الهيدروجين لفرض نفسها عالميا

أكد المشاركون في ندوة نظمت الأربعاء 01 أكتوبر 2025، بمراكش، في إطار الدورة الخامسة للقمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته (Power-to-X 2025)، أنه يتعين على إفريقيا أن تعزز معاييرها الخاصة في مجال الهيدروجين الأخضر، حتى تفرض نفسها كشريك استراتيجي لا غنى عنه في مسار الانتقال الطاقي العالمي.
وفي هذا السياق، اعتبرت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، في مداخلتها خلال هذا اللقاء، الذي ن ظم حول موضوع “النهوض بالتجارة المستدامة من خلال ممرات العبور والتصدير”، على ضرورة أن تعمل القارة على إعداد إطار تنظيمي يتلاءم مع واقعها، ويعزز سيادتها في هذا المجال الحيوي، مبرزة أهمية تطوير أدوات إفريقية قادرة على تعبئة التمويلات بشكل مستدام، من أجل تحويل الصناديق المناخية إلى رافعة لتمكين إفريقيا.
وقالت الوزيرة إنه “رغم أن أنظار العالم تتجه بشكل متزايد نحو القارة الإفريقية، لا يزال ملايين الأفارقة محرومين من الكهرباء وفرص العمل”، مبرزة أن المغرب، في سياق مبادرة الأطلسي التي أطلقها الملك محمد السادس، تبنى مقاربة حاسمة عبر إنشاء ممر استراتيجي موجه لدعم التنمية القارية.
من جانبه، أشار الأمين العام لمجموعة استراتيجية معادن إفريقيا، مويسيس مايكل إنغادو، إلى أن “إفريقيا لم يعد بإمكانها أن تقيم وفق معايير أجنبية”، مشددا على ضرورة خروج القارة من دورها التقليدي كمجرد مزود للمعادن، والعمل على تعزيز قدرتها على جذب شراكات متوازنة وتأمين استدامة مواردها.
وفي هذا السياق، سجل أن القارة يجب أن تضع إطارا يتماشى مع سياقها الخاص ورؤيتها الجماعية، مع الأخذ بعين الاعتبار رهانات الانتقال الصناعي والرقمي، مؤكدا أن “الحكامة يجب أن تستند على تصور إفريقي لا على نماذج خارجية”.
من جهته، دعا مدير تدبير الأصول بمجموعة مناجم، سعيد الزاوي، إلى ضرورة اعتماد عمل مشترك بين الدول الإفريقية في إطار منطق التكامل القائم على قاعدة “رابح-رابح”، وذلك في مجالات التعاون المرتبطة بالطاقات الخضراء، والولوج إلى المياه، واللوجستيك، واتفاقيات التبادل الحر، وحقوق الإنسان، مع التأكيد على أهمية تعزيز التحالف الإفريقي من أجل التوصل إلى مرجعية تتماشى مع السياقات المحلية.
وأوضح الزاوي أن “هذه المرجعية، التي تستند على المعايير الدولية، يجب أن تدمج المعايير الإفريقية لتعزيز تموقع القارة في مجال الانتقال الطاقي العالمي”.