story-0
story-1
story-2
story-3
story-4
story-5
story-6
story-7
story-8
مجتمع |

“مَرّ بسلام!”.. ساكنة وزان تروي لحظات الرعب في ليلة زلزال بريكشة

ص ص

في ليلة هادئة من ليالي فبراير الباردة، اهتزت أرض إقليم وزان ومدن أخرى، فجأة، على وقع زلزال بلغت قوته 5.2 درجة على سلم ريشتر، أصابت سكان جماعة بريكشة حيث بؤرة الزلزال، والمناطق المجاورة، بالذعر والارتباك، ودفعتهم للخروج إلى الشوارع في حالة هلع وارتباك، مذكرة إياهم بذكرى الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الأطلس الكبير في 08 شتنبر 2023.

ورغم حجم الخوف الذي خيم على النفوس من هول اللحظة، إلا أنه سرعان ما بدأت الأخبار المطمئنة تتقاطر لحظات قليلة بعد الهزة الأرضية، إذ لم تتبعها هزات ارتدادية، ولم تُسجل أية خسائر بشرية أو مادية، بالرغم من قوة الهزة التي بلغت 5.2 درجة على سلم ريشتر.

بلغ مدى موجات الهزة الأرضية مدن أخرى تبعد بحوالي 200 كيلومتر جنوبي مركز الزلزال، بما في ذلك العاصمة الرباط، غير أن الخبراء أكدوا حينها أن هذه الهزة كانت معزولة ولم تشكل أي تهديد بحدوث هزات ارتدادية.

“كان الأمر مرعبًا وغير متوقع، لقد أخذنا على حين غرة”، هكذا بدأ أحد سكان دوار بريكشة تصريحه لصحيفة “صوت المغرب”، في وصفه للحظات العصيبة التي عاشها السكان عند وقوع الهزة الأرضية حوالي الساعة 11:50 ليلاً.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الناس هرعت من منازلها في حالة من الهلع، بسبب المباغتة الشديدة للهزة التي حركت الأرض تحت أقدامهم، مشيرا إلى أنهم لم يستوعبوا ما حدث إلا بعد مرور دقائق على الهزة.

وأوضح أن السلطات المحلية حضرت بسرعة إلى المنطقة بعد وقوع الهزة الأرضية لمعاينة الوضع وتقديم التوجيهات للمواطنين، وللتحقق من عدم وجود أي أضرار أو خسائر.

وفيما يتعلق بالوضع في بؤرة الزلزال، أكد أن الحادث لم يخلف أية خسائر بشرية أو مادية، ولم تُسجل حالات انهيار صخري أو انسداد في الطرق، على عكس ما حدث في زلزال الحوز، مشيرا إلى أن الطريق ظلت سالكة، والأوضاع لم تشهد أي اضطرابات كبيرة.

ورغم ذلك، قضى العديد من السكان وقتاً طويلا خارج منازلهم بسبب الخوف من وقوع هزات ارتدادية، إلا أن انخفاض درجات الحرارة مع تقدم ساعات الليل دفع الكثيرين إلى العودة إلى منازلهم في وقت لاحق حسب المصدر ذاته.

من جانبه، أكد الفاعل الجمعوي بمدينة وزان، عبد الفتاح عيسي، أن الهزة الأرضية التي ضربت إقليم وزان حوالي الساعة الحادية عشرة و48 دقيقة ليلاً، كانت بؤرتها في جماعة بريكشة، مشيراً إلى أنها لم تُسجل أية خسائر بشرية أو مادية.

وأوضح عبد الفتاح أنه، كغيره من السكان، خرج على الفور من منزله لحظة وقوع الهزة، قائلاً: “عندما خرجت من البيت، سألت والدي: ماذا حدث؟ وعندما وصلت إلى الشارع، رأيت الكثير من الناس وقد خرجوا هم أيضاً، الجميع كان في حالة ذعر وقلق، ولكن الحمد لله، مرت الأمور بسلام”.

وأضاف أن السلطات المحلية تدخلت بسرعة، حيث تواجد الباشا والقائد وعناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة في مختلف أحياء المدينة، لطمأنة السكان والتأكد من سلامتهم، مشيرا إلى أن عامل الإقليم قام بزيارة إلى مركز الهزة في جماعة بريكشة، وتفقد الدواوير المجاورة للاطمئنان على الأوضاع هناك.

وفي السياق أوضح ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، أن الهزة الأرضية التي وقعت قرب مدينة وزان مساء الاثنين 10 فبراير كانت معزولة ولم تتسبب في تأثيرات كبيرة على المناطق المجاورة، مؤكدا أن الهزة لم تسفر عن هزات ارتدادية، مما حدّ من نطاق تأثيرها.

وأشار جبور إلى أن قوة الهزة بلغت 5.2 درجات على سلم ريشتر، مما يجعلها هزة متوسطة القوة، كما أن عمقها الذي بلغ 20 كيلومترًا ساعد على وصول الموجات الزلزالية إلى مسافات بعيدة، وهو ما جعل سكان مدن مثل الدار البيضاء، الجديدة، وتازة يشعرون بها، رغم بعدها النسبي عن مركز الهزة.

وأكد المتحدث أن سكان المناطق القريبة من بؤرة الزلزال يمكنهم العودة إلى حياتهم العادية دون قلق أو خوف، مع ضرورة توخي الحذر والدراية بكيفية التصرف أثناء وقوع الزلازل، مشددًا في الوقت ذاته، على أهمية الالتزام بتوجيهات السلامة في مثل هذه الحالات.

وفي رد على سؤال حول احتمال وقوع هزات ارتدادية، أوضح جبور أن الهزات الارتدادية غائبة تمامًا، مشيرًا إلى أن الضغط في المنطقة لم يُفرغ بشكل كبير، مما يقلل من احتمال حدوث أي اهتزازات أخرى.

ووقع مركز الهزة الأرضية في جماعة بريكشة بإقليم وزان، حيث بلغت قوتها 5.2 درجة على سلم ريشتر، بعمق قدره 20 كيلومترًا، وذلك ليلة الاثنين 10 فبراير2025.