مركز إسباني: لا يمكن لاتفاقيات التطبيع أن تعوّض السلام العادل
كتب الباحث الرئيسي بالمعهد الإسباني الملكي “ريال إل كانو”، حازم فرنانديز، مقالة تحت عنوان “عندما يفوق الخيال واقع الفشل”، يحلل فيها تداعيات عملية “طوفان الأقصى“، التي أبانت بحسبه عن ضعف كبير في الأجهزة الاستخباراتية للكيان الإسرائيلي، وعن الوضع الحرج للدول العربية المطبعة معه.
طوفان فوق الخيال
ووصف فرنانديز عملية “طوفان الأقصى” بـ”المفاجأة الكبرى، التي حدثت في واضحة النهار”، التي شنتها حماس من غزة ضد إسرائيل برا وجواً، وسط “إجراءات رقابية لا مثيل لها”، وأظهرت الصور التي نشرت أن تلك العملية “تفوق الخيال بكثير”.
وأبرز الباحث المتخصص في الانتقال الديمقراطي بالعالم العربي أن اقتحام مئات من الفلسطينيين من غزة المستوطنات الإسرائيلية، وإطلاق آلاف الصواريخ على مسافات بعيدة، وتحطيم أنظمة دفاع جد متطورة، بالإضافة إلى استخدام طائرات دون طيار، وقتل عشرات الجنود الإسرائيليين وأسر العديد منهم، “شيء غير مسبوق، ولم يخطر لأحد على البال أبدا”.
وتابع أن العملية الأخيرة من طرف حماس، تعد ضربة كبيرة لإسرائيل، “أكبر من الضربة التي حاولت توجيهها لها كل من مصر وسوريا عام 1973”.
وأضاف أن العملية التي تمت في 7 أكتوبر 2023 من غزة، أكدت بالمطلق “فشل نظام المخابرات والجيش وقوات الأمن والدفاع الإسرائيلية”، مؤكدًا أن العملية “كان يتم التحضير لها على مدى أشهر بمشاركة عدد كبير من الفدائيين”.
وذهب إلى أن الحروب المتكررة لإسرائيل ضد غزة لن تمنع من إحداث ما أسماهُ بـ “التفاوتات بين القوى في العالم”، مشيرًا إلى أن إسرائيل إلى اليوم فشلت في استراتيجيتها المتبعة لاحتلال فلسطين.
وأبرز، أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أن بلاده في حالة حرب، وأنه سيقود “هجوما انتقاميا ضد غزة بلا رحمة”، مضيفا أن نتنياهو وحكومته تعرضا لإذلال واضح.
تطبيع مهدد
وأوضح الكاتب أن الحكومة الإسرائيلية “المتطرفة والمتشددة دينيا”، تواجه أكبر تحدٍ عسكري منذ 75 عاما، “في ظل مجتمع إسرائيلي مجزئ”، مشددًا على أنها “فشلت بشكل ذريع في أداء دورها كحكومة”.
” سمعة القوة العسكرية والاستخبارات الإسرائيلية تضررت مع تشكيك كبير في قدرتها على الردع”
وأكد على أن ما حدث هو دليل على أن توقيع اتفاقيات التطبيع بين بعض الزعماء العرب وإسرائيل، أو ما يعرف باتفاقيات أبراهام، لا يمكن أن تحل محل السلام العادل بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وشدد على أن الزعماء العرب الذين قاموا بتطبيع العلاقات مع إسرائيل منذ عام 2020، أو أولئك الذين يخططون لفعل ذلك “يواجهون مشكلة كبيرة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ولن يكونوا قادرين على إدانة العملية التي شنها حماس، ولا على دعم الرد الإسرائيلي القاسي”، مبرزَا أن الشعوب العربية ترى أن ما تقوم به حماس هو “مقاومة شرعية ضد الاحتلال الإسرائيلي”.
وحذر من أنه سيكون من الصعب تقبل ما حدث وتحمل عواقبه من طرف الإسرائيليين، حيث ستكثف قوات الاستيطان من عملياتها الانتقامية، وستفرض عقوبات جماعية، وسيؤدي ذلك إلى “سقوط العديد من المدنيين، الذين سيتحملون لوحدهم كلفة الحرب، “خاصة الفلسطينيين” ، وسيتكرر نفس مشهد الإدانة من الطرفين، حيث سيسعى الزعماء في كافة أنحاء العالم، إلى الدعوة إلى وقف الحرب.
وقال الباحث إن هناك تغييرات جوهرية قد حدثت بسبب هذه العملية، حيث أبرزت لأول مرة، القوة التي “ظهر بها المقاتلون الفلسطينيون، والتي تمثل قفزات نوعية على مستويات متعددة”، بالمقابل فإن سمعة القوة العسكرية والاستخبارات الإسرائيلية تضررت بشكل كبير، وسط شكوك كبيرة في قدرتها على ردع حماس.