مربو الماشية يستعجلون دعم الوزارة لتجاوز خسائر إلغاء ذبح الأضاحي

منذ الإعلان عن قرار إلغاء شعيرة الذبح خلال عيد الأضحى المقبل، ومربو الماشية في المغرب يعيشون وضعاً صعباً نتيجة الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم، لاسيما أولئك الذين استثمروا لأشهر طويلة في تسمين الأضاحي استعداداً لتسويقها، ما دفعهم إلى المطالبة بإجراءات فورية وفعّالة لدعمهم وإنقاذ القطاع من الانهيار، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بشأن إعداد برنامج استثنائي لدعم الكسابين.
وفي هذا السياق، قال علاء الشريف العسري، مربي ماشية بمدينة القصر الكبير، إن “المهنيين تلقوا خبر إعداد الوزارة لبرنامج دعم الكسابين بعد إلغاء ذبح الأضاحي بارتياح، ولو أنهم كانوا يتوقعون الإعلان عنه منذ وقت مبكر”، موضحا أن “الدعم تأخر رغم الحاجة الملحة إليه، خاصة أن الكسابة يعانون من آثار مالية كبيرة نتيجة هذا الإلغاء”.
وأشار العسري في حديثه لصحيفة “صوت المغرب”، إلى أن “الأولوية القصوى بالنسبة لهم كمهنيين تتمثل في تقديم دعم مادي مباشر، وليس مجرد مساعدات عينية كالشعير المدعم أو المستورد كما كان معمولاً به في السابق”، مبرزا أن “الأضرار التي تكبدها مربو الماشية جسيمة جداً، وتع،ضت رؤوس أموالهم لخسائر كبيرة”.
وفي هذا الصدد، اعتبر المتحدث أن “وزارة الفلاحة تملك في الوقت الحالي قاعدة بيانات دقيقة حول مربّي الماشية الذين كانوا يحضّرون لعيد الأضحى، وذلك بفضل الإحصاءات التي جمعتها في الفترة الأخيرة، والتي تشمل عدد رؤوس الماشية، أسماء المهنيين، مناطق تواجدهم، ونوع الأنشطة التي يزاولونها”.
وشدد على أنه “يمكن للوزارة، بناءً على هذه المعلومات، أن تقدم دعماً مادياً مباشراً لهؤلاء الذين تضرروا فعلاً من قرار إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي، لأن هوياتهم وظروفهم معروفة بدقة”، مؤكدا أن “الدعم يجب أن يكون نقدياً ويصل مباشرة إلى المتضررين”.
ولفت المتحدث إلى أن “مربّي الماشية تكبّدوا خسائر مالية كبيرة نتيجة قرار إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي، نظراً لاستثمارهم مبالغ هامة في تربية المواشي تحضيراً لهذا الموسم، الذي يُعدّ مصدر دخل رئيسي بالنسبة إليهم”، مردفا أن “هذه الخسائر أثّرت بشكل مباشر على ثقة المهنيين في مواصلة هذا النشاط”.
وحذّر المهني من أن “التأخر في تقديم حلول عملية وسريعة من قِبل الجهات المعنية قد يُفاقم الأزمة”، مشيرًا إلى أن “الكسابة قد يفقدون الأمل في استرجاع خسائرهم أو تحقيق أرباح مستقبلية، كما أن استمرار التردد في التدخل قد يؤدي إلى فقدان الثقة بشكل كامل في القطاع، ما يُنذر بانهياره التام”.
وفي غضون ذلك، اعتبر العسري أن “غياب الثقة في القطاع يشكل تهديداً كبيراً، ويؤثر سلباً على مستقبل تربية الماشية بالمغرب”، مشددا على أن “الدعم يجب أن يكون عاجلاً ومباشراً لكي يشعر الكسابون بأن الدولة تواكبهم فعلياً”.
وفي السياق، أوضح المتحدث أن “وزير الفلاحة كان قد استقبل أعضاء المكتب المديري للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والمعز (ANOC)، وذلك مباشرة بعد إعلان إلغاء شعيرة ذبح الأضاحي، حيث استمع لمطالبهم وتفاصيل معاناتهم”، مؤكدا أن “اللقاء كان مهماً، لكنه لا يزال ينتظر ترجمته إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع”.
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، قد أكد أن وزارته بصدد “إعداد برنامج طموح ومتكامل لموسم 2025-2026، بهدف مواكبة الكسابين والرفع من إنتاجية القطيع الوطني”، وذلك في سياق التفاعل مع الرسالة الملكية التي أهابت بعدم القيام بشعيرة ذبح الأضاحي خلال هذه السنة.
وأوضح الوزير، خلال الجلسة العمومية للاسئلة الشفوية بمجلس النواب الاثنين 5 أبريل 2025، أن هذا البرنامج، الذي سيتم الإعلان عن تفاصيله خلال الأسابيع القليلة المقبلة، يندرج ضمن رؤية استراتيجية لاستعادة التوازن في القطاع، وتمكين القطيع من استرجاع مستوياته بشكل تدريجي خلال السنوات القادمة.