مراكش بين أفضل المدن الثقافية في العالم
بوأت مدينة مراكش الرتبة 20 من أصل 25 مدينة صنفت كأكثر المدن ثقافة في العالم، وهي المدينة الإفريقية الوحيدة التي دخلت هذا التصنيف، متفوقة على كل من مدينة البندقية ودبلن وبراغ وفيينا حسب تقرير أعده موقع "سبايدر مانكي" المتخصص في التصنيفات العالمية.
تبوأت مدينة مراكش الرتبة 20 من أصل 25 مدينة صنفت كأكثر المدن ثقافة في العالم، وهي المدينة الإفريقية الوحيدة التي دخلت هذا التصنيف، متفوقة على كل من مدينة البندقية ودبلن وبراغ وفيينا حسب تقرير أعده موقع “سبايدر مانكي” المتخصص في التصنيفات العالمية.
عزا هشام الأحرش، الباحث في التاريخ المغربي في تصريح له لصحيفة “صوت المغرب” هذه النتيجة إلى مجموعة من العوامل التي تجعل من مراكش حاضرة الثقافة ليس فقط بالمغرب بل عالميا أيضا، وعلى “رأسها فن عيش الإنسان المراكشي”.
وجاء في تقرير “سبايدر مانكي” أن الموقع يصنف المدن طبقا لمدى تنوع مشهدها الثقافي، وتأثير هندستها المعمارية التاريخية على نطاق عالمي، والفرص التي توفرها للفنانين.
الإنسان المراكشي قطب رحى ثقافة مراكش
وقال الأحرش إن “هذا تصنيف ينسجم والمكانة التاريخية والحضارية لمدينة مراكش باعتبارها مدينة تاريخية ألفية مرت عليها ثقافات تركت بصماتها على قيم عيش الإنسان خاصة على مستوى أشكال المعمار وأنواع اللباس وطرق الأكل”.
ويفضل الأجانب مراكش لأسباب لخصها ذات المتحدث في الثقافة المعيشة المتجذرة في كينونة الإنسان المراكشي المنفتح منذ القدم على الإنسان الآخر، والذي يختزل كل المعاني الحضارية من ترحاب وبشاشة ونكتة وفرجة وهو ما ينال إعجاب السياح المقبلين على المدينة منذ زمن بعيد.
وأفاد الأحرش أن ثقافة مراكش تتميز عن باقي الثقافات العالمية لكونها تتعدى الفولكلورية اللحظية للفرجة الممتدة في الزمن والمكان، ما ينعكس على نمط عيش الإنسان المراكشي باعتباره قطب رحى ثقافة المدينة، مضيفا إلى ذلك، معمار المدينة التي حظيت مؤخرا بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2024، الضارب في الزمن خاصة المرابطي والموحدي منه المؤثث للرياضات المراكشية.
مراكش تجمع الاصيل بالمعاصر
وأشار التقرير المذكور أن قصور هذه المدينة ومساجدها تعكس ماضيها الغني، مما يخلق مشهدًا من الألوان والأصوات والعطور لامحا أن المشهد الفني المعاصر المزدهر في مراكش يؤكد على مكانة المدينة كمركز للثقافة من خلال توفير نقط سياحية يتقابل فيها العصري بالقديم وهو ما ينعكس على أسواقها التاريخية وحرفها التقليدية.
وتتميز مراكش وطنيا عن باقي المدن السياحية كفاس مثلا، لتنوع منتوج الموروث الثقافي المغربي بها، أما على المستوى العالمي فمراكش تتوفر على ساحة “جامع الفنا” التي تختزن الموروث الشفاهي ومن العواصم القليلة في العالم إن لم نجزم أنها الوحيدة عالميا المصنفة كموروث ثقافي شفهي، يضيف الاحرش.
وفي نفس السياق جاء في تقرير “سبايدر مانكي” الذي تصدرت ترتيبه مدينة نيويورك الأمريكية إثر حصولها على نقطة كاملة، أن من الأسباب التي جعلت مراكش تحتل هذه الرتبة “توفرها على ساحة جامع الفنا النابضة بالحياة وحديقة “ماجوريل” الهادئة باعتبارها امن مناطق الجذب الحسية العديدة في مراكش”.
وفيما حكي حول مراكش من أخبار بوصفها وجهة للكثير من الشخصيات على رأسها الرئيس الأمريكي السابق تشرشل، الذي كان دائم الحضور في أزقتها ومآثرها التاريخية، ما يجعله يتوفر على جناح باسمه بالفندق الفخم “المامونية”، فضلا عن مجموعة من المشاهير الساسة كروزفلت الذي يفضل مدينة مراكش ويصفها بمدينة البهجة والفرحة، وفينيسويس لاعب ريال مدريد الذي ما زال يقضي عطلته بمراكش في الوقت الحالي، يفسر الأحرش.